روسيا تعرض طائرة “سو-57” مسلحة بصاروخ الشبح “KH-69” في معرض مصر الدولي للطيران

موقع الدفاع العربي 2 أكتوبر 2024: استعرضت طائرة مقاتلة روسية من طراز سوخوي سو-57 “فيلون” قدراتها في معرض مصر الدولي للطيران 2024. ورافق هذه الطائرة الهائلة صاروخ كروز الجديد من طراز Kh-69، وهو صاروخ متطور متعدد الوظائف يتم إطلاقه من الجو وموجه بدقة. وجاء هذا الإعلان من شركتي “روستيك” و”روسوبورون إكسبورت” الحكوميتين الروسيتين في بيانات صحفية صدرت مؤخرًا.

وبالإضافة إلى ذلك، عرضت الصناعة الروسية مجموعة من أنظمة الأسلحة المتطورة الأخرى، مثل مروحية كا-52 التمساح، المعروفة بدورها النشط في الصراع في أوكرانيا، وهي مجهزة بصاروخ موجه خفيف متعدد الأغراض من طراز Item 305E. كما عرضت الطائرات بدون طيار أورلان-10إي وأورلان-30، إلى جانب نظام RB-504P-E المضاد للطائرات بدون طيار.

فيما يتعلق بالأسلحة الأرضية الروسية، نشرت موسكو أنظمة الدفاع الجوي “فايكنغ” و”تور-إم2إي“، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي المحمولة “فيربا“، في مصر. كما تم عرض نظام بانتسير-إس1إم المدفعي/الصاروخي المضاد للطائرات ذاتي الحركة [SPAAGM]، والذي عرض في الجناح الروسي إلى جانب الصاروخ الاعتراضي قصير المدى للغاية TKB-1055.

وبحسب شركة روسوبورون إكسبورت، فإن مهمتها في مصر لها أهداف متعددة. فهي تهدف في المقام الأول إلى إقامة شراكات للتطويرات المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، فهي ملتزمة بضمان أن تحافظ صناعة الدفاع الروسية على حضور ثابت في منتديات الأسلحة المستقبلية في القارة.

قد يبحث الروس عن شريك لبرنامج سو-57. في الوقت الحاضر، هناك “اهتمام إعلامي” بشكل أساسي من بعض الدول الأفريقية. ومع ذلك، تحتاج موسكو إلى شريك في تطوير هذه الأسلحة الآن أكثر من أي وقت مضى. إن إدراج سو-57 في معرض مصر الدولي للطيران ليس عرضيًا.

كانت الجزائر باستمرار مشتريًا مهمًا للمعدات العسكرية الروسية وتعتبر واحدة من المرشحين الأكثر احتمالية لشراء سو-57. يتماشى اهتمام الجزائر مع جهودها المستمرة في التحديث العسكري للحفاظ على التفوق التكنولوجي في المنطقة. كما أبدت مصر، وهي شريك عسكري مهم آخر لروسيا، اهتمامها، خاصة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي وضرورة تعزيز قدرات قواتها الجوية.

لا تزال المفاوضات في مراحلها المبكرة، لكن يبدو أن الجزائر هي الأكثر تقدمًا، وربما تقترب من إبرام اتفاقيات رسمية. تعمل روسيا بنشاط على الترويج لطائرة Su-57E، وهي النسخة التصديرية من الطائرة، والتي تتميز بعناصر محسنة مثل تصميم المحرك الجديد والإلكترونيات المتقدمة. وعلى الرغم من الاهتمام، فإن التكلفة العالية وأداء الطائرة تشكل تحديات كبيرة لإبرام هذه الصفقات. أدى النشر المحدود لطائرة Su-57 في العمليات الروسية، وخاصة في أوكرانيا، إلى دفع بعض الخبراء إلى التشكيك في فعاليتها القتالية نظرًا لسعرها الباهظ.

في الجزائر، يرى المحللون والمسؤولون العسكريون أن طائرة Su-57 ضرورية للحفاظ على الهيمنة العسكرية الإقليمية، وخاصة في خضم سباق التسلح مع المغرب المجاور. تشير التقارير إلى أن الجزائر وقعت بالفعل عقدًا لشراء 14 طائرة Su-57، مما يمثل خطوة كبيرة في تحديث قوتها الجوية. وأشاد مسؤولو الدفاع الجزائريون بقدرات التخفي المتقدمة للطائرة، والقدرة على المناورة، والإلكترونيات الحديثة، معتقدين أن هذه الميزات ستوفر ميزة كبيرة في أي صراع محتمل.

ورغم أن مصر لم تؤكد أي عملية شراء، إلا أن هناك مناقشات مستمرة واهتمامًا بطائرات سو-57، حيث يرى الخبراء العسكريون المصريون أنها قد تغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بقدرات البلاد الدفاعية وسط التوترات الإقليمية.

ويعكس هذا الاتجاه نمطًا أوسع نطاقًا في المشتريات العسكرية الأفريقية، حيث يُنظر إلى التكنولوجيا المتطورة من القوى العالمية مثل روسيا بشكل متزايد على أنها ضرورية للحفاظ على الأمن الإقليمي والنفوذ.

ومع ذلك، يشكك المحللون الغربيون في احتمالية حصول موسكو على صفقة سو-57 مع أي دولة أفريقية، بما في ذلك الجزائر أو مصر. مستشهدين بتحديات كبيرة مثل القيود الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية التي قد تعيق مثل هذه الصفقات.

إحدى القضايا المهمة هي القدرة على تحمل تكاليف سو-57. وسلط المحللون الضوء على أن هذه الطائرة المقاتلة المتقدمة تأتي بسعر مرتفع، وقد يكون باهظًا للغاية بالنسبة للعديد من الدول الأفريقية.

وعلاوة على ذلك، زعم الخبراء الغربيون أن العوامل الجيوسياسية قد تردع الدول عن شراء المعدات العسكرية الروسية. على سبيل المثال، قد تتردد دول مثل مصر، التي تعرضت بالفعل لتهديد العقوبات الأمريكية بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات [CAATSA] لشرائها أسلحة روسية، قبل إبرام المزيد من الصفقات التي قد تعرض علاقاتها مع الدول الغربية للخطر. كما تثير التوترات المستمرة بين روسيا والغرب الشكوك حول موثوقية الدعم والصيانة على المدى الطويل لمثل هذه الطائرات المتقدمة، مما قد يثبط عزيمة المشترين المحتملين.

ومع ذلك، يقول بعض الخبراء إن المبيعات قد لا تكون خارج الحسبان تمامًا، خاصة إذا قدمت روسيا شروطًا جذابة كتمويل الصفقة. وقالوا إن التطلعات الجيوسياسية لدول مثل الجزائر، التي تربطها علاقات عسكرية طويلة الأمد مع روسيا، قد تثير الاهتمام بإضافة Su-57 لتعزيز قوة قواتها الجوية.

Su-57 Felon هي طائرة مقاتلة متعددة الأدوار من الجيل الخامس طورتها شركة سوخوي الروسية. تم تصميمها لأداء مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك التفوق الجوي والهجوم الأرضي، وهي مخصصة لتحل محل الطائرات القديمة في مخزون القوات الجوية الروسية. يبلغ طول Su-57 حوالي 20.1 مترًا [66 قدمًا]، ويبلغ طول جناحيها 14.1 مترًا [46.3 قدمًا]، وارتفاعها 4.6 مترًا [15.1 قدمًا]. يبلغ أقصى وزن للإقلاع حوالي 35000 كيلوغرام [77162 رطلاً].

تعتمد الطائرة على محركين من طراز Saturn Izdeliye 30، وهما محركان توربوفان متطوران مصممان لتوفير قوة دفع عالية وكفاءة في استهلاك الوقود. وتشمل الخصائص التقنية للطائرة Su-57 سرعة قصوى تبلغ 2 ماخ [حوالي 1550 ميلاً في الساعة أو 2500 كم/ساعة]، ومدى يبلغ حوالي 3500 كيلومتر [2175 ميلاً] دون إعادة التزود بالوقود، وسقف خدمة يبلغ 20000 متر [65617 قدمًا].

إن مجموعة الإلكترونيات الجوية للطائرة Su-57 متطورة للغاية، حيث تتضمن مجموعة من الأنظمة المتقدمة للملاحة والاتصالات والحرب الإلكترونية. الطائرة مجهزة بقمرة قيادة زجاجية تتميز بشاشات متعددة الوظائف وشاشة عرض أمامية [HUD] ونظام تحكم رقمي متقدم في الطيران.

تم تجهيز الطائرة سو-57 بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار والأنظمة، بما في ذلك نظام رادار متقدم يُعرف باسم رادار N036 Byelka، والذي يتميز بهوائيات متعددة ذات مسح إلكتروني نشط [AESA]. كما تحتوي على أنظمة بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء [IRST]، وتدابير مضادة إلكترونية [ECM]، وأنظمة دفاعية شاملة للكشف عن التهديدات الواردة ومواجهتها.

يتضمن تسليح الطائرة سو-57 مزيجًا من الأسلحة جو-جو وجو-أرض. ويمكنها حمل مجموعة متنوعة من الصواريخ، مثل R-77 وR-73 للقتال الجوي، بالإضافة إلى الذخائر الموجهة بدقة مثل Kh-38 وKh-59 للأهداف الأرضية. تحتوي الطائرة أيضًا على حجرة أسلحة داخلية للحفاظ على ميزتها الشبحية ويمكنها حمل الأسلحة على نقاط التثبيت الخارجية على جناحيها إذا لزم الأمر.