اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

بدون سياسة في غزة والضفة سنعود الى 6 أكتوبر

يديعوت احرونوت 30-12-2024، يوسي يهوشع: مسؤولون في الجيش: بدون سياسة في غزة والضفة سنعود الى 6 أكتوبر

بينما تغيرت في الأشهر الأخيرة مناطق واسعة في الشرق الأوسط بحيث لم نعد نعرفها، ثمة بضعة مواضيع العنوان فيها يبدو وكأننا علقنا في آلة الزمن. وبالفعل، مثلما كان في مرحلة مبكرة من المناورة البرية في غزة، حين راكم الجيش إنجازات مفاجئة، فاليوم أيضا تحذر محافل رفيعة المستوى في غزة فتقول ان “انعدام الانشغال باليوم التالي لغزة سيعيدنا الى 6 أكتوبر”. هكذا ببساطة.

المحافل آنفة الذكر مطلعة على صورة الوضع السياسي والأمني وتؤيد اتفاق وقف نار تام او جزئي في المدى الزمني الفوري. بنيامين نتنياهو على الأقل لا يمكنه أن يقول “لم اعرف”: فتلك المحافل تحذره المرة تلو الأخرى من أن انعدام البحث واتخاذ القرارات بالنسبة للإدارة والسيطرة المدنية في القطاع بعد الحرب سيؤدي الى وضع تعيد حماس بناء نفسها فيه سلطويا وتدير شؤون القطاع. “بغياب بديل”، تقول المحافل، “لن يكون مفر من عودة حكم حماس. ينبغي اتخاذ القرار الان، قبل الصفقة. حتى في “صفقة صغيرة” حماس ستعود الى سيطرة كاملة. اذا لم يكن قرار، فاننا نفوت إنجازات الحرب ولا نفي بأحد اهداف الحرب – تقويض حماس”.

يشارك في هذا الموقف مع هذه المحافل مسؤولون كبار سواء في الجيش ام في الشباك. هناك يفهمون ما لم يستوعبه المستوى السياسي بعد (او انه يرفض قبوله): فبينما دمرت القدرات العسكرية لحماس تماما تقريبا، رغم اطلاق بعض الصواريخ (والجيش حرص على القول انه ستبقى لحماس قدرة اطلاق ما) فان القدرات السلطوية لا تزال قائمة. وتفسير ذلك ليس معقدا: 1.9 مليون من بني وبنات البشر، الذين يشكلون نحو 90 في المئة من سكان وساكنات غزة، يتجمعون في المنطقة الإنسانية (المواصي) التي تقع في وسط جنوب القطاع. باستثناء عمليات جراحية، هي في معظمها جوية، فان الجيش الإسرائيلي لا يوجد في هذه المنطقة. الغزيون لا يرون هناك جنود الجيش الإسرائيلي. لكنهم يرون رجال حماس الذين يتحكمون بالجمهور الغزي بعنف ووحشية. من يحاول تحدي حماس يعاقب بيد من حديد وبشكل علني كي يرى الناس ويخافون – في غزة وفي إسرائيل أيضا. مسؤول كبير في الجيش سُئل لماذا لا توجد ثورة مدنية ضد الحكم أجاب بان “كل عشيرة تحاول رفع الرأس، حماس تنزلها على الفور. لكن هذه ليست المشكلة الخطيرة، بل اثنتان اخريان: لا توجد قيادة للثورة، مثلما في سوريا، ولا توجد للجمهور طاقات”.

ما الحل؟ “تقويض حكم حماس” هو هدف حرج، لكنه في هذه المرحلة ليس اكثر من شعار أيضا. السبيل لادخال مضمون فيه، حسب محافل رفيعة المستوى في الجيش، يوجد بين ثلاثة خيارات: الأول هو السلطة الفلسطينية، مع غلاف معانق ومبطن بمال الولايات المتحدة ودول الخليج، ما يفترض أن يخرج حماس عن طورها. الكرزة ستكون تطبيعا بين إسرائيل والسعودية، خطوة تاريخية تغير الشرق الأوسط. لكن نتنياهو استبعد تماما هذا الخيار: الذريعة هي الإمساك المزعوم لبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير بحبال الائتلاف، لكن الحقيقة هي ان في الليكود وفي حزب جدعون ساعر على حد سواء سيجدون صعوبة جمة في تمرير مثل هذا القرار في قواعدهم.

الخيار الاخر هو إقامة حكم عسكري في غزة. جنود الجيش الإسرائيلي يوزعون الغذاء، دولة إسرائيل تدير البنى التحتية للصحة والرفاه، ومواطنو إسرائيل يدفعون على هذا الى جانب المال الذي يصرف على غلاء المعيشة الإسرائيلي الذي من المتوقع أن يزداد وجدا هذا الأسبوع. نتنياهو، الذي يعرف الثمن الاقتصادي والدولي (تلميح: هذا لن يساعده للتصدي لامر الاعتقال الذي صدر ضده)، يرفض هذا الخيار أيضا.

الخيار الثالث الذي يحذرون منه في جهاز الامن هو القرار بعدم القرار. ان يواصل الجيش الإسرائيلي العمل في غزة، لكن ترميم حكم حماس لا بد سيأتي.

يمكن ان نمد خطا بين انعدام القرار في الجنوب وما يحصل في يهودا والسامرة. فبينما في اليمين يدعون منذ فترة طويلة الى تفكيك السلطة الفلسطينية، نتنياهو لا يسارع لاتخاذ قرار. في هذا الوضع، تقاتل أجهزة امن أبو مازن حماس كي تمنع صعودها على مسافة بصقة عن كفار سابا. “في الأسبوع الماضي فقط قتل خمسة من رجال الجهاز في الصراع ضد حماس”، يقول مسؤول كبير في جهاز الامن الإسرائيلي. غير أن إسرائيل تختار الا تقوض حكم أبو مازن والا تقويه أيضا، هكذا بحيث أنها عمليا تعده لموت الف قطعة: كل يوم قليلا. وبغياب بديل سلطوي، فان الطريق الى غزة في يهودا والسامرة ليس طويلا جدا.

“حماس تحاول اشعال الضفة وأبو مازن يقاتلها، بالقوة”، يقول المسؤول الكبير، “الفلسطينيون يقولون لنا: “اذا لم نكن أقوياء، ستصعد حماس وهذه ستكون مشكلتكم أيضا. فلماذا انتم تقفون ضدنا علنا؟” اليوم يوجد في فرقة الضفة 21 كتيبة، اذا انهارت السلطة ولا يكون بديل سلطوي، سنحتاج 40 كتيبة؟”.

من المهم الايضاح: في جهاز الامن لا يريدون دولة فلسطينية، لا يحلمون بإعادة مناطق ولم يتحولوا الى فرع من “السلام الان”. يدور الحديث عن أناس يقاتلون كل يوم على أمن السكان في داخل حدود الخط الأخضر وخارجه أيضا. وبالتأكيد الجيران بقرب ساحات بيوتنا يتحدونا، واذا لم يتحولوا في المئة سنة الأخيرة لمحبي صهيون فهذا لن يحصل أيضا في المئة السنة القادمة. لم تختارهم أي حكومة كما انها لم تتخذ أي قرار بالنسبة لمستقبلهم – الذي هو بقدر كبير مستقبلنا أيضا.

يدعي كثيرون وعن حق بان درس 7 أكتوبر هو الكف عن اغماض العيون. غير أنه ما لا يقل أهمية عن هذا هو ان ليس لإسرائيل الترف في تدوير العيون الى السماء وتأجيل قرارات حرجة. جهاز الامن بحاجة الى ترميم وتبديل معظم القيادة المسؤولة عن ذلك لكن هذا لا يغير من الحاجة الدراماتيكية للنظر الى الجمهور في العيون وقول الحقيقة له: من الأفضل اتخاذ خطوات عسيرة على الهضم وفي اقرب وقت ممكن من شراء الهدوء والامل بالخير. التجربة الرهيبة تثبت انه لا يأتي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-30 15:03:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى