بعد أن بلغت نسبة الفقر في لبنان 80%… شريحة واسعة تسعى لتأمين الحاجات الأساسيّة هل بات التخزين وسيلة لتجنب ارتفاع الأسعار…
مما لا شك فيه أن تخزين المواد الغذائية في حالات الطوارئ والحروب، يعد أمرا بالغ الأهمية لضمان توفير الطعام، في حال حدوث انقطاع في سلاسل التوريد أو فرض حظر تجول، حيث يصبح الوصول إلى السلع الأساسية صعبا. هذا، وأثناء الأزمات قد ترتفع أسعار البضائع بشكل كبير بسبب نقص الإمدادات.
وفي ظل تزايد المخاوف من حرب واسعة النطاق في لبنان بعد قصف العدو الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام، قد يسأل سائل أيما أفضل: التخزين أم ترك الأمور على ما هي عليه؟
التخزين موجود وإن كان ضمن نطاق معين!
قال صاحب إحدى محال “السوبرماركات” الكبرى لـ “الديار”: “يأتي تخزين المواد الغذائية في لبنان كاستجابة لمخاوف متعددة، منها اتساع رقعة الحرب، الأزمات الاقتصادية، والانقطاع المتوقع في سلاسل التوريد. ومن الأسباب التي تدفع الناس الى الادخار، الهلع من فقدان السلع الحيوية بسبب الحرب والوضع المادي الضيق وتزايد نسبة الفقر. وانا لا اعتمد على وجهة نظر تحليلية في هذه المسألة، وانما بالاستناد الى تقرير حديث للبنك الدولي، حيث أشار الى أن أكثر من 80% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وهؤلاء قد يلجؤون إلى التخزين كوسيلة لتجنب ارتفاع الأسعار، أو النقص في المستقبل بما تَأَمّن لديهم من موارد”.
واكد “أن بعض الناس، خصوصا من الفئات غير الميسورة، قد يقومون بتخزين كميات صغيرة من المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والسكر والدقيق والزيت والمعكرونة”، معتبرا “ان هذا النوع من التخزين يكون عادة على مستوى الأسر وليس بكميات تجارية. وقد تلجأ هذه الفئات إلى استخدام بدائل أرخص للمواد الغذائية باهظة الثمن وادخارها”.
وختم: “يأتي حفظ الغذاء كإجراء احترازي، نتيجة لمزيج من العوامل الأمنية والاقتصادية، ويعتمد على توافر الموارد والإمكانيت لدى الأسر المختلفة. ومن المهم الإشارة إلى أن الإقبال على الشراء قد يختلف من محافظة الى أخرى، وذلك بحسب الأوضاع الأمنية في كل منطقة”.
للتخزين “أسرار”!
ويؤكد اختصاصي التغذية طه مريود لـ “الديار” أن “الجسم يحتاج إلى كل العناصر الغذائية، لكن الغلوكوز الموجود في النشويات مهم جداً للأعضاء لتقوم بوظائفها بشكل جيد، وبخاصة الدماغ. وتعتبر الدهون مصدراً رئيسياً للطاقة المرتفعة، أي ما يوازي 9 وحدات حرارية في الغرام الواحد”.
وقال: ” للبقاء على قيد الحياة، من المهم تناول الأطعمة التي توفر العناصر الغذائية الأساسية أثناء الظروف الطارئة. لذلك وقبل كل شيء، لا بد من اختيار المواد ذات العمر التخزيني الطويل، كالأرز والمعكرونة والحبوب والبقوليات والأطعمة المعلبة. ومن الضروري الاحتفاظ بمياه الشرب النظيفة كأولوية قصوى، مع مراعاة تخزين كمية كافية تدوم لعدة أيام. إلى جانب ذلك، فإن توفير مصادر للطاقة، مثل الأطعمة التي لا تتطلب الطهي أو التي يمكن تحضيرها بطرق بسيطة، مفيد في حال انقطاع الكهرباء”.
طرق الحفظ
وشدد على “أن تخزين المواد الغذائية بشكل صحيح، لا يضمن فقط الاستعداد للأزمات، بل يساعد أيضاً في تجنب الهدر وضمان أن تبقى الإمدادات صالحة للاستهلاك عند الحاجة. لذلك، يجب أن يكون التخزين في مكان بارد وجاف، بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة والرطوبة. بالإضافة إلى الأطعمة، من المهم تخزين الأدوية الضرورية، ومستلزمات الإسعافات الأولية، ومنتجات النظافة”.
غذاء مخصص للكبار بالسن
وتابع “يجب التركيز عند تخزين الأطعمة المناسبة لكبار السن على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، مثل الحبوب الكاملة الغنية بالألياف والطاقة المستدامة كالكينوا والأرز البني. وتأتي البروتينات من الفاصولياء والعدس والأسماك المعلبة كالتونة والسلمون، او اللحوم المجمدة مثل الدجاج واللحم البقري، وتحتوي هذه المأكولات على أحماض أوميغا 3 الدهنية. كما يمكن ادخار الفواكه والخضراوات المجففة والمعلبة، مثل المشمش والتفاح والخوخ والبازلاء والجزر والسبانخ، والمنتجات البديلة للألبان للحصول على الكالسيوم والبروبيوتيكات. اما بذور الكتان والشيا فهي غنية بالبروتين والدهون الصحية”.
الرضع
وأوضح: “من الضروري توفير الحليب الجاهز أو المجفف الخاص بالرضع لتلبية احتياجاتهم الغذائية، بالإضافة إلى الأطعمة المخصصة لهذه الفئة العمرية، وتتضمن الفواكه والخضراوات المهروسة، كالتفاح والجزر والبطاطا الحلوة والحبوب المدعمة مثل الأرز المهروس. كما يجب تخزين المياه المغلية المبردة لتحضير الحليب”.
الاطفال
اضاف: “أما للأطفال من عمر (5 الى 12 عاما)، فيُنصح بتخزين الحبوب الكاملة، والبروتينات مثل البيض، واللحوم المعلبة الدجاج والسمك، ومنتجات الألبان البديلة، والفواكه والخضراوات المجففة والمعلبة، بالإضافة الى الوجبات الخفيفة الصحية كالمكسرات”.
ما هي الطرق الفعالة للمحافظة على المواد الغذائية؟ يجيب “للحفاظ على جودة هذه الأطعمة، يُنصح بتنظيم وتدوير المخزون باستخدام الأطعمة الأقدم أولاً واستبدالها بمنتجات جديدة، وتخزينها في أماكن باردة وجافة بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، واستخدام حاويات محكمة الإغلاق. بهذه الطرق، يمكن ضمان توفير الغذاء الصحي والمناسب لجميع أفراد الأسرة في حالات الطوارئ”.
التغذية الكاملة لا تعني
“التبضع” عشوائياً!
من جهتها، قالت اختصاصية التغذية كاتيا قانصو لـ “الديار”: “عند تخزين المواد الغذائية للكبار، من المهم التركيز على الأطعمة التي توفر تغذية كاملة وتكون قابلة للتخزين لفترات طويلة. وأقصد هنا الحبوب والبقوليات الغنية بالبروتين والألياف، والشوفان المفيد لوجبات الفطور وقابل للادخار. وتعد المعكرونة من المواد الجافة وسهلة الطهي ومتنوعة الاستخدام، كما يمكن حفظ الجبن المعلب لمدة زمنية اطول، ويكون متاحاً للاستعمال السريع”.
واستكملت: “من المهم ادخار الأصناف التي تعتبر مصادر جيدة للألياف، وأوميغا 3 كبذور اليقطين بالإضافة إلى الخضراوات المجففة، التي يمكن إعادة ترطيبها واستخدامها في الطهي مباشرة. وينبغي ابتياع الزيوت والدهون والبهارات والتوابل لتجنب الملل في الأطعمة وإضافة النكهة. كما يحبّذ تخزين كمية كافية من المياه الصالحة للشرب، على الأقل لتران لكل شخص يوميا”.
وختمت: “الاحتفاظ بهذه الأغذية بشكل صحيح سيضمن بقاءها صالحة للاستخدام لفترة أطول. ومن هنا ننصح بتدوير المخزون بانتظام، لضمان استهلاك المواد الأقدم أولاً واستبدالها بمنتجات جديدة”.
The post بعد أن بلغت نسبة الفقر في لبنان 80%… شريحة واسعة تسعى لتأمين الحاجات الأساسيّة هل بات التخزين وسيلة لتجنب ارتفاع الأسعار أو النقص في المستقبل؟ appeared first on Lebanon Economy.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :lebanoneconomy.net بتاريخ:2024-08-07 07:49:41
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي