اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

تغيير إيجابي سنة 2024 في الواقع الاستراتيجي والجغرافي السياسي في الشرق

معاريف 31/12/2024، زلمان شوفال: تغيير إيجابي سنة 2024 في الواقع الاستراتيجي والجغرافي السياسي في الشرق الأوسط

ربط قوائم سنوية للاحداث الأهم، الأفلام الأفضل، الكتب الأفضل وما شابه أصبح نوعا من الطقوس (مثلما هي قوائم الاحداث المرتقبة للسنة الجديدة). لمعدي القوائم في إسرائيل توجد علاوة خاصة: السنة العبرية أيضا وتلك الميلادية. لكن عندما يأتلون لترتيب الاحداث التاريخية، تثور مشكلة إذ ان التاريخ هو تيار لا يتوقف – مرة يكون ضعيفا ومرة أخرى يتصاعد، لكنه لا يتوقف.

بروفيسور حائم فقط كفرنسيس فوكوياما كان يمكنه أن يكتب في العام 1992 كتابا بعنوان “نهاية التاريخ” – ولا يوجد دليل تقشعر له الابدان على ذلك اكثر من كارثة 7 أكتوبر التي وقعت في 2023 ونتائجها وتداعياتها توجد معنا في كل لحظة في 2024 وستكون أيضا في السنوات القادمة. المسرحي والسياسي الفرنسي جان جيرودو كتب مسرحية “حرب طروادة لن تنشب”، بلغة ساخرة، بالطبع في 1935كي يحذر من أن حربا قاسية ستنشب في أوروبا. للاسرائيليين لا حاجة بالتأكيد لتفسير التداعي على خلفية مفهومنا وتاريخنا.

2024 كانت بالفعل سنة تواصل لمأساة 2023، ولا سيما من ناحية المخطوفين، الذين رغم جهود الحكومة ورئيسها وجهود الجيش الإسرائيلي لم يعودوا بعد. لكنها كانت سنة مختلفة من نواحٍ أخرى. الروح القتالية والتطوعية للمقاتلين ولعائلاتهم والتكافل الذي ميز أجزاء واسعة من الجمهور فور السبت الأسود تعززت، لكن حيال هذا، لم يوضع حد بعد للوضع المثير للحفيظة الذي لا يشارك فيه قسم آخر من الجمهور في المجهود. في 2024 وصلنا الى نقطة غليان تستوجب حلا في موضوع التجنيد، مرغوب فيه باجماع اقصى، لكن بلا ابطاء.

من موضوع الى آخر: في بداية السنة سادت آمال في أن في اعقاب الحرب ستأتي النهاية للشرخ والانشقاق الذي ميزا معظم السنة التي سبقتها وكانا محفزا لحماس بارتكاب المذبحة. لكن حصل العكس: فلم يجرِ هذا الجانب ولا ذاك الجانب الحساب النفسي اللازم لاجل رص الصفوف الداخلي الحيوي لمستقبلنا. واذا ما واصلنا الحديث عن السياسة فانه رغم التوقعات في أن تحدث الحرب وعناصرها تغييرا بعيد الأثر في صورة الوضع السياسي وتخلق قوى جديدة يتبين اننا محافظين اكثر مما اعتقدنا. في 2024 أجريت أيضا لأول مرة في إسرائيل محاكمة ضد رئيس وزراء قائم بخلاف القانون والعرف في كل العالم الديمقراطي، وهذا أيضا موضوع يستوجب حسابا للنفس، وليس فقط من جانب جهاز القضاء.

كما كانت أيضا مفاجآت إيجابية. رغم كل النبوءات السوداء، وبعضها مبرر، تبين أن قوة الاقتصاد الأساسية أثبتت نفسها في معظمها هذه السنة أيضا، بل وسجل حتى ارتفاع في الاستثمارات الأجنبية، وحسب تصنيفات اجنبية توجد إسرائيل في المرتبة السادسة في قائمة الاقتصادات الناجحة، مع معطيات نمو إيجابية على نحو خاص. والتكنولوجيا العليا هي الأخرى واصلت التفتح وان كان بوتيرة أدنى.

في الجانب المظلم من الصورة لا يمكن الا نذكر تصاعد اللاسامية في العالم، بمدايات مقلقة، وبخاصة في الولايات المتحدة، حيث أجريت مظاهرات مناهضة لليهودية ومناهضة للاسرائيلية في الجامعات وفي شوارع المدن. كما كانت ظواهر مقاطعة ثقافية، واساسا من جانب جهات عديمة الثقافة بوضوح. يتبين أنه تحطم الحظر على ملاحقة اليهود، الذي كان قائما ظاهرا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت لهذا تداعيات أيضا على دولة اليهود.

حتى الان انشغلنا أساسا في نظرة الى الداخل، وهذا يميزنا بما يكفي، لكننا لا نعيش في عزلة، فما بالك ان أمورا تحصل في مكان ما في العالم يكون لها تأثير أيضا على أماكن أخرى. النصر العظيم لدونالد ترامب في الولايات المتحدة ودراما تنحية جون بايدن كانا بلا شك الانعطافة الدولية الأهم في 2024 – سياسيا، اقتصاديا وكذا من ناحية التأثير على المواقف الاجتماعية والأيديولوجية السائدة في العالم. الى جانب انتصار ترامب رأينا وهن الأنظمة الديمقراطية – الليبرالية في فرنسا وفي المانيا وصعود ميول شعبوية من اليمين ومن اليسار في أجزاء من الغرب بما في ذلك التعزز المرتقب في الحزب البديل لألمانيا، الحزب القومجي المتطرف ذي المؤشرات النازية الجديدة في بعض من اجنحته. بشكل عام، اتضح اتساع للميول المناهضة للعولمة والميول لاقامة حواجز في وجه التجارة العالمية. أمور من شأنها أن تترك آثارا على وضعنا الاقتصادي.

احداث أخرى تصدرت العناوين كانت الألعاب الأولمبية في باريس التي حققت إنجازات رياضية مبهرة بعد اجراء احتفال عديم الذوق وفي مجال آخر تجديدات طبية في مكافحة السمنة الزائدة. 2024 رأت أيضا الضربة القاضية التي اوقعتها صناعة السيارات الصينية على الصناعات القديمة في الولايات المتحدة وفي أوروبا.

من ناحيتنا، في إسرائيل، وبمفارقة مأساوية كنتيجة لـ 7 أكتوبر، سجلت سنة 2024 بداية تغيير إيجابي في الواقع الاستراتيجي والجغرافي السياسي في الشرق الأوسط. وذلك في ضوء الضربات الشديدة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله وحماس والتداعيات التي كانت لذلك على صد الطموحات الإقليمية لإيران. كما أن الثورة السلطوية السريعة في سوريا واسقاط سلالة الأسد لم تكن لتحدث في الوقت الحالي دون النصر الإسرائيلي على حزب الله.

وختاما، يمكن القول انه مع الاحداث الأمنية في 2024، وتبادل الحكم في الولايات المتحدة، ازدادت، استمرارا لاتفاقات إبراهيم، الاحتمالات لانتشار إقليمي جديد ولخلق شرق أوسط جديد حقيقي، بمشاركة إسرائيل. وعليه، فان هذه سنة حساب للنفس على الخسائر مقابل الفرص الجديدة. واضح ان كل هذا هو اجمال جزئي. وفي نهاية 2024 ستأتي 2025 مع مفاجآت وتطورات جيدة وسيئة خاصة بها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-31 14:27:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى