ترامب منفتح على بيع الحلفاء نسخة “منخفضة القدرات” من مقاتلة الجيل السادس إف-47

وقال ترامب خلال الإعلان الرسمي في المكتب البيضاوي بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد ألوين، والجنرال ديل وايت نائب قائد القوات الجوية لشؤون الاستحواذ والتكنولوجيا واللوجستيات: “إنها طائرة لم يسبق لأحد أن رأى مثلها من قبل. من حيث جميع خصائص المقاتلة، لم يكن هناك شيء قريب منها على الإطلاق، سواء من حيث السرعة أو القدرة على المناورة أو الحمولة التي يمكنها حملها. وقد استغرق تطويرها وقتًا طويلاً.”

وأضاف: “أعداء أمريكا لن يروا هذه الطائرة قادمة.”

وصرّح ألوين في بيان بأن إف-47 ستكون “المقاتلة الأكثر تقدمًا وفتكًا وتكيفًا على الإطلاق.”

وقال: “نحن لا نبني مقاتلة أخرى فحسب، بل نعيد تشكيل مستقبل الحرب ونوجه رسالة واضحة إلى أعدائنا.”

ومع ذلك، ألمح للمرة الأولى على الإطلاق إلى أن الولايات المتحدة ستنظر في بيع نسخ “منخفضة القدرات” من إف-47 إلى بعض الحلفاء “المحددين”، في خطوة تمثل خروجًا عن النهج السابق الذي حظر تصدير سابقتها إف-22. كما أضاف ترامب: “نحب أن نقلل من قدراتها بحوالي 10%، وهو أمر منطقي على الأرجح، لأنه ربما في يوم من الأيام لن يكونوا حلفاء لنا.”

Trump:

We’ll sell to our certain allies about 10 percent toned down version of F-47 jets, because someday, maybe they’re not our allies. pic.twitter.com/7TQhgQvcis

— Clash Report (@clashreport) March 21, 2025

بوينغ تفوز بعقد NGAD على حساب لوكهيد مارتن

كانت المنافسة على برنامج NGAD بين لوكهيد مارتن وبوينغ، وذلك بعد إعلان نورثروب غرومان في عام 2023 عدم المشاركة كمقاول رئيسي.

وقال ستيف باركر، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة بوينغ للدفاع والفضاء والأمن، في بيان: “ندرك أهمية تصميم وبناء مقاتلة من الجيل السادس لصالح القوات الجوية الأمريكية. لقد قمنا بأكبر استثمار في تاريخ قطاع الدفاع لدينا، ونحن مستعدون لتقديم أكثر طائرات NGAD تقدمًا وابتكارًا لدعم المهمة.”

من جهتها، أعربت لوكهيد مارتن عن خيبة أملها من نتيجة المنافسة، لكنها أكدت أنها قدمت “حلاً تنافسيًا.”

ولم توضح الشركة ما إذا كانت ستحتج رسميًا على قرار منح العقد لشركة بوينغ، قائلة: “سننتظر مزيدًا من المناقشات مع القوات الجوية الأمريكية حول الخطوات التالية.”

مقاتلة الجيل السادس ومفهوم “عائلة الأنظمة”

ستكون إف-47 القلب النابض لمفهوم NGAD القائم على “عائلة من الأنظمة”، والتي تشمل الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، وأجهزة الاستشعار المتطورة، والأسلحة، والتقنيات الأخرى التي ستسمح لها بالاتصال بشكل أفضل مع الأقمار الصناعية والطائرات الأخرى.

وقد أكد مسؤولو سلاح الجو الأمريكي مرارًا أن NGAD ضرورية لمواجهة الخصوم المتقدمين، وعلى رأسهم الصين.

وتعمل شركتا General Atomics وAnduril على تطوير طائرات CCA خاصة بهما – RFQ-42A وRFQ-44A على التوالي – والتي ستشكل الجيل الأول من الطائرات المسيّرة القتالية التي سترافق إف-35 وإف-47. ومن المتوقع أن تتبعها أجيال جديدة من هذه الطائرات.

ويسعى سلاح الجو الأمريكي إلى أن تكون CCA طائرات منخفضة التكلفة، يتم تشغيلها بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، وقادرة على تنفيذ مهام الاستطلاع، والضربات، والحرب الإلكترونية، إضافة إلى مهام التمويه والخداع.

كما يُتوقع أن تكون هذه الطائرات مزوّدة بمحركات متكيفة متطورة تُعرف باسم NGAP أو الدفع التكيفي من الجيل التالي، والتي يمكنها التكيف مع أي ظرف للحصول على أفضل دفع وكفاءة ممكنة. وتتنافس كل من جنرال إلكتريك للطيران وبرات آند ويتني على تطوير هذه المحركات.

قال دوغ بيركي، المدير التنفيذي لمعهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي، إن فوز بوينغ بهذا العقد من شأنه أن يعزز القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية، حيث يعني أن جميع الشركات الثلاث الكبرى في قطاع الطيران العسكري الأمريكي لديها الآن عقود لبناء طائرات شبحية من الجيلين الخامس أو السادس. لوكهيد مارتن تبني المقاتلة الشبحية F-35 Joint Strike Fighter من الجيل الخامس، ونورثروب غرومان تقدم قاذفة القنابل B-21 Raider، التي تصفها بأنها أول طائرة شبحية من الجيل السادس في العالم، والآن، بوينغ تتولى مشروع F-47 ضمن برنامج NGAD.

وقال بيركي: “بالنسبة للبلاد، هذا أمر في غاية الأهمية، فوجود هذا الابتكار والمنافسة والإنتاج الضخم هو ما يحتاجه المستقبل. لقد كانت قدرتنا على التصنيع بكميات كبيرة محدودة، ونحتاج إلى إعادة بناء القاعدة الصناعية الدفاعية بما يتماشى مع متطلبات البيئة الحالية. لقد تأخرنا في ذلك، وهذا الفوز يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق ذلك.”

لكن بوينغ واجهت تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة في كل من قطاعي الطائرات المدنية والعسكرية. فقد لقي نحو 350 شخصًا مصرعهم في حادثي تحطم لطائرات 737 ماكس، وفي يوليو 2024، وافقت الشركة على تسوية مع وزارة العدل الأمريكية لتجنب محاكمة بتهمة الاحتيال الجنائي المتعلقة بهذه الحوادث. وفي يناير 2024، تعرضت طائرة أخرى من طراز 737 ماكس لحادث خطير عندما انفصل باب الطوارئ أثناء الطيران، مما أدى إلى انتشار مقاطع فيديو مروعة للحادث. كما شهد العام الماضي إضرابًا استمر قرابة شهرين لعمال الشركة بسبب نزاع على العقود.

عانت بوينغ أيضًا من مشكلات في الجودة والتأخير في عدة برامج عسكرية، من بينها T-7A Red Hawk لتدريب الطيارين، وKC-46A Pegasus لنقل الوقود جوًا، وبرنامج طائرة الرئاسة الأمريكية Air Force One، وتسببت هذه المشكلات في خسائر بمليارات الدولارات بسبب تجاوز التكاليف. وفي سبتمبر 2024، أقالت بوينغ رئيس قطاعها الدفاعي تيد كولبير بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها الشركة.

رغم هذه التحديات، يرى بيركي أن الفوز بعقد NGAD يمثل انتصارًا مهمًا لبوينغ، لكنه أضاف أن الشركة يجب أن تثبت قدرتها على التنفيذ بنجاح. وقال: “الأمر متروك لبوينغ الآن لتحويل هذه الفرصة إلى نجاح. وحده الوقت سيكشف ذلك.”

العقد الذي مُنح يوم الجمعة لتطوير F-47 هو عقد تنمية هندسية وتصنيعية مُهيكل كاتفاقية تكلفة زائدة مع رسوم تحفيزية، وفقًا لمسؤول في سلاح الجو الأمريكي. بموجب هذا النوع من العقود، تدفع الحكومة للشركة لتغطية التكاليف أثناء تطوير النظام، كما تحصل الشركة على رسوم إضافية يمكن تعديلها بناءً على أدائها. هذا هو نفس الهيكل الذي تم استخدامه في المراحل الأولى من تطوير قاذفة الشبح B-21 Raider التابعة لشركة نورثروب غرومان.

بموجب هذا العقد، ستعمل بوينغ على تطوير ودمج واختبار جميع مكونات مقاتلة NGAD المأهولة، بالإضافة إلى تصنيع عدد محدود من الطائرات التجريبية. كما يشمل العقد خيارات “بأسعار تنافسية” لإنتاج دفعة منخفضة من F-47 في مرحلة الإنتاج الأولي.

وقال ألوين في بيان يوم الجمعة إن النسخ التجريبية من NGAD كانت تحلق بالفعل منذ خمس سنوات، مسجلة مئات الساعات من الطيران لاختبار مفاهيم متطورة وإثبات قدرة التكنولوجيا الجديدة على تجاوز الحدود المعروفة. وأضاف أن التطوير المكثف والتجارب التي أُجريت على F-47 ستسمح للطائرة بدخول الخدمة بحلول نهاية ولاية ترامب الرئاسية. وأشار سلاح الجو الأمريكي إلى أن وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة DARPA لعبت دورًا رئيسيًا في التجارب المبكرة التي ساعدت في تحسين مفهوم NGAD.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top