بنيامين نتنياهو اصبح تهديد وجودي يهدد بتحقيق النصر المطلق على الدولة

هآرتس 19/3/2025، تسفي برئيل: بنيامين نتنياهو اصبح تهديد وجودي يهدد بتحقيق النصر المطلق على الدولة
اليوم سيتم اجراء في القدس مظاهرة احتجاج على اقالة رئيس الشباك. يجب قراءة الجملة مرة تلو الأخرى من اجل معرفة عمق العفن الذي تفشى في جهاز الحكم، وفقدان الثقة به في الدولة التي ما زالت تتمسك بما بقي من قوتها بسور الديمقراطية قبل انحدارها نحو الهاوية.
رئيس الشباك، هذا قيل كثيرا، هو مسؤول رئيسي عن الكارثة الأكثر فظاعة في تاريخ دولة إسرائيل، لكن هو واقالته ليسا القصة الحقيقية للاحتجاج. صرخات الغضب والإحباط واليأس التي تندلع الآن هي ضد الكارثة القادمة التي بدأت في الحدوث، التي تهدد ليس فقط غلاف غزة والمستوطنات في الشمال، أو حياة المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة أو الشهداء الذين ينتظرون الدفن، بل الحديث يدور عن تهديد وجودي لكل دولة إسرائيل، يسارع الى إعادة كتابة ماضيها واغلاق الطريق امام مستقبلها وتحويل ما كانت عليه وما أعدت له الى كومة من الحجارة.
يبدو أن هذا عرض عادي آخر للبيروقراطية الشيطانية. رئيس الحكومة الذي يستخدم صلاحياته، سيتبين الى أي درجة هي قانونية لكن هذا اقل أهمية، من اجل اقالة رئيس الجهاز المسؤول، ضمن أمور أخرى، عن الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل. في ظروف أخرى كان السؤال المطلوب سيكون ماذا في ذلك؟، موظف تم تعيينه وتمت اقالته. كان مسموح في حينه أيضا التساؤل عن التناقض الكبير الذي يصعب استيعابه، الذي يعيشه الشباك والجيش والموساد، الذين تم تخويلهم بالقانون للعمل بطرق غير ديمقراطية ووحشية واحيانا غير إنسانية، هم الذين يمثلون الآن جوهر الديمقراطية ويحملون صفة “حراس العتبة”.
الإجابة على ذلك هي أنه على الديمقراطية في إسرائيل فرض عليها عقد حلف مع مؤسساتها غير الديمقراطية. هذه المرة ليس من اجل الدفاع عن حدود الدولة أو احباط الإرهاب، بل من اجل انقاذ نفسها من الذي يخرق فيها ثقوب كبيرة كي يضع فيها مواد متفجرة مدمرة. يمكن ويجب محاسبة رئيس الشباك وقادة الجيش الإسرائيلي، ليس فقط بسبب 7 أكتوبر، بل أيضا بسبب قتل الأبرياء والتنكيل بالمدنيين الأبرياء، والاعتقالات التي لا أساس لها، وعمليات القصف بدون تمييز الى درجة أنها تصل الى جرائم حرب. ولكن في نفس الوقت من الضروري التذكر بأن وجود ديمقراطية قيمية واخلاقية تستند الى القوانين الليبرالية يمكنها أن تضمن بأن هذا الحساب سيتم تقديمه.
اقالة رئيس الشباك ليست “عمل اداري” لا يشوبه الظلم، بل هي نتيجة سياق واسع أحدث هزة أرضية منفلتة العقال، التي سلبت من مواطني الدولة خدمات الشرطة النزيهة والناجعة وقامت بلف المحكمة العليا في كفن وخلقت نظام قانوني فاشي يوشك أن يحبس حرية التعبير والثقافة في زنزانة، ويهدد مدراء المدارس والمعلمين ويحطم الحق في المساواة أمام القانون.
في ظل الحرب وتحت غطاء الالاعيب الحقيرة التي خلقت الانطباع بأن رئيس الحكومة “يفعل كل ما في استطاعته” لاعادة المخطوفين، واصل رئيس الحكومة تقويضه بشكل عنيف لأسس الديمقراطية. ولكن خلافا للهزة الأرضية فان الصدع التكتوني الذي يهدد إسرائيل يمكن وقفه، ومن الحيوي وقفه على الفور.
قبل لحظة من غرق الجمهور في مستنقع البؤس بسبب الشعور بالعجز، وكأنه محكوم عليه قضاء بقية أيامه هناك، يجب عليه أن يتذكر قوته ونفوذه ورسالته تجاه الدولة. وبعد كل ذلك، هذا هو نفس الجمهور الذي تخلص وبسرعة من الضغط وحشد الحشود وخرج ليحل مكان الحكومة عندما غفت وتخلت عنه وانزلت عليه كارثة فظيعة. وهو نفس الجمهور الذي أخذ على عاتقه بأن “هذا لن يتكرر”، ولكن ها هو يحدث. إن التهديد الوجودي الذي يرتدي البدلة وربطة العنق ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة لا يتطلب تحذيرات استخبارية ودلائل شاهدة أو مراقبات يقمن بايقاظ النظام. هو هنا بالفعل، ويهدد بتحقيق النصر الكامل على الدولة. الاحتجاج المهذب لن يكون كافيا، هذه حرب من أجل البقاء.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-19 15:27:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>