ثأر ابن سلمان – مسألة وقت

إسرائيل اليوم – جلال البنا – 13/2/2025 ثأر ابن سلمان – مسألة وقت
انعطافة مشوقة وقعت هذا الأسبوع بين الدولتين المسيطرتين في الشرق الاوسط، الحليفتين الاكبر للولايات المتحدة، إسرائيل والسعودية.
في اعقاب تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان الدولة الفلسطينية يمكنها ان تقوم على أراضي السعودية اذا ما رغبت السعودية في ذلك.
في السعودية يهاجمون نتنياهو بشكل شخصي، ويصفونه هناك كـ “متطرف للغاية”. هذا ليس تصريحا مميزا لنتنياهو، الذي أكثر في السنوات الأخيرة بالتباهي باتفاق التطبيع مع خمس دول عربية وفي أن مزيدا من الدول العربية ستنضم الى هذه الاتفاقات، بل ونشر انه سبق والتقى بولي العهد محمد بن سلمان.
الرد السعودي في البيانات الرسمية التي وصفت نتنياهو كـ “رئيس حكومة الاحتلال” لم يكن هو الاخر مميزا، ولأول مرة منذ سنين في وسائل الاعلام الرسمية السعودية يوجه انتقاد لاذع لإسرائيل، يركز على نتنياهو. في قسم من النقد الجماهيري يستخدم تعبير “العدو الصهيوني”، الذي غاب في السنوات الأخيرة عن القاموس السعودي بل وعن الأجوبة والردود من جانب وزارة الخارجية السعودية في سياق الحرب في غزة.
منذ بضع سنين والسعودية تمتنع عن الوقوف ضد إسرائيل علنا. تصريح رئيس الوزراء كان مثابة كسر للقواعد لكنه لم يعتبر كوقوف ضد إقامة دولة فلسطينية بل كنوع من الاستخفاف والاهانة بالسعودية، التي أعربت غير مرة عن استعداد للوصول مع إسرائيل الى اتفاق تطبيع يضم كل الدول العربية.
بتقديري، إحساس الاهانة والغضب لدى السعوديين من شأنه أن يؤدي ليس فقط الى ابعاد التطبيع الذي بدأ لتوه بين الدولتين بل والى ثأر سعودي أيضا. ابن سلمان لا ينسى خصومه.
لاعب هام جدا لم يطالب بعد بالتطرق الى المسألة الإسرائيلية السعودية هو الرئيس ترامب الذي يمكن أن يجد نفسه يدير أزمة دبلوماسية بين صديقيه وخصميه في نفس الوقت. ترامب لن يسارع الى اغضاب أو إهانة السعوديين، الذين يتوقع منهم استثمارا بحجم ميزانية دولة إسرائيل لـ 4 أو 5 سنوات، بخاصة عندما يدور الحديث عن رئيس يرى كل شيء بعين تجارية.
هذا التطور، إضافة الى خطة الترحيل لسكان القطاع والتي تؤثر على مصر والأردن، هو سبب مركزي لابعاد التطبيع بين إسرائيل والسعودية، التي اتخذت حتى الان خطوات عملية تجاه التطبيع. الخطوة الأولى والهامة هي فتح سماء المملكة لعبور طائرات إسرائيلية أدى الى تخفيض ازمنة الطيران بين إسرائيل والشرق الأقصى، وإعطاء مباركتها لخمس دول عربية وقعت على اتفاقات إبراهيم ومتعلقة بها اقتصاديا، سياسيا بل وامنيا – مثل المساعدة السعودية في اثناء الحرب للهجوم على الحوثيين في اليمن، وتغيير الحكم في سوريا.
يبدو أن حلم ترامب للتطبيع بين إسرائيل والسعودية آخذ في التبدد، والفجوة بين الدولتين تتسع في ضوء التطورات الكبرى. من الصعب الافتراض بان الاتفاق سيوقع في اثناء ولاية الرئيس ترامب، أساسا في ضوء تركيبة الائتلاف التي سترفض كل اقتراح من الدول العربية بتسوية القضية الفلسطينية. ترامب لن يسارع للتخلي عن السعودية كشريك له او أساسا كممولة لخططه. وعليه فان الاسناد لإسرائيل يمكن أن يكون محدود الضمان والتطورات يمكنها أن تسرق الأوراق.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-13 16:33:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>