حماس تشدد مواقفها بضغط السكان في غزة وتخاطر باعطاء ذخيرة لخطة ترامب

هآرتس – جاكي خوري – 13/2/2025 حماس تشدد مواقفها بضغط السكان في غزة وتخاطر باعطاء ذخيرة لخطة ترامب
بيان حماس امس بخصوص أن بعثة للمنظمة وصلت الى القاهرة وبدأت في لقاءات مع كبار رجال المخابرات المصرية، يثبت بأن حماس لا تنوي تحطيم الادوات والتسبب بانهيار وقف اطلاق النار. على رأس البعثة، التي حسب البيان من شأنها أن تتناول تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، يقف رئيس طاقم المفاوضات، خليل الحية، الذي منصبه الرسمي هو رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع. الحية هو الرجل المسيطر على كل عملية المفاوضات، والذي يتواصل مع من بقوا من كبار قادة حماس في القطاع وعلى رأسهم محمد السنوار. استدعاء الحية يدل على أن الحوار الذي يجري هو حيوي، بل وحاسم، من اجل تثبيت وقف اطلاق النار.
النبضات التي تم تطبيقها في المرحلة الاولى في الصفقة تثبت أنه في حماس ما زالت توجد هيكلية قيادة وعلاقة مستمرة بين قيادة الميدان في القطاع وبين مكتب حماس السياسي في الدوحة. بطبيعة الحال هذه العلاقة تعززت بعد دخول وقف اطلاق النار الى حيز التنفيذ، وشعور رؤساء حماس هو أنهم في أمان على الاقل بشكل مؤقت، الى حين انتهاء الصفقة.
سواء اعترف بذلك رؤساء حماس أم لا، فانها كمنظمة تضررت بشكل كبير جدا. قدراتها العسكرية، خاصة تهديد الصواريخ على اسرائيل، وامكانية تنفيذ خطط هجومية خارج حدود القطاع، تعرضت لضربة شديدة. حماس تحاول الآن مواصلة اظهار حضورها على الارض، سواء عن طريق قوات الشرطة أو من خلال استعراض للقوة العسكرية امام العدسات كما ظهر في عمليات تحرير المخطوفين حتى الآن. حماس تفعل ذلك على طول القطاع، من جباليا في الشمال وحتى مدينة غزة، ومرورا بدير البلح في الوسط وانتهاء بخانيونس في الجنوب.
هذا الحضور مهم جدا في صراع السيطرة على القطاع، لكن هامش المناورة في المفاوضات التي تجري بين القاهرة والدوحة يبدو أنه محدود ازاء التحديات الداخلية والاقليمية التي تواجه قيادة حماس في القطاع وخارجه. في الساحة الداخلية يزداد ضغط السكان، وهو يتمثل بالاساس بالمطالبة بادخال المساعدات الانسانية. الجو الماطر في القطاع يؤكد النقص الكبير في الخيام والكرفانات ويزيد ضائقة المهجرين، ومنظومات حيوية على رأسها المنظومة الصحية، تجد صعوبة في العمل بدون توفير المعدات بشكل منظم. كل ذلك اجبر رؤساء حماس على القيام بعملية متطرفة واصدار البيان بشأن تأخير تحرير المخطوفين. مع ذلك، في حماس اختاروا اصدار هذا البيان قبل خمسة ايام على موعد اطلاق سراح المخطوفين في يوم السبت القادم، من خلال ادراك الاخطار التي تنطوي على هذه الخطوة. مثلما ثبت فان هامش الزمن يمكن أن يسمح للاطراف، بالاساس دول الوساطة، العمل بشكل كثيف من اجل التوصل الى صيغة تعيد الصفقة الى مسارها.
في حماس يدركون جيدا أن التصميم على موقفهم يمكن بسهولة أن يسمح لاسرائيل بالعودة بشكل سريع الى هجمات كثيفة في القطاع، ومع ادارة مثل ادارة ترامب وخطته لطرد سكان غزة فانه يجب عدم توقع وجود أي أحد يوقف اسرائيل.
في حماس يواجهون معضلة قضية المساعدات الانسانية. هم يدركون أنه اذا تفاقم الوضع الانساني اكثر في القطاع بسبب ضغط اسرائيل العسكري أو بسبب تجميد ادخال المساعدات، فان صور السكان الذين يعانون فقط ستعزز ادعاء ترامب بخصوص الاخلاء. مشهد الاطفال الجائعين والذين يرتجفون من البرد يمكن أن يزيد على مصر والاردن الضغط من اجل تبني الخطة. حماس ستضطر الى التقرير هل ستتنازل في قضية ادخال المساعدات وحجمها ومنع هذا المشهد، أم أنها ستتشدد في مواقفها على أمل أن تستخدم مصر والاردن ودول عربية اخرى الضغط من اجل زيادة ادخال المساعدات وتحقيق تحرير المزيد من المخطوفين.
هذه المعضلة ليست فقط معضلة قيادة حماس، بل هي معضلة مشتركة لكل من يتعامل مع قطاع غزة. تنفيذ الصفقة بكل مراحلها وادخال المساعدات فقط يعزز سيطرة حماس على الارض، في حين أن اسرائيل والولايات المتحدة تسعى الى انهاء حكمها. في المقابل، مصر والاردن، اضافة الى السعودية، تبحث عن خطة تقنع الرئيس ترامب بأنه يمكن اعادة اعمار القطاع مع وجود السكان وبدون اخلائهم، وذلك من اجل ازالة السيف الامريكي عن اعناقهم.
في خارطة المصالح المفتوحة الآن على طاولة المفاوضات لا يوجد التقاء مصالح، بل تصادم. حماس تريد السيطرة، في حين أن اسرائيل تبحث عن طريقة لانهاء حكمها هناك وحتى اخلاء سكان القطاع. في مصر وفي الاردن يحاولون منع طرد الغزيين على حسابهم، لكنهم يحذرون من خطوات يمكن أن تزيد من قوة حماس وتبعد اكثر السلطة الفلسطينية، التي توجد بالاسم فقط، وحتى الآن هي لم تؤثر حتى بالقليل جدا في العمليات في المنطقة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-13 16:16:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>