دور خبیث لبعض الإعلام العربي لانقاذ اسرائيل علی حساب دم الشهداء
في الحروب والصراعات، تتعدى المواجهات حدود السلاح، لتعلو قیمة الكلمة كسلاح لا يقل أهمية. الإعلام إحد أهم أدوات الحرب النفسية، يلعب دورًا حاسمًا اما بكشف الحقائق أو بتضليل الشعوب.
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، برز دور الإعلام في التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية. بينما تعمل الدعاية الإسرائيلية وحلفاؤها على التلاعب بالحقائق ونشر الأكاذيب، وتستخدم الإعلام كسلاح معلومات في هذه المعركة.
وسائل إعلامية عربية وغربية تعمل وفق اجندات معينة اتخذت من نفسها سلاح لطرف كيان الاحتلال ضد الشعوب المظلومة، فاختزلت العدوان الإسرائيلي على البلاد العربية والاسلامية، لتصوره على أنه مجرد حرب بين “إسرائيل وحماس” أو “إسرائيل وحزب الله”، بينما الحقيقة أعمق، إذ أن التوسع الإسرائيلي يمتد وفق العقيدة التوراتية إلى ما يسمى مشروع “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات.
الإعلام الغربي اصبح بوقًا يدافع عن جرائم الاحتلال.واعتمد اسلوب التعتيم على اخبار الاحتجاجات المنددة بالإبادة الجماعية في بلاده ، كما مجد العمليات الاجرامية التي قام بها الاحتلال واصفا ايها بانه دليل على براعة التكنولوجيا الاسرائيلية.
صحيفة التلغراف البريطانية وصحيفة وول ستريت جورنال الامريكية وصفتا الترهيب في لبنان بالضربة المذهلة ومجدتا المخابرات الاسرائيلية، نيويورك تايمز ذهبت لابعد من ذلك بوصف عملية البيجر بحصان طروادة العصر الحديث، في المقابل انتهجت النيويورك بوست الامريكية سياسة السخرية حيث وضعت في صفحاها الرئيسية صورة لاحد ضحايا تفجيرات البيجر وكتبت عنوان ساخر بيب بيب بوم.
أما وسائل الإعلام العربية فمنها من اصطف كاملا إلى جانب الاحتلال. لدرجة ان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، اشاد بوسائل اعلامية سعودية ، واصفًا إياه بـ”الأكثر عدالة” مقارنة بالمنافذ الغربية.
صحيفة “هآرتس” العبرية كشفت صراحة عن تتعاونها مع قناة العربية السعودية لنقل الرسائل الاسرائيلية للجمهور العربي. الى ذلك يظهر مسؤولين اسرائيليين منهم المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي افيخاي ادرعي ودانیال هاغاری والسفير الاسرائيلي بالامم المتحدة بشكل دائم على شاشات قنوات الحدث والعربية وسكاي نيوز، دون منح الطرف الآخر حق الرد الكافي لضدح تلك الأكاذيب .
مظاهر الانحياز الاعلامي للخطاب الاسرائيلي ظهر في اللغة المستخدمة في تغطيتهم للأحداث ؛ حيث يُستخدم مصطلح “قتلى” بدلًا من “شهداء” عند الإشارة إلى ضحايا غزة ولبنان .
وفي مجازر البيجر واغتيال الشهيد السيد نصر الله في لبنان، صورت بعض تلك الاجهزة الاعلامية ما حدث على أنه انتصار “لإسرائيل”، وهو ما قامت به صحف اماراتية مثل صحيفة البيان التي نشرت مقالا بعنوان “اغتيال حسن نصرالله.. الضربة القاضية” بالاضافة الى تعمد صحف اماراتية وسعودية مثل الخليج تايمز والجالف نيوز وعرب نيوز و ذا ناشونيال نقل الاخبار عن وكالات مثل رويتز و أ ف ب وهي وكالات معروفة بتحيزها للكيان الاسرائيلي حيث تركز على تفوق الكيان الاسرائيلي دون الاشارة الى عمليات المقاومة الناجحة في التصدي للاحتلال.
الصمت عن الابادة الجماعية في غزة والجرائم في لبنان جريمة في حد ذاته، فما بالك بتقديم التبريرات لهذه الجرائم وتسويقها؟.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-10-06 17:10:48
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي