جسور برمائية صينية جديدة استعدادًا لغزو تايوان

موقع الدفاع العربي 29 مارس، 2025: ظهرت في الآونة الأخيرة معلومات وصور أقمار صناعية تكشف عن أنظمة جسور برمائية صينية جديدة، يُعتقد أنها مصممة لدعم عمليات إنزال عسكري واسعة النطاق على تايوان. وتم رصد هذه الأنظمة لأول مرة في يناير 2025، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية انتشار ثلاث منصات برمائية ذاتية الرفع على شواطئ جزيرة نانسان بالقرب من زانجيانغ.

تم تصنيع هذه المنصات من قبل شركة CSSC Offshore & Marine Engineering Company (COMEC)، المتخصصة في صناعة السفن الحربية والسفن الداعمة للبحرية الصينية. وتتميز هذه المنصات بتصميم “jack-up barges”، وهي هياكل بحرية مزودة بأرجل قابلة للتمدد، مما يسمح لها بالوقوف بثبات في المياه الضحلة أو العميقة.

تتألف هذه الأنظمة من ثلاثة أنواع رئيسية، تختلف في الحجم والقدرة التشغيلية. النوع الأول، Shuiqiao 110 (Type 2)، يبلغ طوله 110 أمتار وعرضه 38 مترًا، ويعتمد على أربع أرجل، لكنه لا يستطيع استقبال السفن الكبيرة مباشرة، بل يعمل كنقطة عبور بين البحر والشاطئ. أما النوع الثاني، Shuiqiao 135 (Type 1)، فيبلغ طوله 135 مترًا وعرضه 35 مترًا، ويعتمد على ستة أرجل، مع منصات جانبية قابلة للتمدد لاستقبال سفن الشحن، مما يجعله مثاليًا لنقل المركبات والمعدات الثقيلة. في حين أن النوع الثالث، Shuiqiao 185 (Type 3)، هو الأكبر، بطول 185 مترًا وعرض 36 مترًا، ويمتلك ثماني أرجل ومنصة قابلة للتمدد في المؤخرة، مما يتيح استقبال السفن الكبيرة وإنزال المعدات الثقيلة إلى وحدات أصغر.

على المستوى التكتيكي، لا يُتوقع أن تُستخدم هذه الجسور في المراحل الأولى من أي هجوم، حيث سيتم الاعتماد بدايةً على سفن الإنزال البرمائية والمركبات القتالية لعبور الشواطئ. وبعد تأمين المواقع، ستدخل هذه المنصات حيز الاستخدام لنقل المعدات الثقيلة والدعم اللوجستي بسرعة وكفاءة، حيث ستكون مسؤولة عن نقل الدبابات والمركبات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي والمعدات الهندسية من السفن الكبيرة إلى الشاطئ.

تذكر هذه الجسور بتقنيات استخدمها الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، مثل “موانئ Mulberry” التي دعمت عمليات الإنزال في نورماندي، لكنها تتمتع بقدرات أكثر تقدمًا بفضل التكنولوجيا الحديثة التي توفر سرعة ومرونة أكبر في العمليات البرمائية. كما تمثل هذه الأنظمة تطورًا ملحوظًا مقارنة بالأساليب السابقة التي اعتمدتها الصين، والتي كانت تستند إلى منصات إنزال بدائية وجسور عائمة أقل استقرارًا.

ورغم إمكانية استخدامها لأغراض مدنية مثل عمليات الإغاثة الإنسانية في حالات الكوارث، إلا أن التصميم العام لهذه المنصات يؤكد أنها موجهة بالدرجة الأولى للاستخدام العسكري، وبالتحديد لدعم عمليات إنزال سريع ومنظم على الشواطئ المعادية.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top