العرب و العالم

ترامب يهدد بحرق المنطقة..فليتفضل..5 تحذيرات نوجهها إليه!

العالم مقالات وتحليلات

ذهب ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما توعد فصائل المقاومة الفلسطينية بدفع ثمن باهظ إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، ووجه تهديداته بشكل خاص إلى قادة حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.

في ولايته الأولى كرئيس لأمريكا وجه العديد من التهديدات المماثلة، بتدمير كوريا الشمالية، وتركيع الصين، وإجبار المكسيك بالقوة على دفع فاتورة تكاليف الجدار الحدودي معها لصد المهاجرين، وبتحويل إيران إلى هيروشيما أخرى إذا ردت على عملية اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

لم يجرؤ ترامب “الجعجاع”، محترف الكذب، على تنفيذ أي من هذه التهديدات، ولعل التهديد الوحيد الذي نفذه، هو الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2017، وأعطى نتائج عكسية.

نبشر ترامب بأن تهديداته هذه لن تحرك شعرة في رأس أصغر رضيع فلسطيني جائع أو مصاب في قطاع غزة الصامد البطل، فإذا كان شريكه في حرب الإبادة والتطهير العرقي نتنياهو الذي استخدم كل ما في ترسانته من أسلحة الدمار الشامل لقصف القطاع، وأعدم أكثر من 45 ألف شهيد ثلاثة أرباعهم من الأطفال والنساء، ودمر 95 بالمئة من منازل أهله.

لم ينجح في الإفراج عن هؤلاء الأسرى، ولم يفلح رغم قدراته الاستخبارية المتقدمة الأمريكية الصنع في الوصول إلى هؤلاء والإفراج عنهم، فماذا لدى ترامب ما هو أقوى من ذلك وأكثر فاعلية؟ ضرب القطاع بقنبلة نووية مثلما اقترح صديقه المجرم السيناتور ليندسي غراهام؟

كتائب “القسام” البطلة وتوأمها “سرايا القدس” لم ترضخا لكل هذه الضغوط الدموية الإسرائيلية ولم تفرج عن الأسرى طوال ال 14 شهرا الماضية، وفشلت كل الضغوط وجولات المفاوضات التي رعتها أمريكا، بتواطؤ عربي للأسف، وأرادتها مصيدة للإيقاع بحماس والجهاد، وتمسكتا بشروطهما كاملة، ولم تتنازلا عن مليمتر واحد منها، فماذا سيفعل ترامب الأرعن أكثر من ذلك؟

نريد تذكير ترامب، ولفت نظره إلى مجموعة من النقاط لا بد أنه نسيها في غمرة نشوته بالفوز على خصمته الساذجة البلهاء كامالا هاريس:

أولا: المقاومة في قطاع غزة ما زالت قوية ومستمرة، وتوقع خسائر ضخمة ومهينة بالعدو الإسرائيلي وقواته، ومن المسافة صفر، مما يعكس بطولة وشجاعة رجالها، ولم يستسلم منهم مجاهد واحد، وجميعهم قاتلوا حتى الشهادة.

ثانيا: لا توجد حاملة طائرات أمريكية واحدة الآن في منطقة الشرق الأوسط وبحارها، سواء كان لونها أحمر أو أبيض أو عربيا، بفعل صواريخ اليمن المباركة، ويكفي الإشارة إلى الهجوم بالصواريخ الباليستية البحرية الذي أصاب قبل أيام الحاملة أبراهام لينكولن التي هربت مثخنة الإصابات، وأعطب ثلاث مدمرات وسفن أخرى، وأول أمس ضرب صاروخ يمني فرط صوت قاعدة عسكرية في قلب يافا المحتلة.

ثالثا: ترامب الصنديد الشجاع لم يجرؤ على الرد على الصاروخ الإيراني الذي أسقط مسيرته الاضخم في الخليج ” آر كيو-4 غلوبال هوك” عام 2019 (كلفتها 300 مليون دولار) بعد أن انحرفت عن مسارها عدة أمتار داخل الأراضي الإيرانية.

رابعا: أمريكا العظمى انسحبت من أفغانستان مهزومة مهانة وبعد أشهر معدودة من استلام بايدن السلطة منك يا ترامب، وشاهدنا جميعا، والعالم كله، الهروب الكبير للقوات الأمريكية بطريقة تعكس ذروة الإذلال.

ترامب لم يعد يخيف أحدا، ولم يجرؤ في نسخته الجديدة على توجيه كلمة انتقاد واحدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هزم بلاده في سهول أوكرانيا وسواحلها، واقتطع، وضم، أكثر من 20 بالمئة من “أراضيها” إلى بلاده،.

كما أنه لم يجرؤ على التلفظ باسم الصين التي كانت العدو الأول بالنسبة له في ولايته الأولى، ولا ننس في هذه العجالة التعريج على كوريا الشمالية ورئيسها كيم جونغ أون الذي أهانه وأذله، وجلبه إلى هانوي وسنغافورة في اجتماعي قمة عاد منهما إلى واشنطن مطأطئ الرأس.

ربما لن يخاف من ترامب وتهديداته إلا بعض العرب الذي فرض عليهم التطبيع المهين وصفقة القرن في ولايته الأولى، ولكن الزمن تغير، وباتت هناك قوة رئيسية عظمى اسمها “محور المقاومة” برأس جبار وأذرع طويلة وقاتلة، وفوق هذا وذاك منظمة “البريكس” الجديدة القوية التي لن تنتهي مدة ترامب الثانية في البيت الأبيض (أربع سنوات) إلا بلفظ الدولار الأمريكي معظم أنفاسه.. والأيام بيننا يا مستر ترامب.

بقلم : عبد الباري عطوان / رأي اليوم

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2024-12-04 23:12:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading