اخبار لبنان

جريمة مجدل شمس.. كل أصابع الإتهام تشير الى إسرائيل

العالم مقالات وتحليلات

الكيان الاسرائيلي، اعلن وعلى الفور مسؤولية حزب الله، بأنه هو الذي قصف بصاروخ بلدة مجدل شمس، ووقع في ملعب للاطفال. وعلى الفور وكالعادة ايدت امريكا الرواية الاسرائيلية. في المقابل اصدرت المقاومة الاسلامية في لبنان بيانا، نفت علاقتها بالحادث جملة وتفصيلا.

رغم نفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث، بدأ زعماء الكيان باطلاق جملة من التهديدات، ضد لبنان، و”تدفيع حزب الله الثمن”. رافضين اي دعوات اممية ومنها دعوة الاتحاد الاوروبي، الى اجراء تحقيق، للكشف عن الجهة التي نفذت الهجوم.

للاجابة على التساؤلات التي طرحناها في المقدمة، نحتاج الى تحليل سريع لطبيعة الهدف الذي تم استهدافه، وكذلك طبيعة الجهات المتقاتلة، وهذا التحليل كفيل لارشادنا الى الجهة المتورطة بالحادث، وهي الجهة المستفيدة منه بالضرورة.

المعروف ان بلدة مجدل شمس، هي بلدة سورية، جميع سكانها من السوريين، احتلتها “اسرائيل” عام 1967، ولا يوجد فيها مستوطن واحد، ويرفض اهاليها الجنسية الاسرائيلية، ومازالوا متمسكين بجنسيتهم السورية، ويرفضون الاحتلال الاسرائيلي، ويقاومونه بشتى السبل، لذلك تعتبر البلدة مغضوب عليها اسرائيليا.

المكان الذي سقط فيه الصاروخ، هو ملعب، كان الاطفال يلعبون فيه، فالصاروخ اختار بـ”الخطأ”! من دون كل اراضي البلدة، ان يسقط على الملعب، ليحصر ضحاياه بالاطفال، لنقل مشاهد جثث الاطفال من خلال شاشات التلفزيون، لبيان بشاعة ما جرى.

اما الجهتان المتهمتان بالوقوف وراء الهجوم، فحزب الله والكيان الاسرائيلي. وفي نظرة سريعة على اداء حزب الله العسكري، خلال الاشهر الـ10 الماضية، يتأكد لنا، ان الحزب لم يخطأ مرة واحدة في استهداف اي هدف، وجميع تلك الاهداف عسكري بحتة، وهذه الحقيقة اعترفت بها حتى مراسلة شبكة “بي. بي. سي” الإخبارية البريطانية، في منشور لها في موقع “أكس”، عندما قالت ان “نمط هجمات حزب الله في الأشهر الـ10 الماضية يُظهر أنه كان يركز، بصورة أساسية، على الأهداف العسكرية”، حتى بعد كل هجوم على أهداف مدنية في الجانب الآخر الاسرائيلي”.

اما الجهة الاخرى، وهي “اسرائيل”، فهي صاحبة سجل اجرامي مقزز، فقد كانت الجريمة والاغتيالات، وسيلتها لتحقيق اهدافها، منذ ان بدات الصهيونية مخططها الاجرامي لزرع الكيان الاسرائيلي في قلب العالم الاسلامي، عبر قتل وارعاب اليهود في الدول العربية والاسلامية لدفعهم للهجرة الى فلسطين المحتلة، واتهام العرب والمسلمين بانهم وراء هذه الجرائم. وكذلك تفجير فندق الملك داود في القدس، ابان الانتداب البريطاني لفلسطين، وتسبب التفجير في انهيار قسم من المبنى، وقتل 91 شخصا، من بينهم 41 عربيا و17 يهوديا و28 بريطانيا. كما قامت العصابات الصهيونية باغراق سفينة باتريا في ميناء حيفا عام 1940 مما تسبب بمقتل 260 وإصابة 172 آخرين. كانت تحمل 1800 مهاجر يهودي غير قانوني طردوا من فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني إلى موريشيوس وترينيداد. فالصهيونية لم ترحم باليهود انفسهم، من اجل تحقيق اهدافها،فما بالك بالعرب والفلسطينيين على الخصوص، وان ما يجري اليوم في غزة، في ابادة جماعية ممهنجة ومدروسة لقتل الطفولة والامومة في فلسطين، الا بعض اوراق هذا السجل الاسرائيلي القذر.

حزب الله فرض نفسه على الجميع كطرف قوي وصادق، ولا يتوانى عن الاعتراف بالخطأ في حال ارتكابه، ولا يخشى من تبعاته، حتى بات معروفا، ان الصهاينة يصدقون نصرالله اكثر من زعمائهم. فالحزب صاحب انظف سجل في المقاومة والحروب التي خاضها قبل عام 2000 وبعده، فهو يترفع عن استهداف المستوطنين فما بالك باستهداف عرب سوريين رافضين للمحتل.

بات واضحا ان “اسرائيل” هي التي تقف وراء الهجوم، فهي ارادت تحقيق عدة اهداف من ورائه، اولا، شيطنة حزب الله. ثانيا تطهير سجلها القذر في قتل اطفال غزة. ثالثا، الانتقام من اهالي مجدل شمس، لرفضهم مخططات الاحتلال ومقاومته. رابعا، احداث فتنة، حذر منها الزعماء الدروز في لبنان وسوريا، بين ابناء المنطقة ومحور المقاومة. خامسا محاولة توريط امريكا في الحرب، في حال اصبحت شاملة، لاسيما بعد ان بات معروفا ان “اسرائيل” عادة ما تختار المناسبات العالمية، التي تحظى بتغطية اعلامية كبيرة، كما الان حيث ينشغل العالم بالالعاب الاولمبية في فرنسا، لتنفيذ مخططاتها ومآربها، ناسية ان التمترس وراء مثل هذه المناسبات، للتغطية على جرائمها والتملص منها، قد ولى بوجود محور المقاومة.

لكن حساب الحقل “الاسرائيلي” لم يأت موافقا لحساب البيدر، فامريكا، لم تنجر لنزوات نتنياهو الذي يحاول الهروب الى الامام، عبر توريطها مباشرة في الحرب، لعلمها ان “اسرائيل” ستكون في ورطة وكذلك قواعدها العسكرية، وهو ما تبين و بوضوح يوم امس الاحد، عبر موقفين لهما دلالات في غاية الاهمية، الاول، ما قاله وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، من ان بلاده “تلقت تطمينات دولية بأن الضربة الإسرائيلية على خلفية حادثة بلدة مجدل شمس ستكون محدودة وكذلك رد حزب الله عليها. والموقف الثاني يعضد الموقف الاول، حيث أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن: “مجلس الوزراء فوض بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت باتخاذ قرارات الرد الإسرائيلي في لبنان”، فيما امتنع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتطرفين عن التصويت، الامر الذي يؤكد ان الرد سيكون محدودا، لذلك وهو ما دعا بن غفير وسيموتريش الى عدم التصويت.

أحمد محمد

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-07-29 17:07:16
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading