اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

بعد 15 شهرا من الحرب،

هآرتس 7/1/2025، نير حسون وشيرين فلاح صعب: امراض، اجهاضات، جوع، زواج قسري وتهديدات: بعد 15 شهرا من الحرب، نساء القطاع ينهرن

حوالي 150 طفل ولدوا كل يوم في قطاع غزة خلال فترة الحرب. هذا حسب لجنة الانقاذ الدولية “آي.آر سي“، وكل هذه الفترة مرة عليهم في الضائقة والدمار. في الاشهر القريبة القادمة سيضاف اليهم عشرات آلاف الاطفال الآخرين. وحسب “اليونسيف” فانه يوجد الآن في غزة حوالي 155 ألف امرأة حامل ومرضعة. وحوالي مليون امرأة تعيش في مخيمات النازحين. الى جانب اضرار الحرب التي نزلت على كل سكان القطاع فان الاطباء ومنظمات حقوق الانسان ومنظمات دولية تحذر من المس الشديد بشكل خاص بوضع النساء والفتيات في قطاع غزة، وبسبب ذلك ايضا وضع اطفالهن. امراض، اجهاضات، جوع وعدم نظافة، كل ذلك يوصل الى الحضيض ليس فقط حياة النساء، بل ايضا حياة اطفالهن.

في اعقاب انهيار منظومة الصحة في القطاع فانه يصعب الحصول على معطيات دقيقة حول الامراض والاجهاضات والولادة المبكرة. في اشهر الحرب الاولى نشرت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع 300 في المئة في عدد الاجهاضات في القطاع. ومنذ ذلك الحين لم يتم نشر معطيات اخرى. الاستطلاع الذي اجرته الامم المتحدة في نهاية شهر كانون الاول في اوساط النساء الحوامل والمرضعات اظهر أن 76 في المئة من النساء الحوامل ابلغنعن الاصابة بفقر الدم، 99 في المئة ابلغن عن الصعوبة في الوصول الى الخدمات الصحية والمكملات الغذائية، 55 في المئة ابلغن عن صعوبات صحية تمس بالقدرة على الرضاعة، 99 في المئة عانين من النقص في حليب الأم. حسب “اليونسيف” 96 في المئة من الاطفال والنساء المرضعات في غزة لا يحصلون على الغذاء الكافي.

في الاشهر الاخيرة تفاقمت مشكلة التغذية. ففي بداية تشرين الثاني قدر صندوق السكان التابع للامم المتحدة بأن حوالي 3 آلاف امرأة حامل في القطاع يعانين من “مستوى كارثي في عدم الامن الغذائي”. وحسب تقديرات خبراء الامم المتحدة فان هذا العدد الآن هو 8 آلاف. اضافة الى التوتر النفسي فان النساء الحوامل يواجهن جهد جسدي كل يوم (مثلا جلب المياه)، التلوث، نقص المياه الصالحة، السكن ومشكلات اخرى. الدكتورة فداء النادي، طبيبة اطفال في مستشفى ناصر في خانيونس، قالت في الاسبوع الماضي لراديو “علم” إنه حتى لو حصلن النساء على الغذاء فان الحديث على الاغلب يدور عن معلبات بجودة متدنية، الامر الذي يؤثر سلبا على صحتهن وصحة الأجنة.

حسب اقوال الدكتورة فانه في اعقاب النقص في اقسام الخدج والحاضنات فان الاطباء احيانا يضطرون الى ادخال اثنان أو ثلاثة من الاطفال الخدج الى نفس الحاضنة. وحسب “في.بي.سي” فانه حتى قبل الحرب كان في شمال القطاع 105 حاضنات فقط في ثلاث مستشفيات. هجمات الجيش الاسرائيلي شلت معظم اقسام الولادة، وفي تشرين الثاني بقيت فقط 9 حاضنات عاملة في مستشفى كمال عدوان. عند اخلاء المستشفى من قبل الجيش الاسرائيلي قبل اسبوع ونصف فانه لا توجد حاضنات متاحة في شمال القطاع.

غازي أبو جياب، وهو ناشط اجتماعي ومترجم فلسطيني، جلب مؤخرا قصة امرأتين في حالة الحمل في غزة، هالة الحاسي (25 سنة)، التي اصيبت بقدمها بسلاح اسرائيلي في بيت الجيران عندما كانت في الشهر الثامن من الحمل. وبعد اسبوع بدأت تعاني من نزيف وألم، وفقط بعد 12 ساعة نجح زوجها في نقلها الى المستشفى في عربة يجرها حصان. “أنا انتظرت بضع ساعات الى أن نجحت في الدخول الى غرفة الفحص، لأن كثير من النساء كن في الدور”، قال الحاسي لأبو جياب في مقابلة نشرت في موقع “الدرج” وفي منتدى الفكر الاقليمي في معهد فان لير. “بعد الفحص قرر الطبيب أنني احتاج الى اجراء عملية خارج الجنين من الرحم”. وحسب قولها، بعد انتهاء العملية بست ساعات اضطر الاطباء الى اخراجها من المستشفى بسبب الاكتظاظ.

عنان أبو جامع (30 سنة) قالت لأبو جياب بأن حملها توقف في الشهر الثالث بعد أن أمر الجيش الاسرائيلي باخلاء الحي الذي تعيش فيه في بلدة بني سهيلة. فهي اضطرت الى الركض والسير بضعة كيلومترات الى أن وصلت الى مخيم للنازحين. في الليلة الاولى في المخيم اصيبت بالنزيف والألم، وفي اليوم التالي تبين في المستشفى بأنه لا يوجد نبض للجنين. حسب قولها في ذلك اليوم كانت المرأة رقم 7 التي أجهضت في المستشفى.

هناك مشكلة لا تقل خطورة وهي النقص المتزايد في وسائل منع الحمل. سناء (34 سنة) من خانيونس، التي نزحت من مكان سكنها اربع مرات في الحرب، قالت للصحيفة: “النساء في غزة يدفعن ثمنا باهظا بصحتهن. يوجد نقص في وسائل منع الحمل والنساء لا يمكنهن زيارة طبيبة نسائية. ومن لديها لولب في الرحم تحتاج الى استبداله وتحتاج الى فحص ومتابعة روتينية وارشاد حول وسائل منع الحمل كل ذلك ينقص النساء”. سناء انتقدت بأن الضائقة الاقتصادية تشجع الآباء على تزويج الفتيات بسن مبكرة بسبب الاموال التي يحصلون عليها من عائلة الزوج. “هذا الزواج يؤدي الى الحمل غير المخطط له”، قالت سناء واضافت. “الضائقة تجعل الآباء يزوجون الفتيات مقابل كيس طحين أو خيمة جديدة. هناك عائلات أن تبقى على قيد الحياة حتى بثمن تزويج الفتيات وتداعيات ذلك”.

نور (29 سنة) وهي أم لولدين من مدينة غزة، التي تعيش الآن مع عائلتها في دير البلح، قالت: “عندما اندلعت الحرب قلت لزوجي بأنه لا يمكننا انجاب المزيد من الاطفال. وهو وافق على ذلك. لا توجد اطر تعليم ولا يمكن أن تجر معك حامل. الحامل بحاجة الى خصوصية وفضاء آمن. في القطاع هذا معدوم”. وحسب قولها فان مسألة وسائل منع الحمل هي طابو اجتماعي في قطاع غزة. “يتحدثون عن النقص في الغذاء والمياه والدواء.، يتحدثون عن الدمار. ولكنهم لا يتحدثون عن النقص في وسائل منع الحمل. المخيب لهذا السبب هو أن كل امرأة مسؤولة عن مصيرها، واذاحملت فهذا يمكن أن ينتهي بشكل غير جيد. صديقتي حملت ووضعها الجسدي سيء. فهي لم تتمكن من اجراء فحوصات المتابعة وعانت من سكري الحمل. هي يمكن أن تلد في القريب ولكنها لا تعرف أين ستلد وأين سيعيشون”.

“عندما كان موظفو الاونروا يعملون في القطاع”، قالت نور، “كانوا يوزعون وسائل منع الحمل ويقدمون الارشادات حول تنظيم الأسرة. الآن وسائل منع الحمل تباع باسعارمرتفعة، والجميع لا يوجد لديهم المال الكافي لذلك”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-07 16:05:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى