بين هزيمة كلينتون وما يواجه بايدن.. كيف يختار الحزب …
وذكر الكاتب أن كلتا الانتخابات تعكسان بشكل مؤسف الانحراف المطلق للديمقراطية الأمريكية. فقبل ثماني سنوات، أظهر استطلاع تلوى الآخر أن أغلبية واضحة من الأمريكيين لا يريدون الاختيار بين ترامب وكلينتون، وفي هذا العام أظهر استطلاع تلوى الآخر، كذلك، أن معظم الأمريكيين لا يريدون الاختيار بين بايدن وترامب. ويعد الفرق هو أن العديد من الديمقراطيين في عام 2016 خدعوا أنفسهم بأن مرشحهم كان لا بد أن يفوز لأن ترامب كان مرشحًا ذا حظوظ ضئيلة للفوز.
وبعد فوز ترامب في سنة 2016، كان من المؤثر مراقبة الديمقراطيين، فلقد أصيبوا بالصدمة والذهول والحيرة. وعلى غرار الملك جورج الثالث في كتابه، فإن ترامب “ما كان ينبغي له أن يحدث على الإطلاق. لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن هذا الخطأ الفادح. لقد أخطأوا في إقناع أنفسهم بأن رئاسة ترامب أمر غير وارد، في حين أن ما قصدوه هو أنها لا تحتمل التفكير فيها. ولا يمكن التعامل مع انتصار ترامب نفسيًّا إلا إذا نظر إليه باعتباره كارثة طبيعية رهيبة، أو إعصارًا أو زلزالًا، وليس حدثًا سياسيًّا يمكن تفسيره تمامًا”.
وأضاف الكاتب، أن كلينتون كانت تبلغ من العمر 53 سنة في سنة 2000 عندما وصلت إلى نيويورك، وهي الولاية التي كانت علاقتها بها ضعيفة إلى حد ما، متوقعة أن تصبح عضوًا في مجلس الشيوخ بالتزكية. ولم يسبق لها أن ترشحت قط لأي منصب انتخابي، ناهيك عن شغلها، لا في أي هيئة تشريعية في الولاية أو في مجلس النواب.
وأضاف التقرير نفسه، بأنه “كانت المهمة السياسية الوحيدة التي كُلّفت بها على الإطلاق هي إصلاحات نظام الرعاية الصحية لزوجها، وقد تجاهلت ذلك تمامًا. وإلا فإن ما “ميزها” خلال رئاسة زوجها (عدا عن غض الطرف عن خياناته الشخصية) هو تأييد سياساته”.
وأوضح الكاتب، أنه “وحدها الكاتبة كاميل باجليا كانت شجاعة بما يكفي لإعلان الحقيقة الواضحة، وهي أن وصول كلينتون إلى منصب عضو مجلس الشيوخ كان بمثابة عمل صارخ من المحسوبية. وتميزت الفترة التي قضتها في مجلس الشيوخ بدعمها لحرب العراق، وهو ما كانت ستقوله سرًّا بمرارة وبحق، إنه السبب وراء خسارتها ترشيح الحزب الديمقراطي أمام أوباما”.
اظهار أخبار متعلقة
واسترسل: “وكان ينبغي لها أن تفعل ذلك. كان الخطأ الأول الذي ارتكبه أوباما هو تعيينها وزيرة للخارجية، وهو المنصب الذي كانت مسؤولة فيه عن التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في ليبيا”.
وبين الكاتب أنه “بعد فترة ولاية واحدة فقط في وزارة الخارجية، غادرت للاستعداد لحملتها الرئاسية. وفي ربيع سنة 2016، تطرقت إلى الموضوع في إحدى الصحف الليبرالية الشهيرة في نيويورك وذكرت مقالتي أن ترامب قد يكون وحشًا أو مهرجًا أو كليهما، لكنه يمثل تهديدا حقيقيًّا، وأن الديمقراطيين يرتكبون خطأ كبيرًا إذا استهانوا به”.
وأردف: “ربما كان ذلك مقبولًا، ولكنني واصلت القول إن الديمقراطيين سوف يرتكبون خطأ أكبر إذا رشحوا كلينتون، وهو الأمر الذي كان من الواضح أنه غير مستساغ. وعلى إثر فوز ترامب، حاول أنصار كلينتون العثور على شخص آخر يحمله المسؤولية عن هزيمتها. ربما تكون جيل ستاين، التي كانت لديها الجرأة للترشح عن حزب الخضر. ونظرًا لأن فوز كلينتون كان من المفترض على نطاق واسع أن يكون نتيجة حتمية، فإن العديد من الناس تحدثوا عن نقاط ضعفها، والتي ربما سمحت لترامب بالفوز”.
أما في سنة 2016، كان على الشعب الأمريكي أن يختار بين مرشح جمهوري يتفاخر بتصريحاته المقززة تجاه النساء ومرشح ديمقراطي كانت أول امرأة على الإطلاق يرشحها أي من الحزبين التاريخيين. وقد صوت 53 بالمائة من النساء الأمريكيات البيض لصالح ترامب، وهي الحقيقة التي يجد الليبراليون الأمريكيون صعوبة في استيعابها حتى اللحظة الراهنة.
وأفاد الكاتب، أنه “كان لديه انطباع قوي أثناء زيارته للولايات المتحدة بعد فترة وجيزة من تلك الانتخابات بأن الديمقراطيين قرروا أنه كلما قل الحديث عن سنة 2016 كان ذلك أفضل، في حين اعترفوا سرًّا بأن حملة كلينتون كانت كارثية، ولكن من الأفضل محوها من ذاكرتهم”.
“إنهم ينسون ما قاله إدموند بيرك في سنة 1770، فقد ادعى أحد المتحدثين السابقين في مجلس العموم أن “استرجاع الماضي ليس من الحكمة، بل هو أمر غير حكيم”. ولكن الأصح هو البحث عن كيفية تجاوز المصاعب، بدلًا من البحث عن الكيفية التي وصلنا من خلالها إليها، للتشاور مع اختراعنا، ورفض تجربتنا”، يتابع التقرير نفسه.
ولكن بعيدًا عن تجاهل الأسباب التي أدّت إلى الصعوبات الحالية التي نواجهها؛ أجاب بيرك: “يجب أن نجري مراجعة صارمة لتلك الإجراءات، من أجل تصحيح الأخطاء إذا كان من الضروري تصحيحها، أو على الأقل لتجنب التماثل الباهت في الأذى، بسبب الكارثة المتمثلة في الوقوع في نفس الفخ بشكل متكرر”.
وتابع: “لقد تناول عدد قليل من الأمريكيين كارثة سنة 2016″؛ من جانبه، كتب توماس فرانك، وهو مؤلف كتاب “ما الأمر في كانساس؟” (2004) و”اسمع أيها الليبرالي” (2016)، مقالًا رائعًا لصحيفة “الغارديان” البريطانية، لسوء الحظ بعد الانتخابات مباشرة وليس قبلها، قال فيه إن هيلاري كلينتون كانت بالضبط المرشحة الخاطئة لهذه اللحظة الغاضبة والشعبوية.
وأشار إلى أنه “لقد كانت المرشحة الديمقراطية لأنه كان دورها ولأن فوز كلينتون كان سيرفع كل ديمقراطي في واشنطن إلى أعلى درجة. وقد علمت “آبارات” عن قربها من البنوك، وولعها بالحرب، وضعفها الفريد فيما يتعلق بقضية التجارة ــ والتي استغلها ترامب إلى أقصى حد”.
اظهار أخبار متعلقة
وكل هذا يشكل أهمية كبيرة اليوم؛ حيث يبدو الديمقراطيون وكأنهم سوف يقعون في نفس الفخ، كما كان بيرك ليقول. لكن جو بايدن ليس هيلاري كلينتون، ومع ذلك فإن المشكلة قابلة للمقارنة، مع إجراء ما يلزم من تعديل، أو نفس الاختلاف. وكما قال فرانك: “إذا كان ترامب فاشيا، كما يقول الليبراليون في كثير من الأحيان، كان ينبغي على الديمقراطيين أن يضعوا أقوى لاعب لديهم لإيقافه، وليس حزبًا مخترقًا اختاروه لأنه جاء دوره”.
ووفق الكاتب؛ فإن الأمر الذي كان مستهجنًا وكارثيًا بشكل خاص، هو الطريقة التي عومل بها بايدن قبل ثماني سنوات، فلقد خدم أوباما بإخلاص كنائب للرئيس على امتداد السنوات الثماني السابقة، وكان أوباما يعامله ببرود إلى درجة إذلاله. ومع ذلك، كما أدرك المراقبون الصادقون، كان بايدن ليهزم ترامب في سنة 2016.
وقال إليوت جاكوبسون من ويلمنغتون بولاية ديلاوير: “لقد صوتُّ لصالح هيلاري كلينتون، لكن لو كان أي شخص آخر هو المرشح، لكان الديمقراطيون قد فازوا بالبيت الأبيض”. وأضاف جون ماكميليان من أتلانتا أن “الكثيرين منا الذين يشعرون بالغضب الشديد من رئاسة دونالد ترامب يفضلون رحيل هيلاري كلينتون وبيل. كانت عائلة كلينتون تدير الحزب الديمقراطي مثل الإقطاعية لمدة 25 سنة”.
وتابع: “لم يكن ينبغي لهيلاري حتى أن تترشح للرئاسة في سنة 2016. لقد كانت مهددة أخلاقيًّا منذ البداية. إنها ليست جيدة في سياسة البيع بالتجزئة، إنها منافقة ووقحة وكانت حملتها غير كفؤة على الإطلاق”.
ووجد مقال في “صحيفة نيويورك تايمز”، بعنوان “غالبية ناخبي بايدن لسنة 2020 يقولون إنه أكبر من أن يكون فعالاً، كما وجد الاستطلاع”، مضيفًا: “هذا تحول أساسي في كيفية رؤية الناخبين الذين دعموا بايدن قبل أربع سنوات”. وقال 61 بالمئة إنهم يعتقدون أنه “كبير في السن” بدرجة لا تسمح له بأن يكون رئيسًا فعالًا. ومن الواضح أنهم على حق، حيث أصبح يتعثر ويتلعثم عند الحديث، ويخلط بين رئيس المكسيك ورئيس مصر، لكن الأمر ليس مضحكا حقا.
وحتى الآن كانت استجابة وسائل الإعلام الليبرالية محيرة أو كوميدية أو حتى غريبة. فبعد الرعب الذي أعقب فوز ترامب في سنة 2016، تنافس الصحفيون في الصحافة الأمريكية السائدة حول من يستطيع أن يقول بشكل أكثر بلاغة، أو على أي حال بصوت عال، كم أن ترامب رجل فظيع. والآن هناك منافسة مختلفة، بين الصحفيين الذين يخبروننا عن مدى فظاعة رئاسة ترامب المقبلة.
ويتحدث موظفو مجلة “ذا أتلانتك” عن التهديد الذي يشكله ترامب للديمقراطية الأمريكية إذا فاز بفترة ولاية ثانية. فلقد نجت الولايات المتحدة من ولاية ترامب الأولى، ولكن ليس من دون تعرضها لأضرار جسيمة. وفي حال فاز بولاية ثانية، ستكون أسوأ بكثير.
ونقل الكاتب عن جيفري جولدبيرغ أنه إذا أعيد انتخاب ترامب، يمكنه استخدام صلاحيات الرئاسة للتهرب من العدالة ومعاقبة أعدائه.
ولا يوجد أي اقتراح يشير إلى احتمال هزيمة ترامب، أو أي تلميح حول كيفية القيام بذلك، مثل اختيار مرشح ديمقراطي قادر على هزيمته. والأمر أشبه بمشاهدة حافلة مزدحمة تتجه نحو حافة منحدر، والسائق نائم، وجميع الركاب مشلولون من الخوف، ولا أحد منهم يفكر في أنه قد يدفع السائق جانبًا ويسيطر على عجلة القيادة.
وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من الداعمين لبايدن، إلا أن هذا الدعم يبلغ ميلًا واسعًا ولكن عمقه بوصة واحدة. أما موقف ترامب فهو العكس، فهو أقل اتساعا ولكنه أعمق بكثير. إن قسمًا كبيرًا من الناخبين الأمريكيين ينظرون إليه باشمئزاز ورعب، ورغم هذا فإن أكثر من ثلث الأمريكيين يؤيدونه الآن بكل حماس، وسوف يستمرون في دعمه مهما فعل، وهو ما يمنحه الأسبقية في الانتخابات.
أما بالنسبة لحقيقة أنه لا يوجد بديل لبايدن، فإن الولايات المتحدة أمة عظيمة تضم 331 مليون مواطن. وإذا لم يتمكن الديمقراطيون من العثور على عشرات الأشخاص المناسبين لمنصب الرئيس، فيجب عليهم التوقف عن العمل.
اظهار أخبار متعلقة
صحيح أن الديمقراطيين محاصرون بالنظام الأمريكي الأحمق بشكل فريد، حيث يتعين على المرشح أن يعلن ترشحه ثم يخوض الانتخابات التمهيدية. ومن الصعب للغاية عزل رئيس حالي، باستثناء عزله أو اغتياله.
واختتم الكاتب مقاله، بالقول: “إنه يجب على شخص ما أن يخبر بايدن أن يعلن قريبًا أنه لن يترشح مرة أخرى، لكنه سيقدم دعمه الكامل لأي مرشح يختاره حزبه. ولكن بايدن بحاجة إلى الاعتراف، أو جعله يعترف، بأنه إذا أصر على الترشح مرة أخرى، وخسر أمام ترامب، فإن كل ما حققه على الإطلاق، خلال 36 سنة في مجلس الشيوخ، وثماني سنوات في مكتب نائب الرئيس وأربع سنوات في البيت الأبيض سيتم طمسه ونسيانه”.
!function(f,b,e,v,n,t,s)
{if(f.fbq)return;n=f.fbq=function(){n.callMethod?
n.callMethod.apply(n,arguments):n.queue.push(arguments)};
if(!f._fbq)f._fbq=n;n.push=n;n.loaded=!0;n.version=’2.0′;
n.queue=[];t=b.createElement(e);t.async=!0;
t.src=v;s=b.getElementsByTagName(e)[0];
s.parentNode.insertBefore(t,s)}(window, document,’script’,
‘https://connect.facebook.net/en_US/fbevents.js’);
fbq(‘init’, ‘728293630865515’);
fbq(‘track’, ‘PageView’);
!function(f,b,e,v,n,t,s)
{if(f.fbq)return;n=f.fbq=function(){n.callMethod?
n.callMethod.apply(n,arguments):n.queue.push(arguments)};
if(!f._fbq)f._fbq=n;n.push=n;n.loaded=!0;n.version=’2.0′;
n.queue=[];t=b.createElement(e);t.async=!0;
t.src=v;s=b.getElementsByTagName(e)[0];
s.parentNode.insertBefore(t,s)}(window, document,’script’,
‘https://connect.facebook.net/en_US/fbevents.js’);
fbq(‘init’, ‘731673331784798’);
fbq(‘track’, ‘PageView’);
المصدر
الكاتب:
الموقع : arabi21.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-05 19:00:16
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي