دبابات T-90M الروسية تدمج نظام الحماية النشط Arena-M الجديد مما يمكنها من إسقاط الصواريخ القادمة

موقع الدفاع العربي 23 أغسطس 2024: تم تعزيز الدبابة القتالية الرئيسية الأكثر كفاءة في الجيش الروسي، تي-90إم، بشكل كبير لقدرتها على البقاء مع دمج نظام الحماية النشطة أرينا-إم.

وفي حين لا يزال من غير المؤكد ما هي التسمية التي ستتلقاها دبابات تي-90إم مع هذا التطوير الأحدث، فقد تم التأكيد على أنه تم طلب الدفعة الأولى من هذه الدبابات المزودة بهذه الأنظمة. كانت تي-90إم في السابق تدمج نظام الحماية “شتورا” للقتل الناعم فقط – والذي على عكس أنظمة القتل الصلب لم يتفاعل بنشاط مع المقذوفات القادمة ولكنه بدلاً من ذلك ينبه الطاقم ويساعد الدبابات على إخفاء نفسها. على النقيض من ذلك، يستخدم نظام “أرينا-إم” نظام رادار لمراقبة البيئة المحيطة باستمرار بحثًا عن التهديدات القادمة، وعند اكتشاف مقذوف وارد يتتبعه تلقائيًا، ويحسب مساره، وينشر ذخائر واقية لاعتراضه وتدميره قبل أن يصطدم بالدبابة.

النظام الأكثر شهرة من نوعه هو تروفي الإسرائيلي، والذي تم دمجه في دبابات ميركافا 4 منذ عام 2008.

تعمل روسيا على تطوير نظام حماية نشط قوي منذ تسعينيات القرن العشرين، حيث شهد نظام أرينا تطوير عدة نسخ منه. تم عرض النسخة أرينا-إم المحسنة لأول مرة في عام 2018، وأعلن المسؤولون في عام 2020 أنه من المقرر أن يبدأ دمجه على متن دبابات تي-90إم بحلول عام 2025. ويُعتقد أن متطلبات الصراع في أوكرانيا، والصراع المتصاعد مع حلف شمال الأطلسي، قد أضافت إلحاحًا كبيرًا لتطوير مثل هذه الأنظمة.

يمكن لنظام أرينا-إم اعتراض الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات شديدة الانفجار التي تسافر بسرعة تصل إلى 1000 متر في الثانية، ويمكنه القيام بذلك على بعد 50 مترًا. تزعم المواد الترويجية للنظام أنه يمكنه مواجهة الصواريخ الهجومية العلوية، مثل “جافلين” التي نشرتها القوات الأوكرانية و”بولسي-4″ التي حصلت عليها روسيا مؤخرًا من كوريا الشمالية، حيث ينفجر النظام في اتجاهين – للأسفل وللأعلى – للمساعدة في تسهيل ذلك. وقد ساد اعتقاد واسع النطاق بأن التوافر الواسع النطاق لصواريخ جافلين التي تم الاستيلاء عليها من القوات الأوكرانية منذ أوائل عام 2022 قد أثر على متطلبات أداء النظام.

وقد أدى الافتقار إلى نظام حماية نشط قوي إلى ترك الدبابات الروسية متخلفة بشكل متزايد عن أحدث التقنيات. إحدى أحدث الدبابات التي تتميز بمثل هذا النظام هي “تشونما Chonma 2” الكورية الشمالية، بينما نشر الجيش البولندي عبر الحدود الغربية لأوكرانيا منذ أواخر عام 2022 عددًا متزايدًا من دبابات K2 الكورية الجنوبية بنظام الحماية النشط الشهير KAPS. ومع ذلك، ظلت الدبابات الغربية أيضًا متأخرة في نشر مثل هذه الأنظمة، كما ثبت مؤخرًا من خلال أداء دبابات “M1A1 أبرامز” و”ليوبارد 2″ و”تشالنجر 2″ في القتال في أوكرانيا. كلفت كل من الولايات المتحدة وألمانيا إسرائيل لدمج نظام الحماية النشط Trophy على دباباتهما للمساعدة في تقليل قابلية تعرضها للإصابة. شوهد نظام Trophy في قطاع غزة خلال الأعمال العدائية الأخيرة، وفي بعض الحالات يحمي دبابات Merkava IV من القنابل الصاروخية، مما أجبر المقاومة الفلسطينية على تبني مجموعة من الأساليب لمواجهته. كان أحد أبسطها الاقتراب من الدبابات من الخلف وزرع المتفجرات مباشرة على هياكلها، وهو ما ثبت أنه ممكن في البيئات الحضرية.

في حين من المتوقع أن يواجه أرينا-إم قيودًا مماثلة في مواقف القتال في المدن، نظرًا للقرب الشديد الذي يمكن للمشاة المتربصين شن الهجمات منه، فإن المساحات الواسعة التي من المتوقع أن تشتبك فيها المركبات مع القوات الأوكرانية وقوات حلف شمال الأطلسي في معظم أنحاء أوروبا الشرقية تجعلها ذات قيمة عالية محتملة.

مع تصدير T-90 على نطاق واسع للغاية، حيث يتم نشر الغالبية العظمى من الدبابات من قبل العملاء في الخارج أكثر من الجيش الروسي نفسه، فإن نجاح Arena-M قد يساهم في تسهيل تصديره كجزء من حزم التحديث لأساطيل T-90 للعملاء الآخرين – وأبرزهم الهند والجزائر.

إذا نجح، فمن المرجح أن يتم النظر في دمج Arena-M أيضًا على الدبابات الروسية الأخرى، بما في ذلك T-80BVM والنسخة T-80 الجديدة التي يتم إعدادها حاليًا للإنتاج، والتي ستتمتع بقدرة تنقل متفوقة على T-90M.

وبينما طورت روسيا أيضًا نظام حماية نشط متفوقًا، وهو نظام “أفغانيت”، لدبابة تي-14، فإن دخول الخدمة المقرر لدبابة تي-14 قرب نهاية عام 2024 قد يشهد في البداية تزويد الدبابة أيضًا بنظام أرينا-إم، أو نسخة متطورة من أفغانيت مطورة من الدروس المستفادة من نشر أرينا-إم في القتال.

من سلبيات دمج نظام أرينا-إم على الدبابات هو استحالة تزويدها بـ”أقفاص” مضادة للطائرات بدون طيار، لكن هناك تكهنات بأن دبابات تي-90إم الجديدة قد تدمج أنظمة تشويش متقدمة للطائرات بدون طيار لتعويض الأقفاص.