اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

ترامب ليس جيدا لنا كما اعتقدنا

هآرتس 15/1/2025، رفيت هيخت: في اليمين يفهمون: ترامب ليس جيدا لنا كما اعتقدنا

كل الدراما المثيرة للاعصاب حول صفقة المخطوفين الآخذة في النضوج، أدت بالتدريج الى استنزاف المستوى السياسي، وجعلته يصب في قائمة الصهيونية الدينية، التي هي عاصفة وهائجة منذ قرر الرئيس الامريكي المنتخب ترامب الضغط على الدواسة – ايصال صفقة اعادة المخطوفين وانهاء الحرب الى مرحلة التنفيذ، ليس بسبب الاعلان المضحك لايتمار بن غفير الذي دعا من يكرهه، بتسلئيل سموتريتش، الى اسقاط الحكومة اذا تمت المصادقة على الصفقة.

بن غفير هو نفس بن غفير. فهو لا يفوت أي فرصة للظهور بمظهر المهرج مع استخفافه، مثلما في الاقوال التي نسب فيها لنفسه افشال الصفقة واعادة المخطوفين حتى الآن، وقام باحراج نتنياهو الذي قال منذ اشهر بأن الصفقة قابلة للحياة. ولم يتم طرحها على الطاولة حتى الآن إلا بسبب عناد حماس المتوحش. “من اجل اخراج بوعز بسموت من الحداد، لم يكن بحاجة الى سموتريتش، فلماذا الآن يختبيء وراء عباءته؟، تساءل بغضب عضو كبير في الائتلاف.

اعلان بن غفير هو شعبوي: من يريد الانسحاب من الحكومة يمكنه فعل ذلك ببساطةـ ولا يربط نفسه بأي شخص آخر. ولكن هو ايضا يعرف أن الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش، وللدقة مستوى معارضتها للصفقة والخطوات المرافقة لها، هي التي ستقرر مصير الحكومة. سموترتيش، خلاف البن غفير، هو عضو مهم في الحكومة، الذي يعطيه اللاعبون الآخرون الاعتبار والاهمية، مثل وتد مهم في خيمة الائتلاف. من دعمه للصفقة الاولى قبل اكثر من سنة، هو وقائمته نجوا بالكاد. الآن هو يجد نفسه في المعضلة السياسية الاكثر اهمية في حياته. حسب بعض المصادر، أول أمس مال قليلا الى التعاون مع رئيس الحكومة، والاكتفاء باظهار معارضة ضئيلة للصفقة وفقا لبعض الشروط فيها. في اليوم الاخير ثارت عاصفة في قائمته – دفعته الى مكان متردد اكثر.

على رأس المعارضين في الصهيونية الدينية كان سمحا روتمان، وبعده اوريت ستروك. في حين أن روتمان كان اكثر صقورية ودفع الى وضع تهديد ملموس للانسحاب من الحكومة، بما في ذلك الانسحاب الشخصي من الائتلاف، فان ستروك بالذات حافظت على مسافة معينة بين اظهار المعارضة الكاسحة وبين اتخاذ خطوات مرافقة لها. لا احد من اعضاء الكنيست في الصهيونية الدينية اظهر التأييد للصفقة. “الصفقة ستكون حتى لو سقطت الحكومة، ويبدو أنها لن تسقط”، قال مصدر رفيع في الحكومة. هذه هي الرياح التي تهب من مكتب رئيس الحكومة، التي خلال فترة طويلة هي مقتنعة بأن بن غفير وسموتريتش لن يحققا التهديد في لحظة الحقيقة.

لقد كان هناك من قالوا بأن تقسيم الحلوى، مثل توسيع المستوطنات أو حبة الكرز التي توجد على الكريما، ضم مناطق معينة في الضفة الغربية، سيعزي قليلا سموتريتش وقائمته. ولكن مصادر مؤثرة في الادارة الامريكية اشارت دائما الى أن توجه ترامب هو بشكل عام مختلف كليا: قناة السعودية التي فيها سيتم دفع للفلسطينيين ضريبة كلامية، المعاكسة في كل الحالات لوعود الضم. اليمين المتطرف الذي أيد ترامب يتوقع أن يكتشف أن ما لم تنجح الادارة الديمقراطية في فرضه على نتنياهو، سينجح ترامب في فعله حتى قبل عودته الى البيت الابيض.

رغم الاختلاف الكبير في الآراء إلا أن هناك قاسم مشترك واحد بين كل اعضاء الائتلاف. باستثناء سموتريتش، الذي تم استثمار جهود كبيرة فيه على خلفية الوضع، ورئيس الحكومة لم يبلغ معظم اعضاء الكابنت بالمستجدات، والكثيرين منهم حاولوا معرفة تفاصيل المعرومات من المراسلين. “هذا حدث هستيري”، قال مصدر رفيع في الائتلاف. “هم ينوون التوقيع على اطلاق سراح عدد كبير من المخربين، ولا أحد يعرف ما الذي تم الاتفاق عليه”.

في هذه الايام، التي تعني تجاوز بشكل كبير السياسيين البيبيين، يحدث هنا مع ذلك مشهد سياسي صغير وهو أن بتسلئيل سموتريتش يتعلم على جلده ثمن تطرف روتمان، واعضاء الكابنت يتعلمون على جلودهم ثمن استبداد نتنياهو.

خطة شخصية

أمس ظهر وزير الدفاع اسرائيل كاتس في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، وعرض ما هو متوقع في الخطوط العريضة لقانون التجنيد (للدقة، الخطوط العريضة لترسيخ تهرب الحريديين قانونيا). كاتس قدم ارقام وحدد موعد نهائي، بل وقال الاقوال المتفجرة “عقوبات جنائية”. ولكن وفقا لجهات في الائتلاف فان كل هذا المشهد لا اهمية له.

“أنا لم أعرف بالضبط ما هو هذا الحدث”، قال مصدر مشارك في المفاوضات على بلورة القانون. وباستثناء حقيقة أنه لم يأت أي ممثل عن الجيش الاسرائيلي للمشاركة في هذا النقاش، فان الارقام التي عرضها كاتس غير مقبولة، سواء على رئيس اللجنة يولي ادلشتاين أو على قسم كبير من اعضاء الصهيونية الدينية أو على قسم من الليكود، الذي يعارض قانون اعفاء الحريديين من التجنيد. كل هؤلاء يرون خطة كاتس كما هي عليه بالضبط – خدعة لكاتس.

اذا قام احد الاطراف باظهار العصبية،كان يمكن التخمين بأن الطرف الثاني على الاقل سيكون متحمس للبضاعة المعروضة. ولكن الحريديين ايضا لا يوافقون على الاطلاق على خطة كاتس. “كاتس جاء للتهدئة، ولكن فقط هو قام باغضابهم اكثر”، قال عضو في الائتلاف.

مشكلات كاتس ونتنياهو لا تتوقف في مقر الكنيست أو على طاولة الحكومة. عمليا، هي مشكلات صغيرة مقارنة مع الشعور المتطور في اوساط الجمهور. خارج الكنيست سارت أمس مجموعة برئاسة الأم الثاكلة ليلي درعي، التي تعتبر امرأة محبوبة جدا في اليمين الديني، للاحتجاج ضد بلورة القانون الذي يعفي الحريديين من التجند. في الصهيونية الدينية فان القطاع (ليس فقط الحزب) ثائر وغاضب من الحريديين. هناك من يرتدون القبعات المنسوجة، الذين يجدون صعوبة في مواصلة الجلوس مثلما كان في السابق مع اقاربهم الحريديين. مجموعة من النساء المتدينات، الأرامل، الأمهات الثكالى وزوجات مقاتلين – انتظمت للاحتجاج، وأمامها كان يقف كاتس مع خطة، في هذه الاثناء يتفق فيها فقط مع نفسه. “لن يكون أي قانون للتجنيد”، قال مصدر رفيع في الائتلاف. رغم المحاولات إلا أن ذلك لم يعد هدف نتنياهو. فهو يفكر في كيفية كسب المزيد من الوقت وركل هذا الصندوق المتفجر بعيدا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-15 13:44:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى