ترامب بين اليهود والعرب.. إلى أين يميل؟
على غير عادة، لم يقتصر اهتمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في حملته الانتخابية باللوبي اليهودي فقط، بل أظهر اهتمامًا بالحصول على دعم الجاليات العربية بشكل عام، وبالجالية اللبنانية في ولاية متأرجحة مهمة كولاية ميشيغان بشكل خاص.
وعد الرجل العرب واللبنانيين بإنهاء الحرب في غزة ولبنان، وقال إنه لن ينتظر تنصيبه رئيسًا بشكل رسمي حتى يبدأ بالأمر. أرسل مستشاريه ليُجروا مقابلات على وسائل إعلام لبنانية في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، وما لبثت نتيجة المنافسة أن كشفت عن وجهها حتى أعاد تأكيد نيّته إنهاء الحروب.
وفي أي مسعى جدّي لإنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة من جهة، وإسرائيل ولبنان من جهة أخرى، يبرز سؤال عن أوراق الضغط التي يمكن أن يلعبها ترامب، وعن الطرف الذي يستطيع فعلًا أن يضغط عليه.
لا يبدو حزب الله في لبنان، أو حركة “حماس” في غزة، طرفين معتمدين على الولايات المتحدة كما هي حال إسرائيل، حتى يتمكّن الرجل من التحكم بمجرى الأمور عبرهما، فهل يسارع لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل قبل أي شيء آخر؟
وليس من غير المفيد هنا التذكير بأنّ ترامب وصف نتنياهو بالخائن عام 2020، عندما سارع الأول لتهنئة جو بايدن بالفوز، في حين كان ترامب يصارع إعلاميًا وقانونيًا لعدم الاعتراف بالنتائج الرسمية، وها هو اليوم يجد نتنياهو نفسه أمامه على رأس السلطة الإسرائيلية.
ترامب وإنهاء الحرب
كثيرة هي المواقف التي أبدى خلالها ترامب رغبته بالتخلّص من معضلة الحرب في الشرق الأوسط قبل دخوله البيت الأبيض رئيسًا، كان من أوضحها ربما ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مصدرين مطلعين هذا الأسبوع عن إبلاغ ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو إنه يريد إنهاء الحرب في غزة بحلول الوقت الذي يعود فيه إلى منصبه.
وعن الحرب مع لبنان، اعتبر ترامب أنه “يجب الانتهاء من هذا الأمر برمّته”، مشيرًا إلى أنه يعرف “العديد من الأشخاص في لبنان”.
التشدّد مع إيران
من جهة أخرى، أعرب ترامب عن دعمه المطلق لإسرائيل في مواجهة إيران، داعيًا في خطاب له في ولاية كارولاينا الشمالية لشنّ هجوم إسرائيل على المفاعلات الإيرانية النووية.
من المحتمل أن يتراجع ترامب عن هذه الدعوات عندما يصبح رئيسًا، نظرًا لخطورة انعكاساتها على المنطقة وأسعار النفط في العالم، لكن يبدو واضحًا أنه يحاول أن يعوّض المخاوف الإسرائيلية على الجبهة مع طهران.
كما اعتبر ترامب أنه لو كان رئيسًا، لما تجرّأت إيران على اتباع السلوك الذي تتبعه اليوم، ولا تقديم المزيد من الدعم لحلفائها في الشرق الأوسط.
فرحة إسرائيل
وخلال شهور الحملة الانتخابية، أبدى المسؤولون الإسرائيليون والصحافة الإسرائيلية أملهم بأن يشاهدوا ترامب في البيت الأبيض لا الرئيس الحالي جو بايدن ولا نائبته كامالا هاريس، حيث يشعرون بأنه يستطيع أن يقدّم أكثر لهم في صراعاتهم الدائرة، فهو الذي اعترف بالقدس عاصمةً لهم، وحاك لهم اتفاقيات إبراهيم مع الدول الخليجية العربية.
وهنّأ نتنياهو المرشح الجمهور بعد إعلان فوزه، ووصف في تغريدة هذا الفوز بأنه “أعظم عودةٍ في التاريخ”، وتابع: “عودة ترامب إلى البيت الأبيض تقدّم بداية جديدة لأميركا، والتزامًا قويًا بالتحالف العظيم مع إسرائيل”.
ولم يغب عن بال ترامب أيضًا قبل انتخابه مغازلة اليهود عبر العالم عندما اعتبر أنّ إسرائيل يجب أن تتوسّع، من دون تحديد كيفية هذا التوسّع.
قد يكون على ترامب وهو يتقدّم في سياسته باتجاه الشرق الأوسط أن يختار بين أمرين: الانحياز بين إسرائيل والعرب إلى طرف دون الآخر، أو اكتشاف السبيل لإرضاء الطرفين بحيث لا يخسر أحدهما.
وفي محاولاته كسب الطرفين، سيكون عليه منح الحرب وضع حدٍّ للنيران الإسرائيلية التي سفكت دماء عدد هائلٍ من المدنيين في غزة ولبنان، مقابل إعطاء إسرائيل ضمانات كافية لعدم تكرار ما جرى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وإشعارها بأن لا تخرج من دوّامة الحرب بصفر من المكاسب.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :aljadah.media بتاريخ:2024-11-06 17:34:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي