حرب غزة: قصف “عنيف ومباشر” على مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، وغارة جوية على مدرسة للنازحين
قالت هيئة الدفاع المدني في غزة إن الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية مساء السبت وحتى صباح الأحد أسفرت عن مقتل 28 فلسطينياً على الأقل، وذلك بالتزامن مع أمر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفى كمال عدوان في الشمال.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان إن 13 فلسطينياً على الأقل قتلوا في غارة جوية على منزل في دير البلح وسط غزة يعود لعائلة أبو سمرة، بالإضافة إلى مبنى مدرسة في الشمال.
ووجه الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة نداء استغاثة عاجل السبت، إثر تعرض المستشفى لقصف مدفعي وإطلاق نار من الدبابات الإسرائيلية مباشرة ودون سابق إنذار على حد قوله.
وأكد في تسجيل صوتي أرسله لمجموعات أخبار محلية بأن الرصاص والنيران اخترقت جدران الأقسام المختلفة ومنها قسم العناية المركزة وقسم الاستقبال وحضانات الأطفال وأنها تسببت في أضرار جسيمة وعدة إصابات.
ووصف الهجوم بأنه غير مسبوق وغير طبيعي موضحاً أن الطواقم الطبية تتجمع في مكان واحد في أوضاع صعبة، وأن ما يحدث هو استمرار لمسلسل القتل وناشد العالم بالضغط ووقف كل ما يجري.
وقال الدكتور أبو صفية “الجيش الإسرائيلي يطالبنا بإخلاء المستشفى فورا. فيما يتواجد به أكثر من 80 مريضا وجريحا”.
من جانبها تحدثت وزارة الصحة في غزة في بيان عن قصف مكثف وعنيف على المستشفى، “يحدث بطريقة غير مسبوقة وبدون أي سابق إنذار على قسم الرعاية والحضانة”.
وأشارت إلى أن القصف بالقنابل والمتفجرات ونيران الدبابات، يستهدف أقسام المستشفى مباشرة رغم أن الطواقم والمرضى داخل أقسام المستشفى.
وحملت الوزارة “العالم المسؤولية عما يحدث” مطالبة إياه بتحمّل مسؤولياته تجاه معاناة سكان غزة، مضيفة أنهم يتعرضون للهجوم أمام أعين الجميع، بينما يشاهد العالم بأسره ومن دون تدخل من أحد، وفق البيان.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات إسرائيلية نسفت، السبت، عدة مبان سكنية في رفح، جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من مروحيات.
غارات إسرائيلية متفرقة
قالت هيئة الدفاع المدني في غزة إن ثمانية بينهم أربعة أطفال قتلوا في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي أسرا نازحة في مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الغارة استهدفت مسلحين من حماس يقول إنهم يعملون من مركز قيادة داخل المدرسة، مضيفاً أن مسلحي حماس استخدموا المكان للتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية وتنفيذها.
وقال مسعفون في مدينة غزة إن أربعة فلسطينيين قتلوا عندما أصابت غارة جوية سيارة، كما قتل خمسة فلسطينيين آخرين على الأقل في غارتين جويتين منفصلتين في رفح وخان يونس جنوب القطاع، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن مسعفين
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن غارة ليلية قتلت ثلاثة أشخاص في رفح في الجنوب، بالإضافة إلى غارة أخرى لطائرة مسيرة في وقت مبكر من صباح الأحد أصابت سيارة في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وأكدت المصادر الطبية الفلسطينية أن الهجمات أسفرت عن إصابات خطيرة في “صفوف المدنيين”، في وقت تكثف فيه الفرق الطبية جهودها لنقل الجرحى إلى المستشفيات.
وفي إحصائية غير نهائية لضحايا الحرب في قطاع غزة، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد القتلى بلغ 45.227، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما وصلت الإصابات إلى 107.573، “لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم”، وفق الوزارة.
الفصائل الفلسطينية: اتفاق وقف النار في غزة بات “أقرب ما يمكن”
أعلن مسؤول فلسطيني بارز في تصريحات لبي بي سي، أن محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة قد اكتملت بنسبة 90 في المئة، إلا أن هناك بعض القضايا الرئيسية التي ما زالت بحاجة إلى حل.
وأشار المسؤول إلى تفاصيل المناقشات الجارية في الدوحة، وتشمل إمكانية إنشاء منطقة عازلة بعرض عدة كيلومترات على طول الحدود الإسرائيلية مع غزة.
وأوضح المسؤول أن هذه القضايا عند تسويتها، يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل في غضون أيام.
ومن المفترض أن تتضمن المراحل الأولى تبادل 20 فلسطينياً من المعتقلين في إسرائيل مقابل كل جندية يفرج عنها.
وسيطلق سراح الرهائن الإسرائيليين على مراحل، إذ قد تحتاج حماس لتحديد أماكن بعض الرهائن المفقودين. ومن بين 96 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، يُعتقد أن 62 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
كما سيتضمن الاتفاق السماح بعودة المدنيين إلى شمال غزة، تحت إشراف مصري وقطري، بالإضافة إلى إدخال حوالي 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى القطاع.
وفي المرحلة الأخيرة من الاتفاق، التي من المتوقع أن تُنهي الحرب المستمرة منذ 14 شهراً، ستُدير غزة لجنة فنية محلية مكونة من مختصين لا ينتمون إلى أي فصائل سياسية، ويحظون بدعم جميع الأطراف الفلسطينية.
وفي القاهرة، بحث قادة حركات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطينيين الجمعة مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن والمسجونين، مع إسرائيل، بحسب بيان صادر عن حماس اليوم السبت.
وجددت الحركة في بيانها التأكيد على أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقفت إسرائيل عن وضع اشتراطات جديدة.
وأضافت الحركة أن الفصائل الثلاثة اتفقت على اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.
ولم تصدر أي تصريحات او بيانات عن الجانب المصري بخصوص لقاء الفصائل الثلاثة في القاهرة في وقت نقلت فيه تقارير إعلامية عربية وأجنبية عن مصارد مختلفة خلال اليومين الماضيين، عن وجود عقبات في مسار المفاوضات الهادفة لإنجاز صفقة تبادل جديدة ووقف إطلاق النار في غزة، رغم ما تردد في السابق عن انفراجة محتملة.
وتجددت المباحثات في العاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع الماضي، وسط أنباء عن تقدم في تضييق الهوة بين إسارائيل وحركة حماس، وقد غادر مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية الدوحة دون إعلان عن أي تقدم في هذا المسار.
ويأتي لقاء الفصائل الثلاثة في القاهرة بعد أسبوعين من إعلان حركة “فتح” رفضها مقترح تشكيل “اللجنة المجتمعية لإسناد قطاع غزة”، الذي عرضته مصر على الفصائل الفلسطينية خلال اجتماعات جرت بالقاهرة في الأسابيع القليلة الماضية .
وكان القيادي في فتح، عبد الله عبد الله، قال في تصريحٍ صحفي في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الحالي إنّ حركته وبعد نقاشٍ عميق أبلغت مصر رسميًا، رفضها مقترح تشكيل “لجنة الإسناد”؛ لأنه من وجهة نظرها “يُكرس الانقسام بين شطري الوطن قطاع غزة والضفة الغربية، وفق “وكالة سند للأنباء”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن إسرائيل تشترط في إطار مفاوضات صفقة التبادل “عدم الإفراج عن كبار السجناء الفلسطينيين إلى الضفة الغربية المحتلة، بل نقلهم إلى الخارج”.
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي تأكيده حدوث تقدم في المحادثات، مشيرًا إلى أنها “تسير في الاتجاه الصحيح”.
ورغم التفاؤل الحذر الذي يحيط بهذه المفاوضات، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الوسيط الأمريكي غادر الدوحة عائداً إلى الولايات المتحدة بعد يوم واحد فقط من المباحثات.
وأكد مصدر من الوفد الأمريكي أن العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق تشمل عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، إضافة إلى هوية السجناء الفلسطينيين المشمولين بالإفراج.
كما لا تزال هناك قضايا عالقة بين الطرفين، أبرزها؛ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وإدارة المعابر، ومستقبل الحكم في غزة بعد الاتفاق.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن بعض عائلات الرهائن الإسرائيليين تلقوا مؤشرات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق أولي مع حركة حماس خلال الأيام العشرة المقبلة.
وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن قائمة السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى قد “جرى الانتهاء من إعدادها”.
مجدلاني يدعو الأحزاب المشاركة في مؤتمر الاشتراكية الدولية “لحماية وإنفاذ حل الدولتين”
دعا الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، اليوم السبت، الأحزاب المشاركة في مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد في العاصمة المغربية الرباط، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات وخطوات لحماية وإنفاذ حل الدولتين، وخصوصا الأحزاب الحاكمة وفي المقدمة منهم رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز.
وشكر مجدلاني خلال كلمته أمام المؤتمر، سانشيز على مبادرته مع عدد من الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، طبقا لقرارات الشرعية الدولية، والعمل مع الدول كافة لحصول فلسطين على حقها الطبيعي لأن تكون عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة كسائر الشعوب والدول.
“كل طرق غزة تؤدي إلى الموت”
أكدت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في غزة ضمن ظروف مأساوية، محرومين من الاحتياجات الأساسية وسط تدهور الأوضاع.
وقالت ووتريدج: “السكان لا يستطيعون الهروب، ويبدو أن كل طريق يؤدي إلى الموت”، في إشارة إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة.
من جانبها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية الجماعية لإنهاء معاناة الأطفال في غزة، حيث تُعد الحرب “حرباً على الأطفال”، والذين يتحملون أكبر وطأة من “الانتهاكات الوحشية” لحقوقهم، وفق المنظمة.
وأشارت روزاليا بولين، مسؤولة الاتصالات في المنظمة، إلى أن أكثر من 14.500 طفل قتلوا في الحرب، فيما لا يزال العديد منهم يعانون من الإصابات والدمار.
وفي ظل حلول فصل الشتاء، يعاني الأطفال من البرد القارس وهم حفاة الأقدام، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، وفق بولين.
وقالت اليونيسيف إن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها للتدفئة، وسط انتشار الأمراض في ظل نقص الخدمات الصحية وهجمات مستمرة على المستشفيات.
من جانب آخر، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الوضع الإنساني يزداد صعوبة مع تدهور الأحوال الجوية، حيث أن الوكالة تواجه صعوبة في توفير المساعدات الأساسية، مع وجود إمدادات غذائية في الخارج تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر، مما يجبر العاملين في المجال الإنساني على اتخاذ قرارات صعبة بين توفير الغذاء أو المأوى للسكان المحاصرين.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.bbc.com
بتاريخ:2024-12-22 11:00:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>