روسيا ليست أرمينيا.. لماذا فشلت مسيرات البيرقدار الأوكرانية من تحقيق نفس إنجاز حرب كاراباخ؟
لا أحد ينكر الدور الذي قامت به طائرة بيرقدار في الحرب الأذرية الأرمينية ، من خلال متابعة الفيديوهات ، فإن عمليات استهدافها للمدرعات ولأنظمة الدفاع الجوي الأرمينية تمت بدقة عالية.
كما أننا يجب أن نقارن نجاحاتها مع فشلها ، وللعدل والحياد، لا نملك أي إحصائيات عن عدد الطائرات التي استعملت في هاته الحرب أو عدد التي قامت بطلعات جوية، كما أننا لا نملك معلومات عن فشلها في الاستهداف ، وأيضًا لا نملك معلومات عن إسقاطها في تلك الحرب ، لا يبقى لنا إلا أن نسلم أنها في تلك الحرب قدمت أداء جيدًا جدًا.
فعالية البيرقدار وعمومًا الطائرات المسيرة من فئتها هي:
ثمن مناسب ، دقة وسرعة في الاستهداف، تقوم بضربات استباقية ، صعبة للكشف والتعقب والإسقاط ، لو تم إسقاطها لا توجد خسائر بشرية من جراء فقدها.
أولاً- أنها ذات ثمن مناسب (حوالي 5 مليون دولار)، ليس زهيدًا وليس مرتفعًا، وتستحق المال الذي يدفع من أجلها، (سعر دبابة دبابة “تي-90 أم أس” يصل إلى حوالي 4.5 إلى 5 مليون دولار) وإذا افترضنا أنها تستطيع ضرب المدرعات في قوافل متنقلة ، أو في تشكيلات قتالية كما هو الحال في الحرب السابقة الذكر ، فمردُودها أكثر من مُمتاز.
تخيل أن طائرة واحدة تدمر 4 دبابات قتال رئيسية (كحد أقصى) حتى لو تم إسقاطها فهي حينئذ قد كفت ووفت ، حيث ستكون نسبة الخسائر تكون 1 إلى 4 لصالح الدولة المشغلة للبيرقدار.
في حالة الجيوش المتكافئة مثل ما حدث بين أرمينيا وأذربيجان ، ستصنع الفارق ، ستقوم بإنهاك العدو، تزرع الفوضى ، تدمر أنظمة الدفاع الجوي وتجعل من القوات الأرمينية مُهلهلة أمام الأذريين، الذين ستسحق قواتهم ما بقي من القوات الأرمينية على الأرض.
الإشكالية حاليًا تكمن في محدودية العدد الذي يدخل الخدمة مقارنة مع المدرعات، خصوصًا وأن الروس تمكنوا من إسقاطها ، السؤال المطروح الآن الذي يبحث جميع أصحاب الصفقات عنه هو: كم تستطيع هذه الطائرة أن تصمد في الجو وتؤدي عملها، وكم تستطيع أن تدمر من دبابة ومدرعة قبل أن يتم إسقاطها؟
إذا تم تدميرها قبل أن تقوم بأي عملية استهداف هنا الطائرة فاشلة ولا يرجى منها شيء، لكن صانعها ليس مهملاً، هم سيعملون على اكتشاف سبب الإسقاط وتطوير ما ينبغي تطويره الذي قد يكون الأريروديناميك الخاص بها ، المحرك، الإلكترونيات، المدى … إلخ وهذا هو حال صناعة السلاح أو ما يطلق عليه التنافسية.
إشكالية محدودية العدد تتجلى بوضوح في الحرب الأوكرانية الروسية
روسيا ليست أرمينيا: من عدة جهات:
من جهة روسيا مصنعة لأنظمة الدفاع الجوي وكما سبق وذكرنا عن التنافسية في التسلح، كان الروس يعملون لإيجاد نقاط ضعفها، هم شاهدوا ماذا كانت تفعل مع الأرمن.
من جهة ثانية ، فارق القوة كان لصالح الروس، رغم أنها قامت باستهداف جيد في البداية لقوافل المدرعات الروسية، لكن عدد المدرعات ، الدبابات و القوات يفُوق بكثير ما تستطيع أن تتعامل معه مُجرد طائرة مسيرة ، ولا نُنكر أنها قامت بضربات مُوجعة قد تُبطئ من تقدم القوات الروسية لكنها لوحدها لا تستطيع أن تفصل المعركة.
مؤخرًا مع القدرة على اكتشافها ، يبقى لنا أن نسجل مؤشرات الأداء ، كم طائرة امتلكت أوكرانيا منها ، كم عملية استهداف قامت بها ، نسبة النجاح، عدد الاستهدافات الناجحة ونحكم هل هي ناجحة أم لا.
أحد الحلول هو امتلاك أعداد كبيرة منها ، تستطيع التعامل مع الأعداد الهائلة لمدرعات ودبابات جحافل الغزو الروسي، وهذا لا يتم إلا عن طريق تصنيعها محليًا، لو افترضنا أن أعداد كبيرة منها ، أسراب من 10 إلى 20 طائرة في العملية الواحدة ، ستكون كفيلة بإبادة كاملة للقوات المهاجمة.
بدرجة أحسن منها ، امتلاك قاعدة صناعية مُتكاملة، تغطي صناعة كل شيء فيها ، أنظمة الرصد والملاحة والتحكم ، تصنع المحركات والمواد ، يمكن في حالة المقاطعة الاقتصادية أثناء الحروب أن تبقى مُكتفية ذاتيًا ولا تتعطل سلاسل إنتاجها.
من جهة ثانية تمتلك هذه القاعدة القدرة على توريد أعداد ضخمة تمكن من تعويض المفقود منها في وقت وجيز وتدعم بها ساحة المعركة خصوصًا في حروب كبيرة.
أوكرانيا لا تملك قواعد خلفية آمنة
حققت البيرقدار نتائج جيدة في سوريا وليبيا وكاراباخ لأن لها قواعد خلفية آمنة وقصور شديد في أنظمة الدفاع الجوي للخصوم وخط مواجهة محدود وصغير نسبياً ، فأدَّت بشكل ممتاز وأنجزت المهام المطلوبة منها وكانت عامل من عوامل حسم المعارك.
في أوكرانيا الوضع مُختلف فمع فعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية وكونها لا تملك قواعد خلفية آمنة فكل أراضي أوكرانيا عرضة للقصف في أي وقت وخط المُواجهات كبير ومع ذلك تسببت في ضربات مؤلمة للروس ولكن لن تستطيع أن تحسم المعركة ولن يستطيع ذلك أي درون غيرها مهما كان.
الكاتب : Nourddine
الموقع :www.defense-arabic.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-05-04 17:33:35
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي