رصد الطائرة الروسية سو-57 وهي تحمل طائرة بدون طيار هجومية من طراز S-71 تحت جناحها

موقع الدفاع العربي 16 أغسطس 2024: تم نشر الصورة الأولى للنموذج الأولي للطائرة بدون طيار الهجومية الروسية S-71، التي صممتها شركة سوخوي للتكامل مع مقاتلات الجيل الخامس سو-57.

من المثير للاهتمام أنه في 1 أبريل 2024، تم الكشف عن تفاصيل براءة اختراع تطوير طائرة بدون طيار هجومية وطريقة تشغيلها. التوقيت، الذي تزامن مع يوم كذبة إبريل، دفع العديد من المصادر إلى نفي هذه الأخبار في البداية باعتبارها مزحة. لكن صور براءة اختراع الطائرة بدون طيار أكدت أنها جزء لا يتجزأ من أسلحة سو-57.

ظهر أول تقرير إعلامي عن هذه الطائرات بدون طيار الجديدة في نوفمبر 2023، نقلاً عن معلومات داخلية. وبحلول أواخر يوليو 2024، أكد سيرجي تشيميزوف، رئيس شركة روستيخ الحكومية، رسميًا إدراج هذه الطائرات بدون طيار في ترسانة طائرات الجيل الخامس الروسية.

تعتبر هذه الطائرة بدون طيار الثورية من الطرازات المتميزة في ساحة المعركة الحديثة. فهي لا يمكنها تدمير مجموعة متنوعة من أهداف الاستطلاع الثابتة والمتحركة فحسب، بل تتمتع أيضًا بقدرة غير عادية على تحديد هدفها تلقائيًا وتحديد ما إذا كان الهجوم ضروريًا.

من خلال الغوص في تفاصيل براءة الاختراع، تتميز الطائرة بدون طيار باستقلالية رائعة. ويمكنها العمل بشكل مستقل في الوضع التلقائي، حيث تكتشف الأهداف وضربها من تلقاء نفسها. كما يمكن أن تقوم بنقل المعلومات حول الأهداف المكتشفة وانتظار تعليمات الهجوم من محطة التحكم الأرضية المتنقلة. كما يمكنها أيضًا تلقي أوامر الهجوم من الطيار المشغل على متن الطائرة المُطلقة. وهذا يمثل بلا شك قفزة كبيرة في تكنولوجيا الحرب!

وتشير المصادر إلى أن تطوير هذه الطائرة بدون طيار متعددة الأغراض بدأ في عام 2019. ومع بداية “العملية العسكرية الخاصة” [كما تسمي روسيا غزوها لأوكرانيا]، تم تسريع العملية وتبسيطها لضمان الإنتاج الضخم بشكل سريع. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت شركة سوخوي خط إنتاج خاص بها لأنظمة التحكم والتوجيه لتقليل الاعتماد على موردي المكونات الخارجية. هذا المستوى من الابتكار والاكتفاء الذاتي يضع معايير جديدة في صناعة الدفاع.

اكتسبت هذه الطائرة قدرات هجومية ونطاقًا ممتدًا وميزة تخفي محسنة. تتميز الطائرة بدون طيار S-71 بتصميم شبه منحرف يقلل من توقيعها الراداري، وأجنحة قابلة للطي لتقليل السحب، وزعنفة على شكل حرف V لتحقيق الاستقرار، ومحرك نفاث.

يمكن للطائرة بدون طيار المجهزة بمحرك توربيني TRDD-50، الموجود أيضًا في صواريخ كروز الروسية المتقدمة Kh-59M وKh-101، أن تصل إلى سرعات تصل إلى 0.6 ماخ ولها سقف طيران يصل إلى 8000 متر. في حين أن النطاق المحدد للطائرة بدون طيار لم يتم الكشف عنه، إلا أنها متوفرة في نوعين مختلفين: S-71M Monokhrom وS-71K Kilim. يمكن تخزين النسخة Monokhrom داخل حجرة جسم الطائرة الداخلية للمقاتلة سو-57، في حين أن النسخة Kilim مصممة للحمل في نقاط التعليق الخارجية للسو-57.

تم تجهيز Monokhrom برأس حربي معياري ونظام توجيه كهروضوئي، فعال في كل من ظروف الضوء والظلام، ويمكن التحكم فيها عبر قناة بيانات مرتبطة بالمشغل. بالإضافة إلى ذلك، في الوضع المستقل، يمكن للطائرة بدون طيار استخدام البيانات الموجودة على متنها لتحديد الأهداف والاشتباك معها، ويتطلب ذلك تأكيد المشغل قبل الضرب.

تعتبر Killim في الأساس نسخة مبسطة من الطائرة بدون طيار، وهي مصممة لتعمل كصاروخ جو-أرض دقيق.

منذ عام 2022، تعمل روسيا بنشاط على دفع حدود التكنولوجيا، مع التركيز على إطلاق الطائرات بدون طيار من القاذفات والمقاتلات. تشير بعض التقارير إلى أن روسيا تمكنت من فك الكود المعقد لإنشاء آلية لرسو الطائرات المسيرة على متن الطائرات المأهولة. تسمح هذه الآلية البارعة التقاط الطائرات بدون طيار في منتصف رحلة الطائرات المأهولة ونشرها حسب الحاجة. تصاعدت الضجة حول هذا التطور عندما كشفت وسيلة الإعلام الحكومية الروسية تاس أن شركة الطائرات المتحدة [UAC] قد حصلت على براءة اختراع لهذا النظام المتقدم لرسو الطائرات.

وكشفت وثائق براءة الاختراع عن ابتكار ثوري في قطاع الطيران. الإنجاز الرئيسي هنا هو النظام والطريقة المصممة لالتقاط طائرة بدون طيار بشكل آمن داخل حجرة الشحن بالطائرة المأهولة باستخدام معدات إرساء معينة.

يمكن تركيب هذا النظام متعدد الاستخدامات في أنواع مختلفة من الطائرات، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل الاستراتيجية وطائرات النقل. وتسلط براءة اختراع من المعهد الفيدرالي للملكية الصناعية الضوء على قابلية تطبيق النظام ومرونته على نطاق واسع.

إن انتشار المركبات الجوية بدون طيار في الترسانات العسكرية على مستوى العالم آخد في التوسع. إن الميزة التكتيكية التي يوفرها نشر طائرات بدون طيار متعددة هي محور اهتمام الجيوش في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة والصين. في نوفمبر 2021، خطى الجيش الأمريكي خطوة كبيرة من خلال إجراء عملية إطلاق واسترجاع طائرة بدون طيار من طراز X-61 Gremlins بنجاح من طائرة من طراز C-130.

يشير هذا الإنجاز التاريخي إلى التقدم الحاسم في الجهود المستمرة التي يبذلها الجيش الأمريكي لإتقان نشر أسراب الطائرات بدون طيار من الطائرات الأم المحمولة جواً. تم الإطلاق الناجح لطائرة Gremlins بدون طيار في Dugway Proving Ground في ولاية يوتا في 29 أكتوبر.

إن دمج الطائرات بدون طيار الهجومية مع سو-57 يعزز بشكل كبير من تنوعها في ساحة المعركة. من خلال إطلاق طائرات بدون طيار من جناحها، يمكن لطائرة سو-57 توسيع نطاق وصولها والاشتباك مع أهداف تقع خارج خط رؤيتها المباشر.

يمكن للطائرات الهجومية بدون طيار التي يتم إطلاقها من سو-57 أن تكون بمثابة مضاعفة للقوة من خلال أداء مجموعة متنوعة من الأدوار مثل الاستطلاع والحرب الإلكترونية والهجوم المباشر. تتيح هذه الوظيفة متعددة الأدوار للطائرة سو-57 جمع المعلومات الاستخبارية في الوقت الفعلي وتعطيل اتصالات العدو وأنظمة الرادار، وبالتالي زيادة وعيها الظرفي وفعاليتها التشغيلية.

يسمح استخدام الطائرات بدون طيار أيضًا للطائرة سو-57 بالمشاركة في تكتيكات الإغراق الهجومي، حيث يمكن نشر طائرات بدون طيار متعددة للتغلب على دفاعات العدو. وهذا يمكن أن يخلق ارتباكًا ويجبر الخصم على توزيع موارده الدفاعية بشكل ضئيل، مما يسهل على طائرات سو-57 والقوات الصديقة الأخرى اختراق خطوط العدو.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطائرات بدون طيار أن تكون بمثابة أفخاخ خداعية، مما يجذب نيران العدو بعيدًا عن الطائرة سو-57 وغيرها من الأصول ذات القيمة العالية. ومن خلال التضحية بطائرات بدون طيار غير مكلفة نسبيًا، يمكن لطائرة سو-57 الحفاظ على قدراتها القتالية والتخفي، وبالتالي الحفاظ على استعدادها التشغيلي لمهام أكثر أهمية.

كما أن القدرة على إطلاق طائرات بدون طيار من سو-57 تعزز أيضًا قدراتها في التخفي. يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتحديد وتحييد رادارات العدو والأنظمة المضادة للطائرات قبل دخول سو-57 المجال الجوي المتنازع عليه. يقلل هذا الإجراء الوقائي من خطر اكتشافها من قبل قوات العدو والاشتباك معها، مما يسمح للطائرة سو-57 بالحفاظ على شكلها الخفي.