اخبار لبنان

بيرم: أزمة النزوح بحاجة الى معالجة بعيدة عن العنصرية والتوتر

اقيم احتفال مركزي لمناسبة عيد  العمال، في قاعة الرابطة الثقافية في طرابلس، بدعوة من اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال والنقيبين شادي السيد ومحمد الكمال الخير ورعاية وحضور وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم.

ونقل الوزير بيرم في مستهل كلمته تحية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى الحاضرين، “الذي اتصل مؤكدا ضرورة واهميه المشاركة في حفل طرابلس”، مؤكدا  ان “الامر لا يحتاج الى تاكيد، فان كان معنى لعيد العمال فهو في طرابلس، وطرابلس ليست هي من تتشرف بمن ياتي اليها، ولكن من يتشرف الذي ياتي اليها، لانها مدينة تحترم باهلها وناسها وسياسييها وتنوعها وتعددها، وهي صورة مصغرة عما يجب ان يكون عليه لبنان، لان لبنان يحتاج الى اجتماع والى اجماع في بعض القضايا التي نتفق عليها، واولها بناء الدولة التي تنظر الى كل اهلها بعين المواطنين وايضا بمواجهة عدو آيل الى الزوال، هو العدو الاسرائيلي وما دون ذلك فهو امر يحتاج الى تنظيم الاختلاف والى ان نحول نقاط الاختلاف الى نقاط قوة ونستثمر في نقاط القوة”. وقال: “بصفتي وزيرا للعمل، اعلن من طرابلس واتمنى ان يكرس ما سأعلنه من بعدي اي الوزراء المتعاقبون بان يكون الاحتفال السنوي المركزي بعيد العمال هو من مدينه طرابلس”.

وأشار  الى ان “طرابلس مظلومة اعلاميا، مظلومة ايضا لان لها على الدولة وهي لا تحتاج في ظل الحرمان فيها الى الكثير، ولبنان لا يحتاج الى الكثير، لبنان يحتاج لكي نعود الى ثقافة الانتاج، ولكي نستفيد من الصناعات التي تتمثل في نقابات عديدة مشاركة خلال هذا الاحتفال، هذه الصناعات التي تندثر، وهذا امر مؤلم، لان الانسان الذي ليس له او عنده انتاج او الذي ليس عنده زراعة ولا اقتصاد منتج، وليس عنده صناعة يفتقد الى المعنى ويبقى واقفا على رصيف التسول والانتظارات”.

واشار  الى ان “الثقافة التي كانت سائدة في لبنان لم تبد اهتماما بالاطراف، وهي ركزت على المركز، وهذا خطأ واليوم القيادة الحديثة  هي التي تستثمر في الموهبة الإنسانية، ونحن عندما اعلنا عن المسار المهني، فانما فعلنا ذلك لكي نلاقي الفرص ولكي نواجه البطالة ونستطيع ان نقوم بذلك، وبدانا بذلك من عكار وهي ايضا لها على الدولة، وبالتالي لم نطرح انفسنا بديلا عن احد ولسنا لنسد فراغ احد، فليس من فراغ في طرابلس ولا في الشمال. فهناك قيادات ورموز ونحن ناتي تحت هذا الغطاء،  فنحن لسنا بديلين عن احد ولا نطرح انفسنا بديلا عن احد، نأتي ضمن هذا الاحترام وضمن هذا السقف، ووزارة العمل ليست ملكا لاحزاب وليست ملكا لاشخاص، الاحزاب تذهب والاشخاص ايضا، لكن الوطن والمواطنون هم الذين يبقون. شرفنا خدمتكم لانه اذا اردت ان تقترب من الله وتستشعر انسانيتك وتكتشفها، عليك ان تكون قريبا من الناس، ولاننا نؤمن اننا كدول عربية يجب ان نكون متحدين، وقد طرحت في القمة العربية بعدما تم انتخابي رئيسا لفريق عمل الحكومات في بغداد منذ اسبوع، انا قلت لهم الاصل ان نتوحد في السياسة ولكن ان كان ذلك متعذرا فلنذهب الى ان نتفق على انساننا وعلى المواطن وعلى التعددية الموجودة عندنا، ولبنان بماهيته المتعددة هو النقيض الماهوي للكيان العنصري، الكيان المؤقت الاسرائيلي الايل الى الزوال، لماذا، لانه لا يقبل الاخر، اما لبنان ففيه التعددية وهذا شرف لنا، وهذا ليس نوعا من الكلام، فنحن متمسكون بهذه التعددية لاننا اذا لم نتمكن من العيش معا، فاننا سنكون خائفين ومتقوقعين ولا نمتلك الحجة، بينما عندما نتفاعل مع بعض وعندما نتعايش مع بعض في شكل صحيح، عندما نحترم انتماءاتنا، انتماءات بعضنا هذا يشكل وطنا له الديمومة وبعيدا عن الحروب المتكررة والانقسامات، لذلك من المهم ان نفصل بين الانتماء السياسي والبعد الخدمي، في الخدمات يجب ان تعزل عن السياسة، يجب ان ترتبط بالمواطنية، لان الكيان اللبناني قام على الزبائنية للاسف فاصبح ولاؤنا للزاروب وتركنا الولاء للوطن، اما نحن خيارنا الدولة، ولكن الدولة المقتدرة  لا الدولة  الضعيفة، لا الدولة المتسولة والذليلة، وهذا ما قلته في الاجتماع العربي وحصل على الاجماع من كل الدول بما فيهم الخليج العربي، ان لبنان جزء اساسي من العائلة العربية، بل لبنان رمز في العائلة العربية، وقد سمعت كلاما من بعض الاعضاء يؤكد انه لولا لبنان لما كان للعرب وجود لان لبنان دفع الدم، دفع التضحيات، لبنان هذا البلد الصغير بمساحته الكبير بابنائه والكبير بفعله يحجز لك مكانا على طاولة التفاوض ويحجز لك مكانا على طاولة التقاسم التي تحصل في الاقليم وتحصل على المستوى الدولي، لاننا في زمن لا يحترمون فيه الضعفاء قد يشفقون عليهم ولكنهم لا يحترمون الضعفاء، اما عندما تكون كبيرا وقويا ومقتدرا فهم سيعمدون الى احترامك حتى الانبياء لو لم يكن لديهم مصدر للقوة ما احترموهم” .

وقال: “لقد انتزعنا من القمة العربية قرارا من خارج جدول الاعمال لصالح اهلنا في غزة اقروا هذا الصندوق ولكنني قلت انه عندما يضرب زلزال اي منطقة وتتضرر منطقة اخرى بطريقة اقل المساعدات عندما تاتي لتشمل كل المناطق فقلت وفي السبب المبرر واعلنته من على المنبر لاننا نصرنا غزه ليس بالكلام فقط بل بالدماء، وان مبادراتنا في 8 تشرين غيرت المعادلة وقالت للعدو لن تغدرنا وقد ولى الزمن الذي نهجر فيه لوحدنا وانها المرة الاولى منذ 75 عاما يتركون شمال فلسطين”.

واردف بيرم: “نعود الى ملف العمل سنعود الى الحوار المستمر لتحسين ظروف العمل ونحن سبقنا القطاع العام، في القطاع العام حيث تسجل زيادات ولكنها لا تدخل في صلب الراتب نحن الزيادات دخلت في صلب الراتب وهذه الزيادات انقذت الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من الموت واليوم اطلق بشرى اعلن هذه المرة الاولى، هي بشرى تتعلق بالضمان الاجتماعي فبعد الزيادات التي حصلت في الاجور وتم التصريح بها للضمان قدمت دراسة بالتعاون من اللجنة الفنية في الضمان بالتعاون مع ادارة الضمان ومجلس ادارة الضمان ومنذ أربعة ايام اتخذ مجلس إدارة الضمان قرارا يقول بما اتخذه الان سيغطي الدواء كما كان قبل الانهيار والازمة تمهيدا لدراسة اللوازم الطبية والعودة الى استشفاء”.

وأضاف: “واما تصحيح الاجور، فهو مسار مستمر وهو مسار حواري ننطلق فيه من مصلحة العمال، ولكن ايضا نراعي اصحاب المصالح الإقتصادية والتجارية، لاننا نريد ان نراعي التوازن كي تبقى الدوره الإقتصادية ويبقى الانتاج، ولقد ارسينا حوارا وبامكاننا ان نصل الى نتائج مهمة جدا حتى ولو باللحم الحي والدليل الاجتماعات المتتالية للجنة المؤشر وهي اجتمعت ل 23 مرة في ما كان اخر اجتماع لها العام 2017 واما اخر قرار لها فكان العام 2012 ولكن نستمر بالحوار بنية ان نربح معا، فانا اؤمن بان لبنان لا يمشي بثقافة رابح خاسر ولا بثقافة خاسر خاسر لبنان يمشي بثقافة نربح معا ونستفيد معا ونتحمل معا ونصل معا لان هذه الثقافة هي التي تغير وضع لبنان وهي التي تاخذنا الى بر الامان، ولبنان فيه كل الموارد البشرية عندنا مشكلة في الموضوع المادي ولكن بالمساعدة مع بعضنا البعض بان نرجع الى ثقافة العمل بان نشد الهمة نعالج كل القضايا بعيدا من ان نتشاوف على بعضنا بعيدا من تسجيل النقاط على بعضنا، هذه الامور التي جربناها جميعا وخسرنا واقولها بجراة لبنان لا يحكم بطائفة قائدة ولا من حزب او تنظيم قائد وقوتك لا تصرف في الداخل قوتنا تصرف ضد عدونا، وما يصرف في الداخل هو ان نضع يدنا بيد بعض على طريقة سووا بين الصفوف وان لم نفعل فان الشيطان سيدخل بيننا. ونحن على مشارف عيد الفصح للطوائف الشرقية نبارك ونهنئ وثقافتنا تقوم على ان الحق هو الذي يعزز مكانتنا بقرار الجامعة العربية بانتزاع لبنان لقرار يقضي بتخصيص اعانات ومساعدات للمتضررين من العمال المتضررين في الجنوب، عددهم بالمئات والذين فقدوا وظائفهم ومنشاتهم وقد وافقت الدول العربية بالاجماع، وهذا يدل انك اذا عرفت كيف توجه خطابا حقيقيا اذا كنت صادقا في التعاون ينتصر الوطن كما ينتصر الوطن في الداخل”.

وختم الوزير بيرم مؤكدا “متابعة العمل في ظل ازمات النزوح التي تحتاج الى معالجة صالحة بعيدا عن العنصرية وبعيدا عن التوتر ايضا، ولننتبه ان هناك مشكلة عند المنظمات الدولية التي تدفع، وتشجع بقاء النزوح في لبنان، فلتعط نصف هذه الامكانيات للنازح وليذهب الى بلده ليعمر بلده، وبالتالي فان قانون قيصر يظلم السوريين ويظلمنا، واذا كان الغرب يظن انه يحاسب نظاما معينا فهو مخطئ، هذا النظام الذي يقصدونه يأكل ويشرب. والناس هي التي تحاصر والناس هي التي تصاب نتيجة ذلك وتدفع الثمن، لذلك يجب ان نعرف الى اين يجب ان نوجه الصوت ونعرف كيف نوجه البوصلة والى اي مكان يجب ان نوجه الكلام”.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :otv.com.lb
بتاريخ:2024-05-04 18:11:55
الكاتب:Multimedia Team
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading