العرب و العالم

 تفجير جسر القرم.. تفجير قواعد الحرب

(نجم الدين نجيب)

شفقنا- قدم الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ذريعة على طبق من ذهب  للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما قام بتفجير  جسر القرم، الذي رأى فيه الروس عدوانا على منشأة مدنية روسية، وهو ما إقتضى ردا من قبل روسيا، التي كنت تتحفظ عن التعرض للبنى التحتية في اوكرانيا، على اعتبار انها اهداف مدنية، منذ اندلاع الحرب قبل ثماني اشهر.

لم يمر سوى يومين على تفجير جسر القرم، الذي كان بمثابة تفجير لقواعد الحرب، حتى جاء الرد الروسي قويا جدا، وذلك عندما استهدفت مجموعة من الصواريخ والمسيرات الروسية، صباح يوم الاثنين الماضي، مراكز الطاقة الكهربائية والاتصالات والقيادة العسكرية، فادخلت العاصمة الاوكرانية كييف و8 مدن أخرى في ظلام دامس.

اذا كان هذا الرد الروسي القوى جاء ردا على الهجوم الاوكراني على جسر القرم، ترى كيف سيكون رد فعل روسيا في حال نفذ الناتو رغبات الرئيس الاوكراني زيلينسكي، الذي طلب من الحلف “القيام بضربات نووية استباقية ضد روسيا”!!.

رغم ان الهجوم الروسي ضد البنى التحتية لاوكرانيا، لم يكن متوقعا بهذا العنف والقوة، الا انه وكما يبدو، لن يكون الرد الوحيد على هجوم جسر القرم ، كما هو واضح من تصريحات ديمتري ميدفيديف نائب الرئيس الروسي، الذي اعلن وبصرحة لقد:”انتهت الحلقة الأولى من الحرب، وستكون هناك حلقات أخرى، ومن وجهة نظري يجب أن يكون الهدف القادم هو كييف والتفكيك الكامل للنظام السياسي في أوكرانيا”.

اللافت ان بعض الدول الاوروبية والغربية وفي مقدمتها امريكا، دعت الى ارسال المزيد من الاسلحة الى اوكرانيا، ردا على الهجوم الروسي، وهو اجراء يؤكد ان امريكا قررت التضحية بالشعب الاوكراني من اجل استنزاف روسيا، وهو استنزاف لم ولن يحصل كما تتصور امريكا، فالمراقب لتداعيات الحرب الدائرة الان في اوكرانيا، يرى وبوضح ان هذه التداعيات هي اكثر وطأة على الدول الاوروبية منها على روسيا، وذلك بسبب ارتفاع معدلات التضخم في الدول الاوروبية، والطوابير الطويلة للسيارات امام محطات البنزين، وشحة المواد الغذائية وارتفاع اسعارها، وشبح فصل الشتاء القارس الذي اخذ يخيم على اوروبا، التي باتت تعيش دون الغاز الروسي، بينما في المقابل تضاعفت عوائد روسيا بفضل بيعها للنفط والغاز، باسعار مرتفعة.

ان عملية ضخ السلاح الى اوكرانيا من الغرب لن يغير من واقع الحرب، فمهما كان دور هذا السلاح، الا انه سيبقى محدودا امام القوة العسكرية الروسية، وهذه الحقيقة تعرفها امريكا جيدا، الا ان امريكا تتصور انه يمكن ان تستنزف روسيا من خلال هذه الاسلحة، الا ان ما حدث صباح يوم الاثنين الماضي ، جاء بمثابة انذار لاوروبا، لكي تفهم ان لعبة تزويد اوكرانيا بالسلاح لعبة خاسرة، وان امريكا لن تشعل شمعة في بيوت الاوروبيين اذا اطبق على مدنهم الظلام، كما اطبق على مدن اوكرانيا.

على عقلاء اوروبا، الا يسمحوا لكي تتحول بلدانهم الى قفازات في يد امريكا، لاستنزاف روسيا، فروسيا لن تسمح بان تُستنزف، كما ان الوقت يصب في صالحها، عليهم ان يصغوا الى الدعوات الدولية، رغم قلتها، لمطالبة لوقف الحرب، والجنوح نحو السلام،  والضغط على زيلنسكي ليكف عن استفزاز روسيا عبر مطالبته المتكررة للانضمام الى الناتو، والجلوس الى طاولة المفاوضات لايجاد حل سياسي لازمة بلاده في روسيا، فتداعيات هذه الحرب، اذا ما استمرت، ستكون وبالا على اوروبا، بينما ستبقى امريكا تتفرج، وهي ترسم على وجهها ابتسامة صفراء.

  • ما جاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-10-12 06:12:47
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading