عين على العدو

بديل معتدل..الطريقة الوحيدة لتدمير حماس

هآرتس – يئير غولان – 24/2/2025 بديل معتدل – الطريقة الوحيدة لتدمير حماس

اختطاف وقتل الطفلين كفير ويئير بيباس، والكشف عن الحقيقة الصادمة بأن حماس ارسلت مع جثتيهما ايضا جثة امرأة فلسطينية، هو تذكار مثير للقشعريرة للفشل الاستراتيجي للقيادة الاسرائيلية. بنيامين نتنياهو قوي بالكلام ولكنه ضعيف بالافعال. فهو يعد بالانتقام من حماس، يصرخ ويهدد، لكن عمليا حماس ما زالت موجودة وهي تواصل السيطرة في قطاع غزة.

الحقيقة البسيطة هي أن حماس ما زالت على قيد الحياة بفضل نتنياهو، ونتنياهو ما زال على قيد الحياة بفضل حماس. هذه علاقة تكافل، حولت حكم الارهاب في قطاع غزة الى جزء لا يتجزأ من الواقع السياسي في دولة اسرائيل. لذلك فانه كلما صرخ نتنياهو اكثر فانه يكون واضح أكثر بأنه يحاول اخفاء الحقيقة، وهي أنه ضعيف ويعتمد على حماس ويخشى من أن يشم المواطنون في اسرائيل الرائحة الكريهة لهذه الصلة.

نتنياهو يكرر ويعلن بأن حماس توجد على شفا الانهيار، لكنه فعليا هو يواصل سياسة تمكن هذه المنظمة الارهابية من الحفاظ على سلطتها. بدلا من تدمير حماس فان نتنياهو يواصل نفس اللعبة السياسية الخطيرة والساخرة، التي تستمر منذ عقد ونصف. السياسة التي استمرت لفترة طويلة لنتنياهو – تحويل مليارات الدولارات من قطر الى حماس، تجنب الدفع قدما ببديل  سلطوي معتدل في قطاع غزة وصد أي محاولة لايجاد افق سياسي، كل ذلك عزز هذه المنظمة خلال هذه السنوات وأدى في نهاية الامر الى المذبحة في 7 اكتوبر.

الانتقام الحقيقي من حماس ليس بالاقوال التهديدية أو العمليات العسكرية المحددة، بل بتدمير حكمها. الطريقة الوحيدة للمس بهذه المنظمة الارهابية المقيتة هو بناء بديل ثابت ومعتدل لنظام حكمها في القطاع. وخلق سلطة جديدة ومتزنة، التي ستتعاون مع المجتمع الدولي، هو الرد الحقيقي على الارهاب. من يريد وبحق الانتقام من المخربين الملعونين وضمان أمن دولة اسرائيل يجب عليه أن يقود عملية تعمل على استبدال حماس، وليس فقط استخدامها كعدو مريح لاغراض سياسية.

الزعامة الصهيونية الشجاعة كانت ستضمن نزع السلاح بشكل مطلق من القطاع. اسرائيل كانت ستحافظ على حرية عمل أمني كاملة حتى تحقيق الاستقرار. وكل قطاع غزة كان سيبقى تحت اشراف عملياتي وثيق. حماس كان سيتم ابعادها كليا عن ادارة الامن، الاقتصاد والمجتمع المدني في القطاع. وبدلا منها كان سيقوم حكم فلسطيني معتدل برقابة الدول العربية المعتدلة وجهات دولية.

هذه العملية يجب تنفيذها على مراحل. اولا، تحديد مناطق آمنة تحت سيطرة فلسطينية معتدلة، وبعد ذلك يتم توسيع الاشراف المدني والاقتصادي، وفي النهاية يتم تشكيل جهاز سلطوي مستقل، مصلحته هي أن يضرب هو نفسه الارهاب.

دولة اسرائيل كانت دائما تطمح الى ربط انجازاتها الامنية بعملية سياسية داعمة. واخراج مصر من دائرة القتال في 1979 كان قرار استراتيجي دراماتيكي، اكبر من أي انتصار عسكري. في المقابل، ضم المناطق بدون افق سياسي فقط عمق التهديد الامني. الاتفاقات مع مصر والاردن ودولة الامارات اثبتت نفسها كذخر أمني كبير، لكن جهود التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين فشلت فشلا ذريعا. الصراع الرئيسي في الشرق الاوسط ليس فقط على السيطرة الجغرافية، بل هو حرب على مستقبل المنطقة. هذا صراع بين قوى معتدلة تطمح الى الاستقرار والازدهار وبين قوى راديكالية تسعى الى الفوضى والارهاب. دولة اسرائيل مجبرة على قيادة تحالف المعتدلين، لكن من اجل فعل ذلك يجب عليها وقف على الفور الرقص الخطير مع حماس ومواجهة المتطرفين الموجودين داخلها.

تكفي نواة صغيرة ومتعصبة كي تجر دولة كاملة عن طريق زرع الخوف وعقد تحالفات مصالح ظلامية، أو تعهد ورعاية اللامبالاة العامة. النضال الحقيقي ليس مع عدو خارجي، بل هو ايضا على صورة دولة اسرائيل من الداخل.

دولة اسرائيل تقف الآن امام الازمة الوجودية الاكثر خطورة في تاريخها، ليس فقط بسبب التهديدات الخارجية، بل بسبب التفكك الداخلي. الحكومة بدلا من قيادة عملية اصلاح، واعادة البناء، تواصل مهمة التدمير. وطالما أن نتنياهو وحكومته يمسكون بدفة الحكم فانه لن يكون اصلاح لدولة اسرائيل. تغيير حقيقي يمكن أن يأتي فقط مع استبدال الحكومة والتعهد بوضع استراتيجية جديدة تفضل أمن دولة اسرائيل على البقاء السياسي.

التدمير الشديد في قطاع غزة اوجد فرصة تاريخية للتغيير. دولة اسرائيل يمكنها أن تقود عملية دولية لاعادة اعمار القطاع وانشاء حكم معتدل هناك، لكنها لن تستطيع فعل ذلك طالما أن نتنياهو يتمسك بالكرسي. من يبقي حماس في غزة من اجل الابقاء على حكمه لن يجلب الأمن لدولة اسرائيل، ومن يلعب بخوف الجمهور لن يجلب الوحدة والأمل. لقد حان الوقت لقيادة صهيونية جديدة، مسؤولة وأمنية، ستفضل مصالح دولة اسرائيل على البقاء السياسي الشخصي.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-24 17:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى