ترامب ونتنياهو يفكران خارج الصندوق. لكن بأفكار سيئة

هآرتس – يوسي كلاين – 13/2/2025 ترامب ونتنياهو يفكران خارج الصندوق. لكن بأفكار سيئة
نقيض التفكير خارج الصندوق هو السير وضرب الرأس بالحائط. صندوقنا غير مستخدم. فهو تغطيه الغبار وخيوط العنكبوت. التفكير لم يكن في أي يوم من الايام الجانب القوي للحكومة، ناهيك عن التحدث عن التفكير خارج الصندوق. نحن في نهاية المطاف لا نفكر، نمشي والرأس نحو الحائط ونسمى ذلك “تصور”. حتى بعد حادثة كبيرة مثل مذبحة 7 اكتوبر، لم نتوقف عن ضرب الرأس بالحائط. ولكن الآن نحن نضرب بصورة اقوى واسرع. مرة اخرى نقوم بشراء السلاح بالمليارات. مرة اخرى نمدد الخدمة العسكرية ونضيف ايام للاحتياط. حتى الآن لم يقم من يقول لنا: كفى، تعالوا نفكر بشيء آخر.
هذا الشخص جاء اخيرا، لكن من امريكا.
يمكننا الضحك حتى الغد على خطة دونالد ترامب، لكن لا يمكننا نفي أنها “شيء مختلف”. من غير الغريب أن عميت سيغل واصدقاءه في القناة 14 استقبلوا الخطة بنشوة. فقد انقذتهم من التفكير المتحجر، أنه فقط جيش اسرائيلي قوي سيبقينا على قيد الحياة. تسعة حروب و25 ألف قتيل خلال 77 سنة لم تقنعهم. ولكن بعد ذلك جاء 7 اكتوبر واثبت أن الجيش “الاقوى في الشرق الاوسط”، نصف مليون جندي ودبابات وطائرات، غير قادر على هزيمة 30 ألف مخرب.
تفكير خارج الصندوق لشخص غبي، لا يجعل هذا التفكير اكثر حكمة. تصريح ترامب لم يكن تصريح حكيم، بل عزاء. أخيرا قال شخص بصوت مرتفع ما خجلوا من التفكير به سرا، والذي اثمر وابل من الافكار المدهشة، بدءا بتجويع غيورا آيلاند ومرورا بترانسفير ايتمار بن غفير وانتهاء بالقنبلة النووية للوزير عميحاي الياهو.
فكرة ترامب تبدو جميلة جدا، الى درجة أن سيغل واصدقاءه تمسكوا بها باظافرهم. لا تتمسكوا بصغائر الامور، توسلوا، ولا تأخذوها منا. اسمحوا لنا أن نستمتع بها لبعض الوقت، ولا تشرحوا لنا كم هي فكرة غبية. تذكروا أنه في نهاية المطاف يوجد لنا تعامل مع شخص كبير عمره ثلاث سنوات مع قدرة محدودة على التركيز. الآن هذه هي الدمية التي يلعب بها، وفي الغد سيستبدلها بدمية اخرى. عاموس عوز، الذي كتب “لن نسمح لكم بطرد العرب… حتى لو احتاج الامر الى الاستلقاء تحت اطارات الشاحنات”، يظهر الآن صبياني بدرجة لا تقل عن ريفييرا غزة لترامب. عن ماذا يتحدث؟ من الذي سيستلقي على الارض؟.
من حسن الحظ أن ترامب كان في يوم جيد نسبيا، حيث كان يمكنه أن يقترح وضع الفلسطينيين على شعاع ليزر وارسالهم الى القمر. ايضا بني غانتس كان سيقول بأن هذا “تفكير ابداعي”. وعميت سيغل لم يكن ليفهم الجحود الذي استقبل به هذا الاقتراح.
اجابة منطقية لدولة سليمة على اقتراح ترامب كان يجب أن تكون: لا، شكرا. الشعب الذي عانى من الابادة والطرد لن يفعل ذلك لشعب آخر. ولكن نحن لسنا عاديين. لاسباب تكتيكية، نحن اعلنا في السابق عن انفسنا بأننا “مجانين”، الامر الذي راق لنا الى درجة أننا اصبحنا مجانين كليا من ناحية استراتيجية.
أي مجنون يفكر خارج الصندوق؟
نتنياهو. عندما يدور الحديث عنه فانه يتميز بذلك. التفكير العادي، المنطقي والسليم، التفكير داخل الصندوق هو تقصير بقدر الامكان معاناة المخطوفين وتسريع اطلاق سراحهم. ألمهم كبير وموتهم قريب. هذا تفكير طبيعي، داخل الصندوق، تفكير انساني، ايضا يتحمل المسؤولية الشخصية. ولكن ليس هذا ما يوجد لدى نتنياهو.
هو يفكر خارج الصندوق. هو يعرف ماذا يحدث لنا داخل صندوقنا. وهو يعرف أنه مع آخر المخطوفين الذين سيصلون ومع آخر الجنود المنسحبين، ستأتي الانتخابات ولجنة التحقيق. لأن سيف هذا النبأ موضوع على عنقه فقد تحول الى ابداعي وأصيل. هو يطيل المفاوضات حول المرحلة الثانية ويؤخر تحرير المخطوفين. هو يفعل كل ما في استطاعته كي يموتوا هناك. يمكن القول بنزاهة بأنه يفكر خارج الصندوق. أروني رئيس حكومة آخر في دولة متنورة كان سيتصرف مثله.
الآن هو يجلس مع الاصدقاء ويفكر جيدا في تحميل المسؤولية لحماس عن انهيار الاتفاق. كم كان يرغب في أن يعلن في التلفزيون، (“في مؤتمر صحفي درامي”)، باكتاف محنية وصوت حزين، بأن رهائن المرحلة الثانية القديسين، رحمهم الله، قرروا التضحية بأنفسهم من اجل الوطن ومن اجل زوجتي العزيزة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-13 16:48:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>