جندي من جيش التحرير الشعبي الصيني يمشي مع كلب آلي مسلح بمدفع رشاش أثناء تدريبات عسكرية

موقع الدفاع العربي 27 ماي 2024: انتشر على نطاق واسع مقطع فيديو لجندي من جيش التحرير الشعبي الصيني يمشي مع كلب آلي مزود بمدفع رشاش. ويقال إن الفيديو من التدريبات العسكرية بين الصين وكمبوديا.

الفيديو، الذي تمت مشاركته على موقع X (تويتر سابقًا)، يحمل عنوان “جندي صيني من جيش التحرير الشعبي يمشي مع كلبه الآلي المسلح”. لقد اجتذب الاهتمام بسرعة، حيث حصد أكثر من 227 ألف مشاهدة و1300 إعجاب.

ويأتي ظهور الفيديو بينما تجري الصين تدريبات عسكرية حول تايوان. وقد فسر العديد من المحللين التدريبات على أنها اختبار لقدرة جيش التحرير الشعبي على بسط سيطرته على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وأثار الفيديو تكهنات بأن التكنولوجيا الروبوتية يمكن أن تكون محورية في أي صراع محتمل بشأن تايوان. ومع ذلك، فإن الآراء حول فعالية الكلب الآلي منقسمة.

وقد تساءل بعض المتشككين عما إذا كان الروبوت قادرًا على الحفاظ على الدقة أو البقاء في وضع مستقيم بعد إطلاق الطلقات، نظرًا للوزن الإضافي والارتداد من البندقية المثبتة. ومع ذلك، يرى آخرون أن هذه الروبوتات هي أصول محورية في الغزو المحتمل لتايوان.

Chinese PLA soldier walking with his armed robot dog. pic.twitter.com/KPsA2oL1eT

— Clash Report (@clashreport) May 23, 2024

وبحسب ما ورد جاءت اللقطات من “التنين الذهبي”، وهي أكبر مناورة عسكرية مشتركة على الإطلاق بين الصين وكمبوديا.

وتشمل التدريبات التي تستمر 15 يومًا، من 16 إلى 30 مايو، 14 سفينة حربية ومروحيتين و69 مركبة مدرعة ودبابة، وتتضمن تدريبات بالذخيرة الحية ومكافحة الإرهاب والإنقاذ الإنساني. وتجري التدريبات في مركز تدريب بعيد في وسط كمبوديا وقبالة ساحل البلاد.

وقد تلقت كمبوديا، الحليف الوثيق للصين، مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية، مما أثار مخاوف في واشنطن بشأن نفوذ بكين المتزايد في المنطقة. سبب القلق هو القاعدة البحرية الكمبودية التي تقوم الصين بتطويرها على خليج تايلاند.

ويبرز تمرين “التنين الذهبي” بشكل بارز ما يسمى “الكلاب الآلية”: روبوتات ذات أربع أرجل يتم التحكم فيها عن بعد ومزودة ببنادق آلية مثبتة على ظهورها.

لكن خلال التظاهرة التي حضرها صحافيون ومسؤولون عسكريون، ظهرت الكلاب الآلية وهي تسير مقيدة ولم تظهر قدراتها على إطلاق النار.

وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الجيش الصيني مثل هذه التكنولوجيا.

ونشر حساب Clash Report الشهير مقطع فيديو من عام 2023 يُظهر كلبًا آليًا مسلحًا تابعًا لجيش التحرير الشعبي الصيني إلى جانب جنود أثناء تدريب. وفي الفيديو، كان الكلب الآلي أول من دخل منطقة خطرة، يليه الجنود.

تكنولوجيا الكلاب الآلية في الصين

تتطور الحروب الحديثة بسرعة، حيث يلعب التقدم التكنولوجي دورًا متزايد الأهمية. وفي طليعة هذه الابتكارات توجد الكلاب الآلية المسلحة. وفي هذا المجال برزت الصين كقوة مهيمنة، حيث أظهرت تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.

في البداية، كانت الكلاب الآلية الصينية متأخرة عن نظيراتها الأمريكية في التطور التكنولوجي، وقد قطعت خطوات كبيرة، مما أدى إلى تضييق الفجوة إلى حد كبير.

تتميز هذه الكلاب الروبوتية بقدرات مثيرة للإعجاب، بما في ذلك القدرة على التنقل على السلالم، وأداء الأعمال البهلوانية مثل الشقلبة الخلفية، واجتياز التضاريس الصعبة مثل مقالب القمامة أو الغابات الاستوائية المطيرة، والحفاظ على التشغيل المستمر لمدة أربع ساعات تقريبًا أثناء حمل حمولة 20 كجم.

إحدى الشهادات البارزة على تقدم الصين في هذا المجال حدثت في عام 2023 عندما استخدم مشاة البحرية الأمريكية كلبًا آليًا صيني الصنع أثناء اختبار إثبات المفهوم. أظهر النظام رباعي الأرجل، Unitree Go1، قدرته على الحركة والمناورة وقدرات حمل الحمولة وإطلاق سلاح M72 الخفيف المضاد للدبابات (LATW) من ظهره.

على الرغم من هذا العرض، من الضروري ملاحظة أن الجيش الأمريكي لا يسعى بالضرورة إلى الحصول على أعداد كبيرة من الكلاب الآلية الصينية الصنع. من المحتمل أن يتم اختيار Unitree Go1 نظرًا لقدرته على تحمل التكاليف وسهولة الحصول عليه. سعرها أقل من 3000 دولار بالإضافة إلى الشحن.

وفي المقابل، فإن الروبوتات رباعية الأرجل الأكثر تطوراً، مثل بوسطن ديناميكس سبوت Boston Dynamics Spot الأمريكية الصنع، تباع بسعر 60 ألف دولار تقريباً وليست مخصصة للتطبيقات العسكرية، حيث تعارض الشركة بشدة تسليح الروبوتات الخاصة بها.

وبينما استخدم الجيش الأمريكي في وقت سابق كلبًا آليًا من شركة بوسطن ديناميكس لإزالة الألغام في أوكرانيا، فإنه لا يزال حذرًا بشأن النشر الواسع النطاق للمنصات رباعية الأرجل. وينبع هذا التردد من المخاوف بشأن مستويات الضوضاء والتحديات اللوجستية، على الرغم من المحاولات السابقة لاستخدام البغال الآلية التي يعود تاريخها إلى عام 2004.

لا تقتصر الكلاب الآلية الصينية المسلحة على الاشتباكات العسكرية الأمريكية فقط. في عام 2022، عرضت شركة في سانت بطرسبرغ كلبًا آليًا مسلحًا مزودًا بقاذفة صواريخ مضادة للدبابات للجيش الروسي، استنادًا إلى نفس المنصة الصينية الصنع التي يستخدمها مشاة البحرية الأمريكية.

وبعيداً عن الصين والولايات المتحدة، تدخل دول أخرى أيضاً المعركة. على سبيل المثال، قام الجيش الهندي بتطوير كلبه الآلي الذي يطلق عليه اسم معدات ذات أرجل متعددة الأغراض (MULE). تم الكشف عن هذه التكنولوجيا خلال ندوة نورث تك 2023، وهي مصممة لدعم مهام المراقبة والقتال في التضاريس الصعبة في المنطقة.