عين على العدو

دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية فشلت في تقديراتها

يديعوت احرونوت 28/2/2025، ناحوم برنياع: دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية فشلت في تقديراتها

دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية “امان” هي المقدر الوطني عندنا: الوحدة النوعية التي مهمتها في الجيش هي استشراف المستقبل. عندما يبحث وزير الدفاع، رئيس الأركان ورئيس أمان في مسائل من معنا ومن ضدنا، من يستعد للحرب ومن مردوع، من قادر ومن غير قادر – فان أوراق دائرة البحوث تتحدث من حلقهم. هذا هو الوضع، رغم أنه على مدى السنين، في المفترقات الحرجة فشلت الدائرة في تقديراتها المرة تلو الأخرى. في نظرة تاريخية هي النبي الذي كذب العرافة التي أخفقت. رغم هذا، فانها هي العنوان الذي يعود اليه الجميع.

تحقيق الجيش الإسرائيلي عن دائرة البحوث حتى 7 أكتوبر وفي اثنائه، فتاك. الضابطان اللذان عرضاه أمامي – هو عميد في الاحتياط، هي رائد في الاحتياط – وصفا صورة اسود من السواد. “أناس اكفاء، مجموعة متميزة، تعيش خارج الواقع”، قال المسؤول. “فشل ذريع”.

13 محقق عملوا على التحقيق. ترأسهم العميد احتياط ايتي برون الذي كان رئيس دائرة البحوث في الماضي وعاد ليترأسها في أشهر الحرب الأولى. الطاقم عمل على عملين: الأول يصف كيف استعدت حماس للحرب؛ الثاني يصف ما الذي فهموه في الزمن الحقيقي في دائرة البحوث. الجواب هو أنهم لم يفهموا شيئا: هوة غير قابلة للجسر تفتح فاها بين ما وقع في غزة وبين ما كان ممكنا فهمه وما فهم بالفعل.

اقترحت على المحققين صورة: سائق يتجه في المفترق يمينا بدلا من يسارا، ومن تلك اللحظة يضيع الهدف حتى لو كانت كل قراراته صحيحة. لا، قالوا. ليس هذا ما حصل. لنفترض أن سائقك خرج من تل أبيب الى القدس. هو يخطيء في المفترق الأول، بعد ذلك يرى على يمينه بحرا، يتجاهل ويواصل السفر؛ هو يرى صحراء، يتجاهل ويواصل السفر. عشر فرص كانت لهم كي يفهموا أنهم اخطأوا، وفوتوها جميعها. ما تعلمه المحققون بأثر رجعي هو أن يحيى السنوار ومجموعة حوله توصلوا منذ 2017 الى الاستنتاج بان تحرير فلسطين، أي إبادة إسرائيل هو هدف قابل للتحقق. التسوية هي جهد ثانوي، خطوة لتحسين وضع السكان المدنيين، التي تحولت لاحقا الى مناورة تضليل. الخطة العسكرية التي خرجت الى حيز التنفيذ في 7 أكتوبر طورتها حماس منذ 2016.

المسيرة في حماس بدأت بالصلة ببناء العائق. لما كانت إسرائيل ستسد إمكانية مهاجمتها من تحت الأرض كانت حاجة الى خطة أخرى. والخطة هي لحسم فرقة غزة في المعركة على الأرض.

احداث حارس الاسوار، التي فسرت في إسرائيل كنصر وكخطوة رادعة، فسرت لدى السنوار العكس: توجد لحماس قدرة للقتال وللنصر. “إحساس القدرة يلتقي التفكير بمعركة متعددة الساحات: هذا مشوق”، كما يصف الضباط. “إسرائيل تتعرض للهجوم من لبنان، من العراق، من اليمن، من ايران. حين يجتاح حزب الله من الشمال وحماس من الجنوب، ستجري الحرب بين الخضيرة والجديرة. وستؤدي الى تحرير فلسطين”.

في 2022 يتردد السنوار عدة مرات في تفعيل الخطة، ويقرر الانتظار. في ايار 2023 قرر التنفيذ في أعياد تشرين. عرفوا بالخطة في طهران وفي بيروت؛ عرف بها كل الحماسيون في غزة. لكن عن 7 أكتوبر، لم يعرف الا القليلون. بسبب أمن المعلومات امتنع السنوار عن حسم الأمور.

هل خرج الى الحرب بسبب المواجهة في إسرائيل حول الانقلاب النظامي؟ المحققون لم يجدوا دليلا على ذلك، لكنهم كانوا حذرين من استبعاد الامكانية استبعادا تاما. اما اذا كان للازمة تأثير، فقد كان هامشيا، كما يقولون.

كل هذا الوصف هو حكمة تأتي بعد الفعل. هكذا أيضا التتمة، وصف فشل دائرة البحوث. لا ضمانة الا يكون المحققون سيسقطون في الحفر ذاتها والمسؤولون عن الفشل هم من كانوا سيعينون للتحقيق معهم: هذه هي المأساة. جزء منها.

عشرة أخطاء حرجة

“الفشل لم يكن حادثة مصادفة، بجعة سوداء”، يقول المحققون. “هو كان مغروسا عميقا في ثقافة عمل دائرة البحوث، في النهج، في الفكر. سيستغرق سنوات حتى التحرر من هذه الثقافة”.

كما قالوا: “كان هنا اخفاق استخباري كلاسيكي، مثل بيرل هاربر، مثل بربروسا، لكن الفشل يرتبط أيضا بثورة المعلومات. كل هيئات الاستخبارات فكرت بنفس الطريقة. التفكير الموحد كان ينبغي أن يقلق. اما هم فلم يقلقوا”.

في كانون الثاني 2023 حولت الدائرة صورة لوزير الدفاع. “حماس مردوعة”، قالت فيها. في 20 أيلول، قبل نحو أسبوعين من الهجوم على الغلاف، وزعت دائرة البحوث وثيقة تصف حماس في الحاضر وفي المستقبل وكتبت الدائرة تقول “بتقديرنا، استراتيجية حماس لحفظ الهدوء في القطاع مستقرة في المدى المنظور للعيان”.

كان هذا خطأ الملاحة الأساسي. حسب التحقيق كانت عشر فرص لملاحظته.

  • الأولى مجرد صعود السنوار الى الحكم، في شباط 2017. تحمله الدائرة مسؤولية المفاهيم التي كانت لها عن سلفه، خالد مشعل. بدلا من أن تفهم بانه حصل تحول، أصرت على حكومة استمرار.
  • في 2018 وصلت الى الدائرة معلومة أولى عن خطة حماس، وفي اعقابها كان التفويت الثاني: الورقة التي كتبت في الدائرة تفسر ان الحديث لا يدور عن خطة تنفيذية بل عن تطلع لبناء القوة. هكذا أيضا في 22 حزيران 2019، عندما تعرض الخطة كملاحظة هامشية في الصفحة 63 من الوثيقة.
  • التفويت الثالث كان بعد احداث حارس الاسوار. السنوار فهم بانه قادر؛ في الدائرة كانوا واثقين من أنه مردوع.
  • الرابعة كانت بعد أن وصلت الى شعبة الاستخبارات وثيقة “سور اريحا”. لم يفهموا بان الفكرة أصبحت خطة.
  • التفويت الخامس كان فهم ثلاث حملات الجيش الإسرائيلي ضد الجهاد الإسلامي. فقد امتنعت حماس عن الرد في اطار خطة الخداع لديها؛ في الدائرة كانوا واثقين انها مردوعة.
  • التفويت السادس كان تجاهل وثيقة المراحل التي وصلت الى الدائرة في منتصف 2022.
  • السابع ان تجاهل خطة الهجوم متعدد الساحات.
  • الثامن كان الكتاب الذي بعث به رئيس دائرة البحوث عميت ساعر لوزير الدفاع غالنت. حذر ساعر من الطريقة التي يفهم فيها العدو تداعيات الشقاق الإسرائيلي الداخلي. وقد ركز على الشمال، وليس على غزة.
  • التفويت التاسع هو في ضوء المعلومات عن التدريبات التي يجريها في غزة الفا مقاتل نخبة. فاذا لم تكن نية لارسالهم الى المعركة فلماذا يدربون 2000.
  • التفويت العاشر هو الأكثر ألما: حتى في ليلة وصباح 7 أكتوبر لم تفهم دائرة البحوث ماذا يحصل في غزة.

التحقيق يعدد الأسباب للفشل:

  1. كما أسلفنا، الثقافة التنظيمية. تلك الصعوبة الثقافية كانت أيضا في فهم حزب الله. “ان نكون نعرف اين يوجد نصرالله، لا يعني أننا فهمناه”، يقول المحققون.
  2. النهج: انعدام الفضول، البحث عن العملة النقدية من تحت الفانوس.
  3. فهم مغلوط للتفوق الاستخباري.
  4. وصف الواقع بتعابير غامضة.
  5. التزام بالمفهوم المغلوط.
  6. نظريات التفوق الإسرائيلي.
  7. فجوات في معرفة العدو، دينه، ثقافته، ايديولوجيته.
  8. في اللحظة الحاسمة كانت دائرة البحوث خارج الصورة، منقطعة الصلة.

النقطة الأكثر مفاجئة في استنتاجات المحققين هي رأيهم في التغييرات التي أدخلت على منظومة الاستخبارات في اعقاب قصور يوم الغفران. “فقد الحقت هذه ضررا اكثر مما أجدت نفعا”، يقول احد الضباط. وفقا لتوصيات لجنة اغرانات، عُزز البحث في الموساد وفي وزارة الخارجية، أقيمت دائرة رقابة في شعبة الاستخبارات العسكرية، طواقم تفكير معاكس، وسمح لكل جندي لان يتوجه شخصيا الى المسؤولين عنه، حتى رئيس أمان. “نحن نقول: اذا لم يكن شك، فلا مكان للرقابة”. يقول المحققون. “لا نستمع لها. في اعقاب 7 أكتوبر اقاموا في أمان دائرة رقابة جديدة. قلنا لقائدها أولا غير الثقافة في امان. بعد ذلك قم بالرقابة”.

كُتّاب التحقيق يتطلعون الى دائرة بحوث أكثر تواضعا بكثير، اقل ادعاءً بكثير. “التقدير الاستخباري هو فقط تخمين”، يقولون. الفشل المدوي في 7 أكتوبر خفض التوقعات. ومحل التوقعات الزائدة حلت توقعات ناقصة. تقديري: في النهاية سيعود الجميع الى تقديرات دائرة البحوث. ليس لانها صحيحة – بل لانه لا توجد أخرى.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-28 18:02:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى