روسيا تنشر أسطولاً من طائرات Su-34 في قاعدة فورونيج الجوية على بعد 160 كيلومتراً من أوكرانيا، فهل ستكون أهدافاً سهلة لنظ…

موقع الدفاع العربي 30 يونيو 2024: تقع قاعدة فورونيج مالشيفو الجوية في جنوب روسيا على بعد 160 كيلومترا فقط من الحدود مع أوكرانيا. نشرت روسيا في هذه القاعدة الجوية أسطولًا من طائرات Su-34 (الناتو: Fullback) المعرضة بشدة للهجمات الصاروخية من أوكرانيا.

ومن هذه القاعدة الجوية، ينفذ أسطول القاذفات المقاتلة Su-34 التابع لفوج قاذفات الحرس السابع والأربعين التابع لقوات الفضاء الروسية مهامه اليومية، ويلقي قنابل انزلاقية قوية على القوات الأوكرانية من مسافة 25 ميلاً (40 كيلومتر) أو أبعد.

وقالت مجموعة التحليل الأوكرانية فرونتيليجنس إنسايت، نقلاً عن مجلة فوربس، “لا يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة حتى تصل طائرة [سوخوي] إلى منطقة الإطلاق بالقرب من الحدود ثم تعود إلى القاعدة. إن العدد الكبير من الطائرات المتمركزة في المطار يتيح النشر المتزامن للقنابل، مما يسمح بالاشتباك مع أهداف متعددة في الأراضي الأوكرانية في وقت واحد”.

وأضافت أن العشرات من طائرات سوخوي سو 34 التابعة للفوج – والتي ربما تمثل حوالي نصف الأسطول الروسي النشط من القاذفات المقاتلة الأسرع من الصوت ذات المحركين – تقف بشكل روتيني في العراء على مدرج القاعدة التي تم تجديدها مؤخرًا.

إنها ضمن نطاق أفضل سلاح للضربات العميقة في أوكرانيا، وهو نظام “الصواريخ التكتيكية للجيش” (ATACMS) الأمريكي الصنع. وأشارت فرونتيليجنس إنسايت إلى أن “أوكرانيا يمكن أن تشل قدرة الأسطول التشغيلي بأكمله المتمركز هناك إذا سُمح لها بتنفيذ هذه الضربة”.

وقالت فرونتيليجنس: “لكن إدارة الرئيس جو بايدن لم تمنح الحكومة الأوكرانية الإذن بعد لتوجيه ATACMS نحو فورونيج مالشيفو. وهكذا، في الوقت الحالي، تقصف طائرات Su-34 في فورونيج مالشيفو دون عقاب تقريبًا، حيث تلقي نسبة كبيرة من حوالي 100 قنبلة انزلاقية يسقطها الروس على المواقع والمدن الأوكرانية كل يوم، مما يؤدي إلى مقتل الجنود والمدنيين على حد سواء”.

لذلك، في الوقت الحالي، يمكن القول أن طائرات Su-34 الموجودة في فورونيج مالشيفو لا تزال في حالة آمنة. ومع ذلك، لم يتم التأكد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في منع أوكرانيا من شن هجمات على القاعدة باستخدام نظام ATACMS أم لا.

إيقاف سو-34 بأنظمة “باتريوت”؟

ذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن لدى القوات الأوكرانية طرق أخرى لإيقاف القاذفات الانزلاقية.

ووفقًا لها، أحد الخيارات هو إسقاط قاذفات سو-34 قبل أن تطلق ذخائرها. لكن مشكلة هذا الخيار أن القوات الجوية الأوكرانية لا تملك ما يكفي من بطاريات الدفاع الجوي من طراز باتريوت أمريكية الصنع لحماية المدن الكبرى، ناهيك عن توسيع هذه الحماية بالقرب من الحدود بما يكفي لاعتراض طائرات سوخوي التابعة لفوج قاذفات القنابل التابع للحرس 47.

وقالت أن لدى أوكرانيا خمس بطاريات باتريوت فقط. واحدة تحمي كييف. ويبدو أن الأخريات تحمي أوديسا وخاركيف. ويمكن لبطاريتين إضافيتين تعهدت ألمانيا والولايات المتحدة بتسليمهما – ولكن لم يتم تسليمهما بعد – أن تحميا دنيبرو وكريفي ريه. وقال أنه ما لم يرسل حلفاء أوكرانيا المزيد من بطاريات باتريوت، لن يخاطر الأوكرانيون بواحدة على طول الحدود الشمالية بين فورونيج مالشيفو وخاركيف.

وأشارت فرونتيليجنس إنسايت إلى أن “محاولة نصب كمين لهذه الطائرات [من فورونيج مالشيفو] ببطارية باتريوت في بيئة مشبعة بالطائرات بدون طيار… يشكل مخاطر كبيرة”.

وبالمثل، سيكون من الخطر بالنسبة للقوات الجوية الأوكرانية أن تنشر أسطولها المستقبلي من مقاتلات F-16 ضد هذه القاذفات. وكتب المحلل جوستين برونك في دراسة جديدة للمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: “سيكون اعتراض القنابل الانزلاقية بالطائرات المقاتلة أمرًا صعبًا للغاية”.

تكمن المشكلة الرئيسية في الدفاعات الجوية الأرضية الروسية، والتي تجعل من الخطير للغاية بالنسبة للطائرات الحربية الأوكرانية أن تطير على ارتفاع عالٍ في أي مكان في أوكرانيا تقريبًا – ولكن بشكل خاص على بعد مائة ميل أو نحو ذلك من خط المواجهة، والذي هو في متناول بطاريات نظام S-400 الروسي.

وكتب برونك: “عندما يقتربون من الخطوط الأمامية، سيتعين على الطيارين الأوكرانيين التحليق بها على ارتفاعات منخفضة للغاية لتجنب اكتشافهم وإسقاطهم. على مثل هذه الارتفاعات المنخفضة، تبدأ صواريخ [F-16] في الهواء الكثيف مع الكثير من السحب الديناميكي الهوائي ويجب أن تصعد ضد الجاذبية للوصول إلى الارتفاعات التي توجد فيها أهدافها. وهذا يحد من نطاقها”.

يمكن لأوكرانيا دائمًا توجيه طائرات بدون طيار بعيدة المدى نحو فورونيج مالشيفو. ويبدو أن الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار على قاعدتين أخريين من طراز Su-34 – كوشيفكا وموروزوفسك، وكلاهما في روسيا على بعد حوالي مائة ميل من خط الجبهة الشرقي – قد أدت إلى إتلاف أو تدمير العديد من طائرات سوخوي.

لسبب ما، لم تتعرض فورونيج مالشيفو لقصف عنيف من الطائرات بدون طيار. من الممكن أن نفس الدفاعات الجوية الروسية الكثيفة التي تعرض طائرات F-16 للخطر تمنع أيضًا الطائرات بدون طيار من الوصول إلى قاعدة سوخوي.

ووفق المجلة الأمريكية نظام ATACMS هو أفضل الأسلحة لضرب مثل هذه الأهداف. لذا ينتظر الأوكرانيون الحصول على الإذن الذي يأملون أن يأتي قريبًا.