تقرير تحليلي لحركة مرفأ بيروت الإجمالية في شباط 2025

منذ أكثر من 4 سنوات، لم تشهد حركة الحاويات في مرفأ بيروت تراجعاً مثل الذي سجلته في شهر شباط الماضي. فقد تداول مرفأ بيروت 46,390 حاوية نمطية مقارنة مع 56,765 حاوية في الشهر ذاته من العام المنصرم اي بتراجع كبير بلغت نسبته اكثر من 18%.

وكانت حركة الحاويات قد سجلت انخفاضاً قياسياً مماثلاً في شهر كانون الثاني من العام 2021، عندما تعامل مرفأ بيروت مع 44,313 حاوية نمطية، وهو الأدنى منذ اكثر من 4 سنوات.

ويقول الرئيس السابق لغرفة الملاحة الدولية إيلي زخور لـ”المركزية”: بيّنت الاحصاءات أن هذا الانخفاض القياسي بمجموع الحاويات في شباط من العام الماضي، عائد إلى الانخفاض غير المسبوق بحركة الحاويات برسم المسافنة التي تراجعت بشكل قياسي ايضاً حيث بلغ مجموعها 7.264 حاوية نمطية، مقارنة مع 21,108 حاوية نمطية اي بانخفاض كبير بلغت نسبته اكثر من 66%.

وكانت حركة الحاويات برسم المسافنة قد سجلت تراجعاً مماثلاً في شهر كانون الأول من العام 2021 عندما تعامل مرفأ بيروت مع 7,663 حاوية نمطية برسم المسافنة. وهو الأدنى منذ اكثر من 3 سنوات.

ولا بد من الإشارة ايضاً إلى ان عدد الايام في شهر شباط الماضي والذي هو الاقصر هذا العام (28 يوماً)، ساهم أيضاً في الانخفاض الكبير بحركة الحاويات في مرفأ بيروت خاصة والحركة الإجمالية عامة.

واللافت أن حركة الحاويات برسم الاستهلاك المحلي في مرفأ بيروت حققت ارتفاعاً في شهر شباط الماضي. فقد بلغت 18,642 حاوية نمطية مقارنة مع 16,558 حاوية في الشهر ذاته من العام الماضي اي بزيادة جيدة بلغت نسبتها 13%.

في حين تراجعت حركة الحاويات المصدرة ملأى ببضائع لبنانية في شباط من العام الحالي الى 4,903 حاوية نمطية مقارنة مع 5,719 حاوية في الشهر عينه من العام الماضي، اي بانخفاض ملموس بلغت نسبته 14%.

وبالعودة إلى الحركة الإجمالية مرفأ بيروت في شهر شباط من العام الحالي، أفادت الاحصاءات أن عدد البواخر بلغ 105 سفينة مقارنة مع 122 سفينة في الشهر نفسه من العام المنصرم، اي بانخفاض بلغت نسبته 14%.

كما تراجع الوزن الاجمالي للبضائع، فبلغ 412 ألف طن مقابل 427 ألف طن اي بتراجع محدود بلغت نسبته 4%.

في حين ارتفع مجموع السيارات المستوردة برسم الاستهلاك المحلي وتلك برسم إعادة التصدير بحراً، إلى 2.914 سيارة مستعملة وجديدة مقارنة مع 1,524 سيارة، اي بزيادة جيدة بلغت نسبتها 91%.

ولا بد من الإشارة مجدداً إلى ان تراجع حركة الحاويات برسم المسافنة في مرفأ بيروت هو شبيه بانخفاضها في مرافئ في شرق المتوسط، وذلك يعود إلى أن شركات الشحن البحري العالمية اختارت مرافئ في غرب المتوسط كمحطات لعمليات المسافنة لخطوطها القادمة من المرافئ الآسيوية عبر الممر البحري البديل والاطول والاكبر بالدوران حول رأس رجاء الصالح للتوقف فيها، بدلاً من الممر البحري الاقصر والاقل كلفة بالابحار في البحر الأحمر والعبور في قناة السويس للوصول إلى مرافئ شرق المتوسط، وذلك بسبب الهجمات المسلحة لجماعة الحوثيين على السفن الإسرائيلية أو تلك المبحرة إلى المرافئ الاسرائيلية.

فقد أظهرت الاحصاءات أن مرافئ: Valencia و Barcelona الاسبانيين وGioa Taura الإيطالي وطنجة المتوسط المغربي الواقعة في غربي المتوسط، اصبحت تسجل ارقاماً قياسية بحركة الحاويات برسم المسافنة للخطوط الشحن البحرية القادمة المرافئ الاسيوية، مقابل انخفاضها الكبير في مرفأ Piareus الواقع شرق المتوسط والذي كان يلعب كمحطة محورية لعمليات المسافنة للخطوط الشحن البحرية القادمة من المرافئ الآسيوية.

ونذكر اخيراً، ان حركة الحاويات برسم المسافنة سجلت رقماً قياسياً في مرفأ بيروت في العام 2011، عندما بلغت 449 ألف حاوية نمطية، اي ما نسبته 43 % من مجموع الحاويات التي تداولها مرفأ بيروت والبالغة 1,034 مليون حاوية نمطية، كما بلغت في العام 2018، اي قبل ما سمي بـ”ثورة تشرين الاول من العام 2019″، حيث بلغت 419 ألف حاوية نمطية اي ما نسبته 32% من مجموع الحاويات ألتي تداولها البالغة 1,305 مليون حاوية.