جنبلاط: كفى استخدام إيران للبنان كساحة… ولا وجود لأمن ذاتي في الجبل (الأنباء)
كتبت “الأنباء”:
لفتَ الرئيس وليد جنبلاط إلى أنَّ “الكرة في الملعب الإسرائيلي، والموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يأتِ ليبلغني تفاصيل المحادثات بينه وبين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، بل أتى لأنه أصبح هناك عتباً عليه كونه يحصر لقاءاته بالرئيسين بري وميقاتي، لذلك قام بجولته، ولم أطلع على ما سمعه من غيري، لكنه سمع مني ضرورة تطبيق الـ 1701 وحصرية السلاح جنوب الليطاني والعودة إلى اتفاق الهدنة الذي أكّد عليه لاحقاً اتفاق الطائف، ولقد قدمت له أطروحة الديبلوماسي فريديريك هوف للتأكيد على موضوع الهدنة وأن جنوب الليطاني كانت منطقة منزوعة السلاح كما أن قسماً من شمال فلسطين آنذاك عندما سيطر عليها الجيش الصهيوني كان منزوعاً من السلاح”.
وأضاف جنبلاط في حديث لبرنامج “صار الوقت” عبر الـ”ام تي في”: الفرق بين العام 1949 و2024 هو وجود الصواريخ والمسيّرات، لذا فإنَّ تطوير اتفاق الهدنة لمنع كل أنواع السلاح من هنا وهناك مفيد ولكن الثابت هو الهدنة، لافتاً إلى أنَّ القرار 1701 يشمل كل القرارات السابقة وأهمها الطائف ويؤكد على الهدنة.
وتابع جنبلاط: عندما يقول الشيخ نعيم قاسم تطبيق الطائف يعني الالتزام بقرارات الهدنة والـ1701، قائلاً: مع كل إيماني بقدسية القضية الفلسطينية لكن يجب فصل المسارات، ولا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تستخدم لبنان في ربط المسارات من أجل تحسين شروط المناقشات حول موضوع النووي الإيراني، كفانا دماراً وخراب.
جنبلاط أكّد ضرورة اتفاق الهدنة وتعزيز قدرات الجيش يعني تطويع لواء أو لواءين بدخول الجنوب ووقف العمليات العسكرية، مشدداً على أهمية فصل المسارات ووقف استخدام الجنوب كساحة صراع لدعم غزة أو الضفة بالتفاهم مع “الحزب”، إذ أنها لم تمنع إسرائيل من إزالة أهل غزة من الوجود.
وإذ أشار جنبلاط إلى أنه يجب أن يقتنع وزير الدفاع بضرورة تطويع جنود الجيش اللبناني وعناصر الأمن الداخلي كما تخطي العقبات بهدوء وعقلانية، ولا أحبّذ إخراج بعض الوحدات من الجيش من المدن أو الجبل، من أجل مهمة الجنوب لأنه يقوم بعمل جبار في نشر الأمن وحماية المواطنين.
ورأى جنبلاط أنه يجب تطبيق وقف إطلاق النار وهذه إشارة ننتظرها من هوكشتاين خلال الـ24 ساعة المقبلة وقد تكون إيجابية وتحمل الفرج أو سلبية إذ ما من أحد يعلم ما هي النوايا الحقيقية لنتنياهو وحكومته.
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: قد نكون أمام حرب طويلة ولكن يمكننا التفاؤل بتطبيق الـ 1701 والدخول بحوار مع حزب الله بشأن السلاح مع تطوير الهدنة أو تطبيقها حينها يصبح الجنوب منطقة آمنة، لافتاً إلى أنه في ما يتعلّق بالشرق الأوسط الجديد، فأنا كلبناني أريد الحفاظ على لبنان الكبير، خلافاً لبعض المقالات التي تريد إعادتنا إلى لبنان الصغير، كما الحفاظ على الأردن وتعزيزها، ثم تحرير سوريا من الوجود الإسرائيلي والاحتلالات المتعددة، لذا يجب تصحيح مسار الحكم في سوريا إذ لا يستطيع هذا الحكم الاستمرار في سوريا الذي سماها آنذاك “المفيدة”، وما يريده نتنياهو فقد أخذه بالدم وأخذ الضفة، فرسول الولايات المتحدة الخاص تاجر عقارات والخوف أن تتم التضحية بالضفة خدمة للشرق الاوسط الجديد الذي يريده نتنياهو.
على صعيد القضية الفلسطينية، قال جنبلاط: إن القضية طويلة جداً، وانطلقنا آنذاك من مبدأ حق الكفاح المسلح وهو حقّ مقدس لكل شعب محتل، وانتقلنا إلى حوار أوسلو لكن جميع الطرقات أغلقت والعالم أجمع بعد 7 تشرين وقف ضد حماس لكن هناك شعب يحقّ له الحياة والوجود وآخر قمة عربية أعطت بصيص أمل بحل الدولتين ونعول كثيراً على جهود الأمير محمد بن سلمان والعالم العربي والإسلامي وبعض الأصوات في الغرب، منها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اختلف مع نتنياهو وذكره بأنهم وجدوا من خلال قرار دولي من الامم المتحدة.
ورداً على سؤال، أشار جنبلاط إلى أنه لا بد من سوريا جديدة بعد مرحلة انتقالية كي تحكم بشكل جديد وإن طريقة بشار الأسد في الحكم دمرت سوريا، ولا أريد المزايدة في هذا الموضوع إذ إن الوضع حساس جداً، لكن كفى جعلها ورقة تفاوض احتلال، لذا لا بد من إزالة الاحتلالات في سوريا بحكم جديد.
على صعيد آخر، قال جنبلاط: من أجل إشراك السلاح في الدولة، يجب أن يشكل منه لواء أو لواءين في الجيش بعد خلط العناصر، إذ لا يمكن العمل على الوية محض طائفية وهذا ما كان في الماضي أيام الحرب اللبنانية في السبعينيات والثمانينات، وسلمنا سلاحنا في السابق إلى الدولة السورية وقسماً منه إلى الجيش وأعتقد أن القوات أعطت سلاحها إلى دولة أجنبية والباقي سلم السلاح إلى الجيش اللبناني.
وفي سياق منفصل، لفتَ جنبلاط إلى أننا نتحاور من خلال مجلس النواب مع مَن يحضر من نواب حزب الله حول موضوع تنظيم الإيواء وحل بعض المشاكل التي تحصل وكيفية مساعدة النازحين، وهي النقطة الأساسية، أما المواضيع الأخرى فلا يمكننا سؤالهم عنها لأنهم معرضون للخطر، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار مشروط بعدم الاعتداء الإسرائيلي في أية لحظة.
وتابع جنبلاط: لا بد من التوصل إلى اتفاق سياسي مع “الحزب” بشأن السلاح، وإذا لم يمكن بإمكاننا محاورته في لبنان سيكون هناك ضرورة لأن يتحدث أحدهم مع الجمهورية الإسلامية، لذلك أهمية التطويع، وفي الماضي تم إنشاء ألوية الحدود التي يجب تعزيزها، لافتاً إلى أن الرئيسين بري وميقاتي يقومان بجهود جبارة في ما يتعلق بموضوع اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق الهدنة والرئيس ميقاتي يقوم بجهد استثنائي في محاولة إدارة الحكم لكن لا بد من انتخاب رئيس يمثل كل لبنان ويعيد الحياة إلى الجهاز التنفيذي.
وإذ أكّد جنبلاط أن لا وجود لأمن ذاتي في الجبل، بل هناك تعاون كامل مع كلّ الأجهزة الأمنية لحلّ جميع المشاكل الاجتماعية وغيرها للنازحين، مثنياً على مجلس الجنوب الذي يقوم بعمل جبّار في ما يتعلق بالنازحين.
ولفتَ جنبلاط إلى أنَّ جرح الطائفة الشيعية عميق، ولكنها جزءاً أساسياً من لبنان وأي افتراضيات في أنها قابلة للتهجير والعودة إلى لبنان الصغير كما أسمع من بعض الأصوات، الذي ضم آنذاك جبل عامل أمر يعمّق الشرخ، مشيراً إلى أن القيود على تسليح الجيش يأتي من الولايات المتحدة الأميركية التي هي المصدر الأساسي لتسليح الجيش اللبناني.
وأضاف جنبلاط: وردني أن بعض زوّار واشنطن طالبوا بفرض عقوبات على الرئيس برّي، وليتفضلوا ويتحدثوا مع النواب اللبنانيين هناك ويطالبونهم بضرورة تزويد الجيش بسلاح متطور، فلدينا جيش قوي في حماية الحدود وتطبيق القرار 1701.
وحول العلاقات مع القوات اللبنانية، كشف جنبلاط عن تواصل ولقاء مرتقب مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير، مشيراً إلى أنني لا أحكم من بعيد على أن جعجع يعيد النظر في تقسيم الطائف، ولكن لفتي أحد التصريحات وصححه اليوم، حيث قال إنه يريد أن ينتخب رئيس من دون المكون الشيعي، واعتقد أن هذه هفوة لسان”، مضيفاً “من الأفضل أن أسمع منه وأزوره وأذهب الى غيره ليس لدي مانع، لننطلق من تطبيق الطائف والهدنة ووقف اطلاق النار وهذا يكفي”.
ورداً على سؤال، قال جنبلاط: “لا بد من الحوار، واعتقد ان الجو اليوم مؤاتٍ، وهناك انطلاقة جديدة لذا يكفي استخدام لبنان لأجندات اجنبية”.
ورداً على سؤال حول الملف الرئاسي، قال جنبلاط: “لن أدخل بالاسماء ولن اسمي اي إسم، مضيفاً: لا ندخل بالمجهول في تغيير النظام، لنطبق ما تبقى من اتفاق الطائف، لافتاً إلى أنه من “سابع المستحيلات” إلغاء الطائفية السياسية في لبنان لأنّ هذا الأمر يعود إلى نظام الملل الذي أرسته السلطنة العثمانيّة، وتبناه الانتداب الفرنسي، فلنثبت اللامركزية الادارية التى سأناقشها مع جعجع.
وحول معاهدة السلام مع اسرائيل، قال جنبلاط: عندما أقول معاهدة تثبيت الهدنة يعني حرب مجمدة، مؤكداً أن لا معاهدة سلام مع اسرائيل احترامًا لالتزامنا بالقضية الفلسطينية ولن نستسلم بعد كل ما حل من الدمار.
وقال جنبلاط: “أيد كمال جنبلاط وأيّدته واليسار اللبناني والعالم أجمع باستثناء إسرائيل وأميركا حق الشعب الفلسطيني بالكفاح المسلّح والاستقلال لن أعود عنه فهذا حق للشعوب”.
وتابع “لا بد من رئيس جمهورية، وبرأيي علينا انتخاب رئيس يُشكّل حكومة وفاق وطني”، مشيراً الى أن “لا أحد في هذا البلد يُلغي الآخر وسنعود جميعاً الى الـ1958 عندما قال صائب بيك سلام لا غالب ولا مغلوب، وقال كمال جنبلاط آنذاك جمال التسوية”.
على صعيد منفصل، قال جنبلاط: أتمنى على دروز فلسطين أن لا يتدخلوا في شؤوننا، ويهتموا في شؤونهم والعكس صحيح، وهم لهم ظروفهم منذ العام 1948 ولنا ظروفنا، ونحن مُكوّن أساسي في لبنان، وكان الدور الاساسي العربي لبني معروف انطلاقاً من جبل لبنان ثم جبل العرب مع سلطان باشا الاطرش، وبالتعاون مع الجهات اللبنانية ومع المخابرات والعمائم البيضاء والقيادات الدرزية اجتمعنا في بعذران وسنعالج الموضوع”.
وأضافَ “لا أخاف من الفتنة وصدر تهديد لي في أحد المواقع وهذا “شغل مخابرات”. ولا اعتقد ان هذا الموقع درزي”، متسائلاً “من أين ظهر هذا الموقع؟ هناك تشكيك بي وبدوري التاريخي، وهناك تهديد”.
وعن التمديد لقائد الجيش قال جنبلاط: أعتقد اتفق على التمديد لقائد الجيش ورؤساء الأجهزة لمدة عام.
وتابع جنبلاط “عندما تدخل الآلة العسكرية، الجيش اللبناني تحت أمرة الدولة، أصبح قرار السلم والحرب لدينا، وتطبيق الطائف والهدنة وكل القرارات السابقة واللاحقة”.
وختمَ جنبلاط “نتمنى أن تثمر جهود الرئيسين بري وميقاتي وأن تؤدي الى وقف اطلاق النار، ومن ثُمّ كل شيء على بساط البحث، ولذلك يبقى أهم شيء هو انتخاب رئيس للجمهورية”
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :otv.com.lb
بتاريخ:2024-11-22 08:21:00
الكاتب:Multimedia Team
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي