العرب و العالم

‏”تحرير أسيرين” للإستهلاك الداخلي الدعائي .. لم تكن المرة الأولى!

خاص – الواقع

أعلن جيش الاحتلال صباحا عن تحرير أسيرين من المستوطنين في علمية داخل مدينة رفح وقال إنها كانت عملية دقيقة، وقدم سردية لها، كيف تمت ومن تابعها، في مشهد استعراضي خالص.

‏”تحرير أسيرين” للإستهلاك الداخلي الدعائي .. لم تكن المرة الأولى! 1

لا بد من تسجيل نقاط مهمة حول ما جرى، تشير إلى البعد الاعلامي ومحاولة تحصيل منجز:

  • الأسيران كانا من ضمن من عرضت المقاومة إطلاق سراحهم أبان هدنة الأيام السبع، التي أوقفها الاحتلال قبل شهرين، وبالتالي كان يمكن إطلاق سراحهما وبمقابل متواضع جداً، لكن ‎#نتنياهو وحكومته رفضوا ذلك لحساباتهم.
  • الأسيران كانا من بين من أدخلت إليهم أدوية قبل أسبوعين، ولطالما عرضت المقاومة إطلاق سراح المستوطنين من كبار السنة مقابل أسرى مرضى ومسنين، والاحتلال كان يرفض ويصر على مواصلة الحرب.
  • سبق وأن قتل جيش الاحتلال قبل مدة، عبر قصفه العشوائي ثلاثة أسرى من المستوطنين المسنين، ( أيضا هؤلاء كانت المقاومة قد عرضت إطلاق سراحهم مع الأسيرين المحررين، وكانت القسام قد بثت مقطعا مصوراً لهم تحت عنوان “لا تتركونا نشيخ” وحكومة الاحتلال لم تستجب).
‏”تحرير أسيرين” للإستهلاك الداخلي الدعائي .. لم تكن المرة الأولى! 2

لم تكن المحاولة الأولى:

بتاريخ 13_12_2023، حصل جيش الإحتلال على معلومة تفيد بتواجد جندي أسير محتجز في شقة، وعمل على تنفيذ عملية عبر تسلل لقوة خاصة بسيارات إسعاف، ولدى وصولهم إلى المكان دارت اشتباكات مع القوة الآسرة ما أدى إلى مقتل الجندي، إضافة إلى مقتل وجرح عدد من أفراد القوة الخاصة، التي تدخل الطيران الحربي منفذا أحزمة نارية لإنقاذها ( كما فعل في رفح فجر اليوم) وتأمين انسحابها وسحب المصابين، وقد عرضت القسام مشاهد للعملية.

‏”تحرير أسيرين” للإستهلاك الداخلي الدعائي .. لم تكن المرة الأولى! 3

وبالتالي، إن محاولات جيش الاحتلال لم تتوقف، ولو نجح يومها لقدم مشهدا بطوليا عن متابعة كامل أركان الدولة والجيش لها كما قدم اليوم في سرديته لمتابعة عملية ‎#رفح.

أما عن “دقة” عملية رفح:

  • نجحت العملية في تحرير أسيرين مسنين كانا في شقة (ليس أنفاقا كما تروج دائما الدعاية الاسرائيلية)، لكنها تمت بهمجية دون مراعاة المدنيين الفلسطنيين، حيث استشهد ما يزيد عن مائة نتيجة الأحزمة النارية، وهو قصف استهدف الناس (14 منزلا وعددا من المساجد)، وهذا بعيد عن الدقة.

الدعاية المرافقة:

  • لطالما رفض نتنياهو مقترحات تبادل حول المسنين من المستوطنين، بل ورفض مقابلة عائلاتهم الذين يواصلون حراكهم، بالتالي هو يتاجر بالمستوطنين والجنود الأسرى، ومستعد للتضحية بهم في سبيل صورته ومستقبله السياسي.
    السردية الإسرائيلية للعملية والحملة الدعائية المصاحبة لها تؤكد حجم الاستغلال، الذي يراد توظيفه داخليا، ولاسباب كثيرة، منها تقديم نتنياهو وأعضاء حكومته ومجلس حربه أنفسهم على أنهم يفون بالوعود. أيضا حاجة نتنياهو نفسه لتحسين صورته الداخلية أمام الجمهور وخصومه على حد سواء، خصوصا مع تراجع شعبيته كمت تعكس استطلاعات الرأي، وتصاعد المطالبة بانتخابات كنيست مبكرة.

سقوط دعاية الأنفاق والاحتجاز في ظروف صعبة:

  • لطالما روج المتحدثون العسكريون لاحتجاز الأسرى في ظروف صعبة. بيان جيش الإحتلال قال إن الأسيرين بصحة جيدة.
  • سقوط نظرية الاحتجاز في الأنفاق، قبل أيام قتل أسيران وجرح 8 بجروح بليغة نتيجة القصف كما في السابق، ولم يعلق العدو على الأمر، وتجاهله، وهو ما يشير إلى أن المقاومة تضع الأسرى في أماكن وظروف صحية، لكن بالطبع لن تحميهم من قصف الطائرات الاسرائيلية والقصف المدفعي الهمجي.

انعكاس العملية على التفاوض:

واقعا، يمكن أن نتحدث عن صفر تأثير، فتحرير أسيرين من المستوطنين سبق أن عرضت المقاومة إطلاق سراحهم ضمن الهدنة الأولى، لن يؤثر على التفاوض ولا جبي ثمن أي صفقة تبادل، لا زال، باعتراف الإسرائيلي، هناك 134 أسيرا لدى المقاومة.

خلاصة: إن عملية تحرير الأسيرين المستوطنين سرعان ما سيذوب صداها داخل الكيان، وهي لا تخرج عن منطق الاستثمار الذي تحدثنا عنه أعلاه.

المصدر
الكاتب:admin
الموقع : alwaaqe3.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-12 13:05:16
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading