ترامب يستخدم نتنياهو لتمرير الصفقات مع ايران وتركيا

يديعوت احرونوت 11/4/2025، ناحوم برنياع: ترامب يستخدم نتنياهو لتمرير الصفقات مع ايران وتركيا
باب القسم الغربي من البيت الأبيض يفتح امام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيخرج منه الى الشارع. يرتدي بدلة غامقة، بربطة عنق حمراء وقميص ابيض. باب السيارة المكيفة يفتح. يخرج منها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. يرتدي بدلة غامقة، ربطة عنق حمراء وقميص ابيض. ترامب يرى امامه ترامب. البدلة ذاتها، ربطة العنق ذاتها، القميص ذاته، اقصر بنصف رأس. مثل داني دي فيتو وارنولد سفارتسنغر في فيلم التوأم. مثل امرأتين ارتديتا الفستان ذاته لعرس ما. هو لا يحب ما يراه. ما الذي تفعله إذ تخدعني بترامبي ذاتي. فهو يرى وكأنه يريد ان يقول لنتنياهو، لكنه يضبط نفسه. اما الغضب فينفسه عليه بعد ذلك قرب الأخ في الغرفة البيضوية. نتنياهو تلقى هناك معاملة ستة في سلم زلنسكي. الاريكة الصفراء ذاتها، الجلسة الاضطرارية ذاتها، التوبيخ، الصمت، على طرف الاريكة، مثل السفير التركي في اللقاء مع داني ايلون.
عندما هبط الرئيس أوباما في إسرائيل، في آذار 2013، استقبله نتنياهو ببدلة مشابهة لبدلته، بقميص مشابه لقميصه. بربطة عنق مشابهة لربطته بلون ازرق فاتح. عندما نزع أوباما الجاكيت ووضعه على كتفه، نزع نتنياهو الجاكيت ووضعه على كتفه. ان شئتم مثل صموئيل ل. جاكسون وجون تربولتا في فيلم “أدب رخيص”. الرؤساء لا يحبون المشابهين الذين ينفثون في قذالتهم. لاحقا قال أوباما انه عندما تحدث معه نتنياهو لم يكن واثقا من منهما هو الرئيس الأمريكي ومن هو رئيس وزراء إسرائيل.
لا ادري ما الذي وعد به ترامب، اذا كان وعد، لنتنياهو في موضوع ايران؛ لا ادري ماذا تساوي وعود رئيس نزواته هي التي تتحكم به. لكن الحدث في واشنطن يمكنه ان يطلعنا على الثمن الذي يدفعه رئيس وزراء على وضع كل البيض في سلة واحدة. رئيس امريكي تقليدي كان سيفهم بان رئيس الوزراء ملزم بان يعود الى الديار مع شيء ما: ان لم يكن استثناء إسرائيل فعلى الأقل تعيين طاقم يراجع الاعداد؛ ان لم يكن توافق على خطوة عسكرية ضد ايران فعلى الأقل تصريح مشترك قبيل المحادثات؛ ان لم يكن ابعاد تركيا عن سوريا، فعلى الأقل توافق على تقاسم مناطق النفوذ. فلرئيس وزراء إسرائيل أيضا يوجد ناخبون هناك حاجة لاسعادهم.
لكن ترامب، بشرانية تتخفى في صورة سخاء، اختار أن يذكر نتنياهو بان إسرائيل تتلقى مساعدة من أمريكا بمبلغ 4 مليارات دولار في السنة (هي تتلقى اقل، لكن ترامب لا تهمه الحقائق). “مبروك عليك”، هنأه ترامب بذات النبرة المريرة، التهكمية التي يهنئون بها الحساد من فاز بالجائزة الكبيرة في اليانصيب.
بدلا من لجم اردوغان، هو يعانقه؛ بدلا من ردع ايران، يغازلها. في مكالمة هاتفية اجراها مع نتنياهو بينما كان هذا في بودابست لم يتكبد عناء ان يروي له بانه بدأ بمحادثات مع ايران. نتنياهو سمع عن ذلك فقط من المبعوث ويتكوف بعد أن وصل الى واشنطن.
بالنسبة لترامب، فان الزعماء الأجانب أيضا هم وظائف ثقة. فكروا بالمفارقة: نتنياهو، الذي يسعى لان يحول كل الوظائف العليا في الدولة الى وظائف ثقة، يكتشف في واشنطن انه في وظيفة ثقة لدى الرئيس الأمريكي، بدون محكمة العدل العليا لتحميه. هذه هي الملاكة، هذا هي المكانة: إما أن تطيع أو ترحل. ترامب يستخدم القوة العسكرية لإسرائيل كي يصل الى صفقة مع تركيا ومع ايران. لكن إسرائيل لا تهمه. هي مجرد أداة.
نتنياهو مركز على هدف. والهدف هو ابعاد ايران عن النووي. حسب نهجه، يمكن لهذا ان يتم بهجوم جوي، بمشاركة او باسناد أمريكيين؛ يمكن لهذا ان يتم باتفاق تملي شروطه إسرائيل. ترامب هو المفتاح: بدونه لا يمكن لاي شيء أن يحصل. ولهذا تأتي الممالأة. لكن يوجد الكثير جدا من الممالأة في المحيط، بحيث أن ثناء نتنياهو يستقبل بعدم اكتراث.
في شريط فيدو حرص على ان يصوره وينشره بعد اللقاء، طرح نتنياهو شرطا للاتفاق: ان تفجر ايران مشروعها النووي، مثلما فكك حاكم ليبيا معمر القذافي مشروعه في 2003 خوفا من هجوم امريكي. هذا طلب مرحب به لكنه غير عملي: تفكيك المشروع كان خطأ مأساويا من القذافي. فالتهديد بسلاح نووي كان يمكنه أن ينقذه وينقذ نظامه حين صفي في 2011. النظام الإيراني تعلم الدرس. وهو سيفعل كل ما في وسعه كي يبقى دولة حافة. التشبيه الذي اجراه نتنياهو مع ليبيا كان يستهدف تغذية المخاوف الإيرانية، التخريب على المفاوضات.
ستيف ويتكوف، الموالي لترامب، يفترض أن يدير بالتوازي ثلاث مفاوضات منفصلة، محملة بالمصير: تحرير المخطوفين وانهاء الحرب في غزة؛ انهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا؛ تفكيك النووي الإيراني.
ويتكوف هو رجل عقارات ناجح، نشيط، بلا تجربة دبلوماسية. حتى كيسنجر كان سيصعب عليه أن يأخذ على عاتقه ثلاث مهام كهذه، في نفس الوقت. ويتكوف يتعين عليه أن يفاضل. تحرير المخطوفين ستكون المهمة الأولى التي سيعالجها. نتنياهو لن يعارض: وجهته نحو ايران.
هو يراهن على تفجير المفاوضات وهجوم امريكي. هل هذا سيحصل؟ مشكوك جدا. هل سيصفي الهجوم التهديد النووي؟ مشكوك حتى اكثر من جدا. لكن اذا حصل هذا، يمكن لنتنياهو أن يقول لناخبيه: صنعت تاريخا، هاجمت ايران، طبعت العلاقات مع السعودية، انقذت إسرائيل، غيرت وجه الشرق الأوسط.
وعندها، أو عندها، يدعي مقرب لمقرب جدا، هو سيعقد صفقة قضائية ويعلن أنه يعتزل الحياة العامة؛ يعتزل في ذروته، محبوب ومعجب به من الجميع. هل هذا سيحصل؟ شك عظيم. أُم – أُم – أُم الشك.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-11 15:58:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>