تحليل إسرائيلي :حماس تعلمت من “إسرائيل” ونقلت المواجهة لأراضيها
مدار نيوز – نابلس – 7-5-2022: كتب محمد أبو علان دراغمة: موجة العمليات الأخيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي أكدت على مسألة مهمة قائمة، الصحفي الإسرائيلي عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي يضع جانباً صفته كصحفياً، ويتحول مستشاراً عسكرياً للمستوى السياسي والمستوى الأمني الإسرائيلي، وهذا ما ظهر في تحليل لليؤر ليفي محرر الشؤون الفلسطينية في يديعوت أحرنوت العبرية، وموقع “واي نت” العبري حول موجة العمليات الأخيرة، والذي جاء فيه:
منذ زمن بعيد السياسة الأمنية الإسرائيلية تقوم على تكتيك عسكري هو أن المعركة يجب أن تكون على أرض العدو الذي تحارب أمامه، هذه الطريقة طبقت على أرض الواقع في كل حروب “إسرائيل”، وفي غالبية المرات كان ذلك يتم مع بداية المعركة، وفي حالات محدودة هذا جرى في وقت متأخر من بدء المعركة.
على الساحة الفلسطينية هذا الأمر عبر عن نفسه خلال الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، في تلك الفترة تحولت الجبهة الداخلية الإسرائيلية لساحة عمليات الإنتحارية، وهنا “إسرائيل” تحولت للغة الهجوم ونقلت المعركة للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية عبر عملية عسكرية أطلقت عليها “السور الواقي”، احتلت المدن الفلسطينية “ونظفت أعشاش الإرهاب التي نفذت عمليات إنتحارية في العمق الإسرائيلي” حسب وصف محرر الشؤون الفلسطينية في موقع “واي نت” ويديعوت أحرنوت أليؤر ليفي.
وتابع محرر الشؤون الفلسطينية في يديعوت أحرنوت: موجة التصعيد الحالية التي تعبر عن نفسها من خلال سلسلة من العمليات الصعبة لا تشبه أيام التصعيد السابقة من الأعوام 2015-2016، بل تذكر أكثر بالعمليات الإنتحارية من أيام الإنتفاضة مع بعض التغيرات الجوهرية، منها المنفذون الذين كانوا يستخدمون الأحزمة الناسفة استبدلهم إنتحاريون بأسلجة نارية وبلطات، والبنية التحتية العسكرية المعقدة التي نفذت الهجمات قبل عقدين من الزمن ليست موجودة على المستوى المادي بل على المستوى الافتراضي.
وعزى اليؤر ليفي السبب لعدم توفر بنية تحتية عسكرية في الضفة الغربية ولعدم توفر مختبرات للمتفجرات، وهذا مرده للجهود التي قام بها الجيش الإسرائيلي حسب تعبيره، وجهاز الشاباك ووحدة اليمام، لكن من الصعب العثور على كل فلسطيني اشترى سلاح وخطط لتنفيذ عملية، ومصدر البنية التحتية الإفتراضية التي تشعل الميدان ليس فقط حماس، ولكن بشكل رئيسي هي حماس، وليس حماس الضفة فقط، بل حماس غزة وحماس الخارج.
وتابع اليؤر ليفي: مرات عديدة كتبنا عن عملية الربط بين الساحات التي تمارسها حركة حماس أمام “إسرائيل” منذ عملية “حارس الأسوار”، عقيدة الربط بين الساحات المختلفة التي اتبعتها حماس خلال مرحلة التصعيد الحالية عبرت عن نفسها في توجيهات حماس لأنصارها في القدس عبر صالح العاروري للمواجهة مع الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وبرعاية صالح العاروري أيضاً أقيم في لبنان تجمعات لحماس أطلقت قذائف من لبنان رداً على أحداث المسجد الأقصى، وفي غزة يحيى السنوار أعطى موافقته لفصائل أخرى لتطلق قذائف معدودة تجاه غلاف غزة.
وعن الضفة الغربية والداخل المحتل كتب أليؤر ليفي: حماس أشعلت الضفة الغربية و”عرب إسرائيل” عن بعد من أجل علمليات إطلاق النار في “المدن الإسرائيلية”، الذروة كانت في خطاب التحريض لقائد حماس في غزة يحيى السنوار نهاية الأسبوع الماضي، وفي التبني الإستثنائي لعملية مستوطنة أرئيل.
وعن الموقف الإسرائيلي كتب: “إسرائيل” في أعقاب كل الإشارات والرايات الحمراء التي رفعت قررت دفن رأسها في الرمل والحديث عن منظمات فلسطينية تطلق القذائف من لبنان، والتي لها اسم “حماس فرع لبنان”، وعن سياسية التضييق على مخيم جنين، ثلاثة أسابيع الجيش الإسرائيلي لم يدخل لهناك، وعدم الرد على تبني حركة حماس لعملية مستوطنة أرئيل.
وعن موقف حماس كتب اليؤر ليفي: حركة حماس رأت بذلك أمراً جيداً واستمرت، في الأيام الأخيرة دارت أمور كثيرة على شبكات التواصل الإجتماعي وعبر وسائل الإعلام الفلسطينية، وذلك على خلفية المواجهات واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، تسلسل الأحداث هذه المرّة مر من تحت الرادار للإسرائيليين على خلفية يوم إحياء ذكرى قتلى حروب إسرائيل و”يوم الإستقلال”، وعمليات التحريض كانت نتيجها مساء الخميس بعملية مستوطنة إلعاد حسب وصف محرر الشؤون الفلسطينية في موقع “واي نت” العبري.
قيادة حركة حماس في قطاع غزة وفي الضفة الغربية تشعر بالأمان بالتالي تفعل كل ما تريد وتحافظ على هدوء مثالي في قطاع غزة، بكلمات أخرى،حماس تعلمت من “إسرائيل”ونقلت المعركة لأراضيها، هذه المعادلة يجب أن تتغير قال ليفي، ومن أجل تحقيق ذلك يحب وقف سياسية الفصل بين الساحات، فهي سياسة لم تعد ذات صلة.
هناك شيء آخر مهم لم يظهر في المنطور الإسرائيلي ضيق الأفق، عملية التصعيد الحالية من طرف حماس ومن طرف الجهاد الإسلامي إلى حد ما لا تستهدف فقط “إسرائيل” بل تستهدف أيضاً السلطة الفلسطينية.
بهذه السياسية تحصل حركة حماس على تأيد شعبي واسع في الضفة الغربية، وتظهر نفسها بالحريص والمدافع عن المسجد الأقصى، وإنها غير خائفة من المواجهة والوقوف في وجه “إسرائيل”، هذا الكلام عبر عن نفسه في خطاب السنوار، وتلميحه لتيار الصقور في حركة فتح، والثناء على والد منفذ العملية في تل أبيب والذي هو ضابط متقاعد من السلطة الفلسطينية، إلى رشقة الصواريخ القادمة التي ستكون باسم ياسر عرفات.
وختم محرر الشؤون الفلسطينية في يديعوت أحرنوت: حركة حماس تحضر نفسها لليوم التالي لإنتهاء ولاية أبو مازن، ومرحلة التصعيد الحالية خطوة مهمة من طرفها في الطريق للمواجهة الداخلية على المستقبل السياسي الفلسطيني.
The post تحليل إسرائيلي :حماس تعلمت من “إسرائيل” ونقلت المواجهة لأراضيها appeared first on وكالة مدار نيوز.
الكاتب : mohammad
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-05-07 06:11:51
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي