خطأ الفلسطينيين الأكبر هو أنهم موجودين أصلا

هآرتس – عودة بشارات – 24/2/2025 خطأ الفلسطينيين الأكبر هو أنهم موجودين أصلا
تقريبا بعد كل مقال اكتبه ضد سياسة الحكومة يقومون بالاحتجاج ضد ويقولون: ماذا، هل لا يوجد لديك شيء ضد الفلسطينيين؟. للوهلة الاولى هم على حق، لأن أي شخص متصالح مع نفسه يجب عليه في البداية انتقاد العيوب التي توجد لديه. هذا موقف صحيح وأنا أعمل بهذه الروحية. عندما أكتب باللغة العربية أنا أتطرق الى الامور السلبية في المجتمع العربي وانتقدها بشدة. لا يوجد لدي أي تبجح لملاطفة “أنا” شعبي. الشاعر محمود درويش كتب: “عندما اصبحت كلماتي عسل الذباب غطى شفتي”.
في المقالات التي كتبتها باللغة العربية قمت بادانة العمليات بشدة. أنا كتبت ضد الانظمة الديكتاتورية العربية وتعرضت لانتقادات شديدة عندما وقفت باصرار ضد نظام الاسد، حتى في عهد حافظ الأب. للأسف، هناك من رأوا في الاسد ونظامه قائدا للقومية العربية. وأنا رأيت فيه ديكتاتورا فاسدا ومتعطش للدماء.
في المقابل، الآن لا يمكن تمييز شفاه معظم العاملين في الاعلام العبري، لأنها مغطاة بطبقة من الذباب بسبب العسل الذي يخرج من افواههم، ويتساوق مع القوات الظلامية في المجتمع اليهودي، ظلامية التحريض وتبلد الحواس.
باستثناء انتقاد بنيامين نتنياهو فانه لا يوجد لديهم أي تحفظ على الاحتلال والقتل الجماعي في قطاع غزة، بعد ذلك توجد لديهم الوقاحة للطلب من الشخصيات العامة العربية ادانة جرائم حماس، التي هي وبحق تستحق الادانة. النفاق في هذا الطلب يصرخ الى عنان السماء. لأنه باستثناء ميكروفون الادانة – تقريبا جميع ميكروفونات الاذاعة والتلفزيون والصحف مغلقة أمام العرب.
أنا مضطر الى التذكير بأنني أكتب في صحيفة اغلبية قراءها هم من اليهود حول الموضوع على جدول اعمال المجتمع الاسرائيلي. وبصفتي مواطن في الدولة (إلا اذا كان هناك شخص يعتقد غير ذلك) فان عنواني هو حكومة اسرائيل ومؤسساتها. وأنا احاول بقوتي الضئيلة أن اعبر عن موقفي حول هذا الشأن. من يريد “آراء” تداعي “الأنا” القومية للمجتمع اليهودي، باسلوب أن اليهود ضحايا وأن العرب برابرة فليبحث عن شخص آخر ليفعله.
اضافة الى ذلك أنا لا أكتب من اجل الاغضاب، واذا كان ذلك هو ما يحدث فانه بسبب الوضع الصعب الذي نعيش فيه؛ وكيف أنا بنفس الدرجة اكتب ايضا امور مشجعة، لأنه في نهاية المطاف الحياة بدون أمل ليست حياة – طوال الوقت أنا أبحث عن الشرخ في سور الكآبة الموجود حولنا. ذات مرة حتى أنني قمت بمدح نتنياهو الذي قال في أحد الافلام القصيرة أمور جميلة عن المواطنين العرب. اذا واصل ذلك، كتبت، فأنا سأصبح عاطل عن العمل.
في مرة اخرى، بعد أن رأيت اطفال يهود وعرب وهم يغنون معا، ولم يكن بالامكان معرفة من هو العربي ومن هو اليهودي، كتبت عن “الزهرة اليهودية – العربية”. اذا وقفت امام زهرة سأقوم بريها، أنا مثل كثيرين اعمل على زراعة الأمل، مثلما قال محمود درويش.
مع ذلك، ازاء المطالبة المتزايدة، نحن الكُتاب العرب سنشير الى السلبيات لديها، وهاكم انتقادي:
الخطأ الرئيسي لنا، نحن الفلسطينيون، هو أننا موجودون أصلا. أنا غاضب جدا على آبائي. لو أنهم لم يكونوا موجودين لما كانوا سيطردونهم من قرية معلول. لأنه لا يمكن طرد مواطنين غير موجودين. ويمكن المواصلة: لو أنه لم يكن فلسطينيون في قطاع غزة لما كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيكلف نفسه عناء وضع خطة لطرد اشخاص غير موجودين، ووزير الدفاع السابق ما كان ليأمر بتجويعهم.
صحيح أننا حادثة تاريخية تنغص على حياة اليهود، وحتى أنها تسبب لبعضهم المثول في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. لذلك، في التجسد القادم سنطلب من اخوتنا اليهود البحث عن مكان آخر لا توجد فيه مثل هذه المصيبة البائسة التي تسمى الفلسطينيين. ويفضل أن لا يكون عرب حولنا على الاطلاق.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-24 17:13:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>