بوريل بعد لقائه الرئيس بري : للتعجيل بالتوصل إلى حل للحرب
وزعت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان نص اللقاء الصحافي الذي عقده الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، والذي قال فيه:
“أنا في لبنان اليوم أقوم بزيارتي الثالثة خلال عام واحد. لقد زرت لبنان ثلاث مرات هذا العام، وهذه هي زيارتي الأخيرة كممثل أعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية. لقد اخترت أن أنهي ولايتي هنا في لبنان، في بيروت، لأنَّ ما يجري في الشرق الأوسط، وخصوصاً هنا في بيروت، يضع الأسرة الدولية في اختبار إذا كنا فعلاً مستعدين وقادرين على صنع السلام. فقد اتخذ هذا النزاع بعداً دولياً ولا يمكن للأسرة الدولية أن تبقى مكتوفة الأيدي حيال ما يحصل هنا”.
أضاف: “لقد بات ثمن انعدام السلام في الشرق الأوسط باهظاً ولا يُحتمل بالنسبة إلى الأشخاص الذين يموتون تحت وابل القنابل، وبالنسبة إلى المنطقة بأسرها والعالم كلّه. في أيلول الماضي، جئت وكان يحدوني الأمل في أن نتمكن من منع حرب شاملة، أي حرب شاملة تهاجم فيها إسرائيل لبنان. بعد شهرين، أصبح لبنان على شفير الانهيار مع اندلاع الحرب في الجنوب حيث دُمِّرت عشرات القرى بالكامل، وكذلك مع الغارات في بيروت وبعلبك والصواريخ في سماء تل أبيب. إنَّ الخسائر البشرية كبيرة للغاية. فقد أودت الغارات الإسرائيلية بحياة أكثر من 3,500 شخص في لبنان – أكثر من ثلاثة أضعاف ضحايا النزاع في عام 2006. كما أُصيبَ خمسة عشر ألف شخص، ومن بينهم عدد لا يصدق من العاملين في المجال الطبي، فضلاً عن المستشفيات التي تضررت. واليوم كما كنا قبل شهرين، فإنّنا لا نرى إلا طريقاً واحداً ممكناً للمضي قدماً، وهو وقف فوري لإطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 – وقف فوري ومتزامن لإطلاق النار من جانب الأطراف كافة”.
وتابع: “من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار هذا، أودُّ أن أشيد بجهود الولايات المتحدة وفرنسا. ويدعم الاتحاد الأوروبي كلا الجانبين، ويدعم الولايات المتحدة، ويدعم فرنسا. ويجب نشر الجيش اللبناني على طول نهر الليطاني، وانسحاب مقاتلي حزب الله، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإرساء السيادة اللبنانية الكاملة جواً وبراً وبحراً. اسمحوا لي أيضاً أن أثني على عمل اليونيفيل. فهي تؤدي دوراً رئيسياً في بيئة تتفاقم فيها التحديات. فهناك أكثر من 10,000 رجل وامرأة يعملون مع اليونيفيل في الجنوب. وأُصيب ثلاثون منهم بجروح، من بينهم أربعة إيطاليين قبل أيام فقط. إنَّ الهجمات على اليونيفيل غير مقبولة على الإطلاق. وتحظى اليونيفيل بدعم قوي من الاتحاد الأوروبي، وأودُّ أيضاً أن أؤكد مجدداً على دعم الأونروا التي تضطلع بدور لا بديل عنه في غزة، وهنا أيضاً في لبنان. إنَّ الخدمات التي تقدمها الأونروا لنصف مليون لاجئ فلسطيني لا يمكن أن يوفرها أي طرف آخر. ونحن ندين القانون الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، ونواصل حثِّ الحكومة الإسرائيلية على عدم تنفيذ هذا القرار”.
وقال: “أنا قادم من الأردن، وكنت أتحدث مع موظفي الأمم المتحدة الذين يحاولون تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في غزة في وضع يائس. وقد دعوت الأسرة الدولية بأسرها إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الحرب ووقف المذبحة في غزة. بالأمس كنت أتحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة عن هذا الموضوع، والآن أكرر النداء الذي وجهته إليه لوقف المذبحة في غزة. نحن، بصفتنا الاتحاد الأوروبي، ندعم الشعب اللبناني والجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية. ونحن مستعدون لتخصيص 200 مليون يورو للجيش اللبناني. وقد سألت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ماذا وكيف يمكننا دعم جيشكم، ليس فقط مالياً، وإنما أيضاً تقنياً، وسأفعل الشيء نفسه مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون. غير أنَّ نجاح الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل هي في أيدي الطرفين. وللتعجيل بالتوصل إلى حل للحرب، يتعيَّن على القادة اللبنانيين تحمُّل مسؤوليتهم السياسية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد لشغور في السلطة قائم منذ عامين. لقد ناقشت هذا الأمر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأريد أن أشجع الأطراف الفاعلة السياسية على تحمل مسؤوليتها تجاه الشعب اللبناني. هناك الكثير مما يجب القيام به على جبهات مختلفة”.
أضاف: “لقد أظهر الشعب اللبناني كرماً منقطع النظير وتضامناً داخلياً لم يقتصر على لاجئي الحرب السورية، وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية، وفي تفجير المرفأ، بل شمل الآن الكثير من اللبنانيين الذين اضطروا إلى الفرار من الحرب من الجنوب. كما إنَّنا تعرب عن تضامن الأوروبيين الذين يعيشون كل يوم بحزن وهم يشاهدون معاناة متزايدة في غزة ولبنان. وبالنسبة إلى أسر الرهائن أيضاً، من المأساوي أنّنا لم نتمكن من إنهاء هذه الحرب. ولكنَّ هذا يجب أن يحدث. دعونا نستخدم هذه المأساة التي شهدناها في لبنان وغزة لتجنب المزيد من المعاناة لشعوب المنطقة. ويجب أن نضغط على الحكومة الإسرائيلية ونواصل الضغط على حزب الله لقبول اقتراح الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار. وقد تم الاتفاق على ذلك. ولا يزال هذا الاقتراح يتوقف على الاتفاق النهائي مع الحكومة الإسرائيلية. وعلينا أن نعمل، الأسرة الدولية قاطبة، على احترام القانون الدولي، لأننا نرى استخدام الجوع كسلاح، سلاح حرب ينتهك القانون الدولي مع إفلات تام من العقاب، ويكاد يكون التعتيم الإعلامي كاملاً في غزة، مع مقتل عشرات الصحافيين، بما في ذلك عمداً في لبنان. إنَّ قرارات المحكمة الجنائية الدولية ليست سياسية. وهي تتخذ بشكل يتوافق تماماً مع القانون الدولي. ويجب أن تنطبق هذه القرارات على الجميع. ونحن نؤيد المحكمة بقوة. هذا ما أردت أن أقوله لكم اليوم بعد مناقشته مع الرئيس بري. وآمل في أن يتم أخيراً تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اليوم الأخير مع المبعوث الأميركي الخاص، وأن يتم بلوغ وقف إطلاق النار، وأن يكفَّ القصف عن إزهاق الأرواح في لبنان”.
حوار
وردا على سؤال بشأن وقف إطلاق النار، أجاب: “وفقاً لنقاشاتي مع الرئيس بري، فهو يعتبر أنَّ وقف إطلاق النار يجب أن يحدث أولاً. أعتقد بأنَّه يجب بذل كل جهد ممكن من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، لأنَّ الشعب اللبناني يحتاج إلى رئيس. لكنَّ الشعب اللبناني يحتاج أيضاً إلى وقف لإطلاق النار. وعلى الشعب اللبناني أن يجعل من سيادة لبنان في يده، وليس في يد قوة داخلية، ولا دولة داخل الدولة. إنَّ أحداً يجب ألا يخطف سيادة الشعب اللبناني، سواء كان من الداخل أو من الخارج”.
سئل: في تقديركم، ما مدى احتمال نجاح الجهود الدبلوماسية في ظل الظروف الراهنة، وخصوصاً الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار الأميركي؟
قال: “قبل بضعة أشهر، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان هناك اتفاق وقف لإطلاق النار في لبنان، وقد أيّده العديد من الأطراف في جميع أنحاء العالم، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي. لقد كنت من الموقعين، وكنت من مؤيّدي هذا الاتفاق. لسوء الحظ، في النهاية، لم يكن من الممكن ضمّ إسرائيل إلى الاتفاق. فقد رفضت حكومة نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار هذا الذي أيّدته الأسرة الدولية ككل الممثلة في الأمم المتحدة، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي. لقد كانت فرصة ضائعة في اليومين الماضيين، كان المبعوث الأميركي هنا في لبنان. وجرت مفاوضات طويلة مع الرئيس بري، وتم نقل الاقتراح إلى الحكومة الإسرائيلية. وفي الوقت الراهن، نحن بانتظار رد ملموس ونهائي من الحكومة الإسرائيلية. دعونا نأمل في أن يكون ذلك ممكناً بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا كدولتين انخرطتا في البحث عن هذا الحل، وهو مطروح على الطاولة”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-11-24 17:33:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي