تحليل مدى منظومة S-200: هل يمكنها إسقاط طائرة على بعد 300 كيلومتر؟

موقع الدفاع العربي 10 يونيو 2024: أثبت إسقاط طائرتين روسيتين للإنذار المبكر والسيطرة من طراز A-50 وقاذفة قنابل من طراز Tu-22M3 مؤخراً قدرة الجيش الأوكراني على اعتراض أهداف كبيرة بفعالية.

ووفقا لتصريحات المسؤولين الأوكرانيين، تم استخدام نظام سوفيتي قديم من طراز S-200 لاعتراض الطائرات الروسية على مسافة بعيدة. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون لدى أوكرانيا هذا النظام في عام 2024. فما هو هذا النظام، ومن أين أتى، وما هو قادر عليه؟

قدرات S-200VM

ستساعدنا البيانات التي طرحها “نطاق الاختبار العاشر لأبحاث الدفاع المضاد للطائرات” (الوحدة العسكرية رقم 03080) على دراسة مسألة قدرات هذا الصاروخ أرض-جو.

يستخدم نظام S-200 صواريخ ذات توجيه راداري شبه نشط، والتي يتم توجيهها إلى الهدف باستخدام شعاع رادار النظام المنعكس منه. وعليه فإن الرادار هو “عين” النظام وهو عنصر أساسي في تحديد قدرات نظام الدفاع الجوي.

اعتمادًا على حجم الطائرة ومقطعها الراداري، سيختلف نطاق الكشف الخاص به. كلما كانت هذه المعلمات أكبر، كلما كانت الطائرة أكثر وضوحًا للرادار.

إذا كنا نتحدث عن أجسام كبيرة ومتباينة للغاية مع الرادار، مثل طائرات A-50 الروسية، فسيكون من المفيد دراسة البحث العملي الذي نشرته الوحدة العسكرية 03080.

في عام 1983، أجرت هذه الوحدة العسكرية “تقييم خصائص أنظمة الدفاع الجوي S-200V عند العمل مع طائرات Il-76 وAn-26”. وخلال الدراسة، قامت الطائرة بعدة رحلات جوية يتم التحكم فيها حول الرادار على مسافات وارتفاعات مختلفة لتحديد البيانات العملية.

ووفقا لنتائج الدراسات، خلص إلى أن متوسط ​​مدى التتبع الآلي المستقر لطائرة Il-76 التي تحلق على ارتفاع 9000-10000 متر كان 303 كيلومترات. وفي الوقت نفسه، بلغ متوسط ​​مدى إصدار «إذن الإطلاق» على الطائرة 247.3 كيلومتراً.

تجدر الإشارة إلى أنه تم حساب متوسط ​​معامل “المدى”، لأن قيمة المقطع العرضي الراداري للطائرة، وهو المفتاح، تختلف باختلاف الزاوية التي تكون فيها الطائرة بالنسبة للرادار.

قدرة الصاروخ 5V28

بما أنه يمكن استبدال الرادار، فإن الإمكانات النهائية للنظام المضاد للطائرات يتم تحديدها من خلال صاروخه. يستخدم S-200VM الصاروخ الاعتراضي 5V28.

في نوفمبر 1986، أجرت الوحدة العسكرية 03080 اختبارات إطلاق تجريبية لصواريخ 5V28 من أجل تحديد المدى الأقصى الحقيقي للاستخدام القتالي.

كمحاكاة للهدف، تم استخدام صواريخ MR-9ITs-A، والتي، بعد الوصول إلى ارتفاع معين، فتحت المظلة ونزلت ببطء.

وصفت تقارير موجزة الهزيمة الناجحة لمحاكيات الهدف بصاروخ مضاد للطائرات 5V28TB في ظل ظروف مختلفة:

• الإطلاق رقم 572: تم تنفيذه لحظة اكتشاف الهدف على مدى 302.1 كم وعلى ارتفاع 20 كم. وكان توجيه الصاروخ على الهدف مستقرا. أصاب الصاروخ الهدف خلال 228 ثانية من الطيران، وعلى مدى 300 كيلومتر وعلى ارتفاع 16.5 كيلومتر. تم تدمير الهدف.

• الإطلاق رقم 573: تم تنفيذه لحظة اكتشاف الهدف على مسافة 293 كم وعلى ارتفاع 11.1 كم. وكان توجيه الصاروخ على الهدف مستقرا. أصاب الصاروخ الهدف خلال 230 ثانية من إطلاق الصاروخ على مدى 293 كم وعلى ارتفاع 9.5 كم. تم تدمير الهدف.

• الإطلاق رقم 574: تم تنفيذه لحظة اكتشاف الهدف على مسافة 295 كم وعلى ارتفاع 12.5 كم. وكان توجيه صاروخ نحو الهدف مستقرا. أصاب الصاروخ الهدف خلال 234 ثانية من إطلاق الصاروخ على مدى 295 كم وعلى ارتفاع 10.6 كم. تم تدمير الهدف.

أظهرت عمليات الإطلاق التجريبية أن الصاروخ 5V28 قادر تمامًا على ضرب الأجسام على مسافة 300 كيلومتر، وهو ما يتجاوز المدى الأقصى المحدد مسبقًا.

مع زيادة نطاق الاعتراض، يحد الأفق الراديوي بشكل كبير من الحد الأدنى لارتفاع الإسقاط. ولذلك، فإن الإطلاقين رقم 572 و573 جديران بالملاحظة بشكل خاص، حيث يظهران القدرة على ضرب أهداف غير مناورة على مسافات قصوى على ارتفاعات 16500 و9500 متر.

أصبحت هذه النتائج متاحة بسبب التغييرات في جداول المقذوفات لآلة الحجب الرقمية لرادار إضاءة الهدف.

وفقًا لنتائج الحسابات الرياضية، فإن الحد الأقصى لقدرات الطيران الموجه لصواريخ 5V28 في الظروف المثالية يقتصر على 250 ثانية، وهي المدة التي يمكن أن يعمل فيها محرك الصاروخ والإلكترونيات الموجودة على متن الصاروخ. لذلك، عند إطلاق النار على أهداف ديناميكية هوائية كبيرة بسبب الزيادة المحتملة في زمن طيران الصاروخ إلى نقطة الالتقاء بأكثر من 250 ثانية، يوصى بالحد من نطاق الاستخدام القتالي بمقدار 275 كيلومترًا.

S-200 الأوكراني

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كان لدى الجيش الأوكراني عدد كبير من أنظمة S-200VM الحديثة ومئات من صواريخ 5V28. اعتبارًا من عام 2012، كان لدى القوات المسلحة الأوكرانية عدة أقسام في هذه الأنظمة: غطت المنشآت الصناعية في شبه جزيرة القرم وأوديسا ولفيف وخيرسون وكييف.

في عام 2013، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن أنظمة S-200 SAM أصبحت قديمة وقررت سحبها من الخدمة مع التخلص منها لاحقًا. القرار اتخذه وزير الدفاع آنذاك بافلو ليبيديف، المتهم الآن بالخيانة.

على الرغم من الحقائق المذكورة أعلاه، اعتبارًا من عام 2024، أصبح معروفًا استخدام الجانب الأوكراني لهذه الأنظمة في الحرب ضد روسيا. تم نشر لقطات من استخدام قاذفة النظام مع صاروخ 5V28 على شبكة الإنترنت.

ومن المفترض أن بولندا يمكن أن تصبح جهة مانحة لهذه الأنظمة. ففي مؤتمر Defence24 Days، الذي عقد في بولندا في مايو 2024، قال ممثل قيادة القوات المسلحة البولندية إن اللواء الثالث المضاد للطائرات “وارسو” لم يعد لديه هذه الأنظمة في الخدمة.

في الثمانينيات، تلقت بولندا نظامين من هذا القبيل في نسخة التصدير من نظام S-200VE من الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة 1999-2001، تمت ترقية إحداها إلى النسخة S-200C. كجزء من التحديث، تم تقسيم النظام إلى بطاريتين مستقلتين. بسبب استبدال عدد كبير من الأنظمة التناظرية بأخرى رقمية، بالإضافة إلى استبدال مركز القيادة، زادت درجة أتمتة وموثوقية هذه الأنظمة بشكل كبير.

ومع ذلك، لا يمكن استبعاد إمكانية استعادة الأنظمة الأوكرانية التي تم إيقاف تشغيلها. هناك العديد من الاختلافات الملحوظة عند مقارنة وحدات التحكم البولندية، كما أكد ممثلو المخابرات الدفاعية الأوكرانية، وأنظمة S-200 الأوكرانية، مما يشير إلى أنهما نظامان مختلفان.