تصريح ترامب هو تربيت ذاتي على الكتف خرج عن السيطرة

هآرتس – ليزا روزوفسكي – 5/2/2025 تصريح ترامب هو تربيت ذاتي على الكتف خرج عن السيطرة، ليس على الاطلاق مشروع تاريخي
في محيط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو توقعوا أن اللقاء مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب أول أمس سيكون عرضا للوحدة، والمحللون تنبأوا بلقاء تاريخي ومصيري فيما يتعلق بتطبيق المرحلة الثانية في الاتفاق. ولكن قمة الزعيمين التي كانت العرض الافضل في نصف الكرة الشمالي فاقت التوقعات الهستيرية لمحيطه، ومن شأنه باحتمالية عالية أن يخيب أمل المحللين. يبدو أن عرض التملق والاستخذاء الذي اعده نتنياهو لترامب سبب للرئيس السرور الظاهر للعيان.
كان يصعب عدم ملاحظة الابتسامة المتغطرسة والنظرات المتبجحة التي كان يمررها لمحيطه عند سماع اقوال نتنياهو بأن الرئيس “يتقدم مباشرة نحو الهدف، يرى الامور التي يرفض الآخرون رؤيتها ويقول ما يرفض الآخرون قوله. وبعد كل ذلك هناك من يقومون بحك رؤوسهم ويقولون “هو محق”. ولكن نتنياهو، الذي سمع طوال حياته عدد من التصريحات المفاجئة لرؤساء امريكيين أصيب بالدهشة عند سماع اقتراح ترامب بشأن (“الملكية الامريكية”) لقطاع غزة.
مثلما اكد رئيس الحكومة بشكل جيد على أن هدف الحرب الذي وضعه، أن لا تبقى غزة تشكل أي تهديد لاسرائيل، تم تبنيه من قبل ترامب، وتم رفعه من قبله الى “مستوى اعلى”. الرئيس عمل مثل شخص مسن عديم الصبر، الذي يخطف دمية من أيدي طفلين عنيفين وحازمين، غير المستعدان لتقاسمها معه واللعب بها. لماذا فعل ذلك؟ يبدو لسببين. الاول هو أنه يستطيع. الثاني هو لأنه على ثقة بأن هذا الامر سيفيد الجميع اكثر، في المقام الاول الطفلين انفسهما. لأنه يعرف الأفضل.
تقريبا بعد مرور 77 سنة على انتهاء الانتداب البريطاني اقترح ترامب فعليا فرض انتداب امريكي على اسرائيل، أو على الاقل على قطاع غزة، الى أن تتهيأ الظروف لتحويله الى ريفييرا الشرق الاوسط، وربما اكثر من ذلك. عندما قالوا في مكتب رئيس الحكومة بأنه الآن، أخيرا، “لا توجد فجوة بين اسرائيل وامريكا”، فانهم من غير المؤكد أنهم قصدوا ذلك لفظيا، وأن اسرائيل ستكون جارة دولة عظمى لها طموحات كولونيالية، بدلا من أن تكون هي نفسها كذلك.
“أنا لم أر شيئا يشبه ذلك في حياتي”، قال أحد الموظفين في مكتب نتنياهو بعد الجزء الاول للمشهد الذي اقيم في الغرفة البيضوية. هذا كان فقط المقدمة للمشهد الكبير الذي تم عرضه في الغرفة الشرقية الواسعة، التي كانت مليئة بالمراسلين والطواقم المتفاجئة من الزعيمين. باستثناء الاعلان عن السيطرة على قطاع غزة، كانت هناك جميع عوامل المسرحية – الاحتفالية المطلوبة: لغة الجسد المتعاطفة، تصفيق الموظفين المتميزين (على رأسهم المبعوث الامريكي لشؤون الشرق الاوسط ويتكوف)، الاهانة العلنية لمراسلة افغانية على صوت ضحك الجمهور، وبالطبع – سحق منتقم للخصم المهزوم جو بايدن.
الواقع شيء مختلف
إن تأثير الاعجاب الذي نجح ترامب في خلقه بصورة مهنية نرجسية، يقف في تناقض مع وزن اقواله. اضافة الى ذلك بالتحديد التصريحات المتغطرسة التي سمعت بعد اللقاء الذي استمر ساعة تقريبا، التي تواصل الخط المستفز الذي اتبعه الرئيس منذ أن “تحمس” للمرة الاولى لفكرة الترانسفير من غزة، تثبت أنه في مشروع الريفييرا في قطاع غزة لم يستثمر تفكير عميق. يبدو أنه لا يوجد أي تناسب بين وهم السلام العالمي والواقع، ولا حتى محاولة صادقة من اجل ايجاد وسيلة لتنفيذ ذلك. تصريح ترامب هو مجرد تربيت ذاتي على الكتف خرج عن السيطرة، وليس اطلاقا مشروع تاريخي. بالتأكيد ترامب سيواصل التمسك بهذه الفكرة بسبب طابعها الاستفزازي. ولكن الخطوط العريضة لهذه الخطة، اذا خرجت ذات يوم الى حيز التنفيذ، ستتغير في حينه بشكل كبير.
بعد اسدال الستارة عن عرض ترامب فان الامر الوحيد القابل للتنفيذ هو صفقة المخطوفين ووقف اطلاق النار، الذي حتى الآن هو مستمر: أناس من لحم ودم يخرجون من الانفاق ويعودون الى عائلاتهم، الغزيون يعودون الى بيوتهم المدمرة ويسيرون في طرق محروقة ومليئة بالانقاض ويبحثون عن بقايا اعزائهم. في هذا الشأن اسمع ترامب اقوال شبه مشجعة: “نحن نعمل بشكل صعب من اجل اخراج جميع المخطوفين”، التأكيد هنا على جميعهم. “واذا لم نقم باخراجهم جميعا فنحن سنصبح عنيفين اكثر قليلا”. حسب قوله فان ويتكوف وطاقمه يعملون على ذلك طوال الوقت، وقد تم اعطاءهم وعود. “يبدو أنه اذا تم الوفاء بهذه الوعود”، اجمل ترامب وأكد. “نحن نريد جميع المخطوفين وهذا صحيح”.
من أمل أن يحصل من اللقاء بين الاثنين على تأكيد بأن ترامب سيضغط على نتنياهو من اجل تنفيذ الاتفاق حتى النهاية وأن ينهي الحرب، خاب أمله. نحن بقينا في نفس النقطة، عالقين مع صفقة صعبة ووحشية، التي بدأت تتحقق، وفي هذه الاثناء تنقذ الحياة بدون أي ضمانات بأن نتنياهو وحماس لن يخربوها. الانجاز الكبير للقاء بين نتنياهو وترامب هو أنه لن يدمر ما تم انجازه. ايضا هذا شيء مهم. من هنا يمكن الانتقال الى الغرف المغلقة، هناك يتم القيام بعمل دؤوب وهاديء حول التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تغير وبحق وجه الشرق الاوسط الى الافضل. في شأن واحد ترامب كان محق: الى نقطة منخفضة أكثر من النقطة التي تقف فيها غزة، ومعها اسرائيل ايضا، يصعب النزول.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-06 19:13:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>