صحافة

تقرير أمريكي: اعلامنا زيف وضلل أحداث ايران

نشر موقع “ذا غرايزون” (The Grayzone) الأميركي الذي يُعنى بالصحافة الاستقصائية تقريراً مفصّلاً، فنّد فيه مجموعة من الأخبار المفبركة التي نُشرت على نطاق واسع عبر قنوات إعلامية ورسمية وغيرها، ضمن الحرب الإعلامية التي يشنّها الغرب بقيادة الولايات المتّحدة الأميركية على الجمهورية الإسلامية في إيران لاستغلال الاحتجاجات الجارية هناك منذ أشهر بعد حادثة مهسا أميني، من أجل مآرب سياسية معروفة، ولا سيّما الضغط على طاولة مفاوضات الاتفاق النووي وضمان أمن العدو الاسرائيلي، والردّ على المساعدات العسكرية الإيرانية المزعومة لروسيا.

 الهدف من تلك الأخبار التي تبقى بغالبيّتها غير مصحّحة، هو نفسه الهدف الذي كان وراء الحروب الأميركية على فيتنام وأفغانستان وكوسوفو والعراق وسوريا وليبيا وغيرها.

وبحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية، فقد “رصد مقال ستاره صادقي وكريستوفر ويفر الذي نُشر على موقع “ذا غرايزون”، عدداً من الأخبار المفبركة أو تلك التي أُخذت خارج سياقها، وقد نشرتها وسائل إعلامية بحجم “هيئة الإذاعة البريطانية” و”سي أن أن” و”نيويورك بوست” و”ذا غارديان” و”لو موند” وغيرها”. وفي ما يلي نقطة من بحر الأكاذيب الإعلامية المستمرّ منذ أشهر.

خبر إعدام 15 ألف متظاهر

أخطر الأخبار الكاذبة التي انتشرت حول الاحتجاجات في إيران كان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. قيل يومها إنّ البرلمان الإيراني صوّت لصالح إعدام 15 ألف متظاهر.

سرعان ما انتشر الخبر بشكل واسع، وأعاد نشره على تويتر كلّ من وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، ورئيس الحكومة الكندي جاستن ترودو، ورئيس “مجموعة أوراسيا” يان بريمر، والصحافية الإيرانية-الأميركية الداعمة لتغيير النظام مسيح علي نجاد، والسيناتور الأميركي ميت رومني، وآخرون. ورغم تكذيب الخبر بعد فترة وجيزة وحذف عدد من أصحاب التغريدات ما نشروه، إلّا أنّ وتيرة انتشاره أثبتت القدرة الأميركية على تأمين موافقة الجماهير على حروبها عبر تبريرها بالشعارات الإنسانية، أي كما سبق أن حصل في حرب الخليج الأولى وغزو العراق وقصف فيتنام والتدخل في ليبيا.

 خبر الإعدام دسّته مجلّة “نيوزويك” في أحد مقالاتها، ووضعت مقالاً من موقع CNN على أنّه مرجعها، إلّا أنّ مقال CNN لم يتضمّن الرقم الهائل الذي أعجب “نيوزويك”. فمن أين أتت المجلّة بهذا الرقم؟ الرقم ورد في تغريدة لأوميد ميماريان، وهو موظّف في منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” (Dawn MENA) التي تأسّست سنة 2020 تخليداً لذكرى عميل الـ«CIA» جمال خاشقجي بعد مقتله في السفارة السعودية في تركيا. وأُلحقت تغريدة ميماريان بأخرى لكريم سجادبور، وهو محلّل سياسي يعمل لدى “مؤسسة كارنيغي” المدعومة من “حلف شمال الأطلسي”. ما سبق يعطي فكرة عن مصدر الادّعاءات الأميركية التي برّرت الحروب والغزوات سابقاً، إلّا أنّ الجديد اليوم هو انتشار الإنترنت حتى بات سهلاً تكذيب هذه الأخبار، من سكّان البلد المستهدَف أنفسهم.
عدد القتلى في إيران أكثر منه في أوكرانيا
وتابعت الصحيفة بأنه “في منشور على صفحاتها على فايسبوك وإنستغرام في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أيضاً، أوردت قناة “هيئة الإذاعة البريطانية” الناطقة بالفارسية (BBC Persian) عنواناً ادّعت فيه أنّ عدد الّذين قُتلوا في إيران هو نفسه عدد مَن لقوا حتفهم في أوكرانيا، قبل أن تشرح في ثالث مقطع من المقال تحت منشورها أنّ تعبيرها المجازيّ يقارن بين 224 إيرانياً لقوا مصرعهم بين 22 أيلول (سبتمبر) و17 تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضيَين، وبين 216 أوكرانياً بين الأوّل من أيلول الماضي والـ25 منه.
مجزرة كاملة المواصفات
في السياق نفسه، نشر موقع “يورونيوز” بنسخته الفارسية سلسلة صور عشوائية زعم أنّها تعود إلى جثث متظاهرين من مختلف المناطق الإيرانية بعد فتح قوات الأمن النار عليهم. الموقع استند إلى “مراجع مهمّة” مثل “الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي” و”يقال”، قبل أن يورد في أسفل الصفحة أنّ “يورونيوز لا تستطيع التحقق من صحة الخبر”!

اختفاء إلناز رکابي
هذا وزعمت CNN زوراً أنّ منزل عائلة المتسلّقة الإيرانية إلناز ركابي، هدمته السلطات كعقاب لمشاركتها بدون حجاب في مسابقة في كوريا الجنوبية في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2022، رغم تأكيد ركاب أنّ عدم ارتدائها الحجاب كان لأسباب رياضية ولا علاقة له بالسياسة. سرعان ما بدأت مواقع إلكترونية غربية تنشر قصصاً عن اختطاف ركابي وتدمير منزل عائلتها. وزعمت «نيويورك بوست» وBBC و«ذا غارديان» و«لو موند» وآخرون أن ركابي اختفت، ما دفع السفارة الإيرانية في كوريا الجنوبية إلى تأكيد أنّ ركابي بخير، قبل أن تعلن الأخيرة ذلك بنفسها على إنستغرام وأنها في طريقها إلى المنزل.

مشهد لأب يبكي مأخوذ من مسلسل
في أيلول (سبتمبر) الماضي، أعادت الكاتبة الشهيرة جي كي رولينغ نشر تغريدة ورد فيها: “فاجعة، والد إيراني وعد ابنته بالبقاء على قيد الحياة للرقص في حفل زفافها، انتهى به الأمر راقصاً في جنازتها بعدما قُتلت على يد شرطة الآداب الإيرانية لعدم تغطية شعرها”. ورافق التغريدة مقطع فيديو، قبل أن يتبيّن أنّه مأخوذ من مسلسل درامي أذري من سنة 2018 (اسمه Ata ocağı). لكنّ تلك لم تكن المشكلة الوحيدة؛ المقطع نفسه تمّ نشره سابقاً، مع ادّعاء أنّ “النظام السوري” قتل الابنة، قبل أن يعاد نشره مرّة أخرى خلال فترة انتشار “كورونا” والادّعاء بأنّ الفيروس قتلها!

المصدر
الكاتب:
الموقع : almanar.com.lb
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-03 15:59:21
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى