ذكرى استشهاد الامام محمد الباقر(ع) مستودع علوم أهل البيت عليهم السلام
الامام محمد الباقر هو محمد بن علي، كنيته ابو جعفر، خامس الائمة الكرام(ع). ولد في المدينة المنورة يوم الجمعة الثالث من شهر صفرعام57 للهجرة.وقد قضى الامام طفولته في أحضان والده الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) وجده الامام الحسين (ع) لمدة أربع سنين .وأمه هي فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى (ع).فهو اول هاشمي ولد من أبوين هاشميين وأول علوي ولد من علويين.
روي أنه كان حاضرا في كربلاء.ولقب بالباقر لبقره العلم وتفجره واظهاره بعد ان عرف أصله واستنبط فرعه.
كان الامام الباقر(ع) كثير الصلاة، ولم تكن لتشغله شؤونه المختلفة عن عبادته، كما حاز الشيعة اهتماما خاصا من الامام الباقر(ع)، فكان يخصصهم في قسم من دعائه.
كما كان الامام الباقر(ع) يصل اخوانه، ويحث على ذلك، واذا دخلوا عليه لا يخرجون حتى يطعمهم ويكسوهم ويهب لهم الدراهم، وكان ظاهر الجود والكرم مع توسط حاله.
اعتنى الامام الباقر(ع) بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا وتفسيرا، واهتم كثيرا بنشر الاحاديث وسيرة النبي(ص)والائمة عليهم السلام، وكان يشجع على دراية الحديث وفهمه لا روايته فقط.
ترك الامام الباقر (ع) تراثا فقهيا مهما يشكل مرجع العديد من الاحكام، كما أسس لعلم الاصول الذي دونه العلماء، وبحثوا فيه في ما بعد.
الامامة في الفكر الشيعي هي طريقة ومنهج في الحكم وادارة أمور المجتمع من قبل شخص الهي محدد المواصفات يتولى القيادة السياسية والفكرية والاخلاقية للمجتمع.
مرت الامامة منذ رحيل الرسول(ص) بأربع مراحل مختلفة اقتضت كل منها جهادا خاصا من قبل الائمة(ع)، فاختلفت أدوار الائمة(ع) في ما بينهم، ويبقى الهدف واحدا:
1. مرحلة السكوت او مرحلة التعاون مع الحكام والسلطات.
2. وهي مرحلة تسلم الحكم ووصول الامام الى السلطة.
3 .مرحلة السعي البناء القصير المدى لايجاد الحكومة والنظام الاسلامي.
4. العمل على اعادة القيادة الى أهل البيت(ع) بشكل سري، وفي برنامج بعيد المدى.
عاصر الامام الباقر(ع)فترة حكم بني امية، حيث كانت قد تصدعت الجبهة الداخلية للبيت المرواني بسبب التنازع على السلطة، فانشغلت السلطة عن ملاحقة الامام الباقر(ع).
ظل حكم الامويين قائما على الظلم والقهر والعدوان، ما خلا بعض الاصلاحات في عصر عمر بن عبدالعزيز، حيث ألغى سنة سب امير المؤمنين (ع) من على المنابر، ورد فدكا الى أهل البيت(ع).
تعددت التيارات الفكرية المنحرفة،وأصبحت ذات أتباع وأنصار، فتركزعمل الامام محمد الباقر(ع) على المواجهة الفكرية والثقافية، كما عمل على تبديل الذهنية العامة لدى الناس الى ثقافة صحيحة، والى القرآن الحقيقي، لايجاد الارضية الذهنية المناسبة او لتأسيس الدولة الاسلامية الحقة.
كان للامام محمد الباقر(ع) مكانة علمية في العالم الاسلامي، لا ينافسه فيها أحد، فرضها على الجميع بعلومه الربانية وفقهه، فكانت مجالسه تعج بالعلماء على اختلاف مذاهبهم، حتى أنه كان يؤنب بعض العلماء على توجهاتهم الفقهية وغيرها، وهم أمامه خاضعين.
بعد تعاظم صيت الامام الباقر(ع)لم تعد السلطة تقوى على تحمله، فاستدعاه الخليفة الى الشام لتوهينه، فانقلب المجلس لصالح الامام(ع)، ثم أمر بسجنه، فمال من في السجن اليه، مما اضطره الى اعادته الى المدينة، ودس له السم فقتله فاستشهد في 7من ذي الحجةسنة 114 ،فيكون قد عاصرخمسة من خلفاء بني أمية.وقد دفن في المدينة المنورة في مقبرة البقيع .
عمل الامام الباقر(ع)على الاعداد الفكري والتربوي لخاصة أتباعه وشيعته، وقد كانت هذه الجماعة الصالحة تتحلى بالعديد من الخصائص المميزة علميا وسلوكيا.
عمل الامام الباقر(ع) على حفظ الجماعة الخاصة وضمان استمراريتها، فكان يربطهم ببعضهم، ويبثهم في أرجاء العالم الاسلامي كأقطاب ووكلاء ليتابعوا ماقام به.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-06-14 07:04:34
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي