روسيا: مدى JSOW يعرض طائرات إف-16 الأوكرانية لضربات إس-400 وإس-500

موقع الدفاع العربي 30 سبتمبر 2024: من المقرر أن تتسلم أوكرانيا قنابل أمريكية جديدة موجهة، تعرف باسم JSOW. وتسمح هذه القنابل بضرب أهداف تقع على بعد مئات الكيلومترات من نقطة الإسقاط.

ومع ذلك، فإن مدى فعاليتها يعتمد بشكل كبير على الارتفاع الذي تُطلق منه، مما يجعل طائرات إف-16 الأوكرانية التي تحملها عرضة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية.

في حرب اليوم، غالبًا ما يصبح توجيه ضربات دقيقة ضد أفراد العدو ومعداته وخطوط الاتصال المختلفة عامل مُغير لقواعد اللعبة. تعمل الصناعات العسكرية في الدول الرائدة باستمرار على تقديم أسلحة دقيقة جديدة وترقية الأسلحة الحالية. ومن الأمثلة الرئيسية على مثل هذا السلاح القنبلة الأمريكية JSOW.

في بداية سبتمبر، أعلنت واشنطن عن خطط لتزويد أوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية أخرى تبلغ قيمتها حوالي 250 مليون دولار. وبحلول 26 سبتمبر، تم الكشف عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 375 مليون دولار. ويشمل ذلك أسلحة مثل القنابل العنقودية وصواريخ هيمارس وذخيرة المدفعية وصواريخ جافلين. وبينما ذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن صواريخ كروز بعيدة المدى JASSM التي تم الإعلان عنها سابقًا ليست جزءًا من هذه الحزمة، ستتلقى أوكرانيا قنابل AGM-154 Joint Standoff Weapon [JSOW] الموجهة لتعزيز قدرات أوكرانيا على الضربات بعيدة المدى.

JSOW، أو سلاح المواجهة المشتركة، هي قنبلة جوية قابلة للتكيف ومصممة لتعديل مسار طيرانها، مما يجعلها قادرة على ضرب الأهداف الثابتة والمتحركة. بدأت شركة رايثيون في تطوير AGM-154 في عام 1992 في الولايات المتحدة، مع إجراء أول عمليات إطلاق تجريبية بعد ذلك بثلاث سنوات. وقد شهدت أول استخدام قتالي لها في ديسمبر 1998 خلال عملية ثعلب الصحراء في العراق. واليوم، هناك ستة تعديلات معترف بها رسميًا لهذه القنابل.

تم تصميم نسخ AGM-154A وAGM-154B وAGM-154C، المسلحة بالذخائر العنقودية، لتحييد الأهداف المحمية بشكل خفيف ومجموعات المركبات المدرعة. تم تجهيز نسخة AGM-154A1 بمتفجرات PBXN-10 القوية شديدة الانفجار لتحقيق تأثير أكثر تدميراً.

تتميز نسخة JSOW-ER بمحرك نفاث، مما يوسع نطاق طيرانها ويوسع قدرتها على الضرب. يوفر JSOW Block III، المعزز بأنظمة الاتصالات ثنائية الاتجاه، دقة إصابة محسنة، مما يجعله فعالاً بشكل خاص في البيئات الحضرية حيث تكون الدقة أمرًا بالغ الأهمية.

تم تصميم قنبلة JSOW للعمل على أساس إطلق وانسى، مما يعني أنها لا تتطلب توجيهًا إضافيًا بمجرد إطلاقها. وهي تستخدم نظام ملاحة GPS بالقصور الذاتي المدمج ورأس الأشعة تحت الحمراء للتصوير الحراري، مما يمكنها من تحديد هدفها بشكل مستقل. تتضمن هذه القنابل تقنيات تجعلها مقاومة للحرب الإلكترونية [EW].

وقال الخبراء أن مدى طيران JSOW يتراوح بين 22 و 130 كيلومترًا، حيث يزن الإصدار الأساسي حوالي 455 كيلوغرامًا ويحقق مدى 130 كيلومترًا.

يمكن لإصدارات JSOW-ER المزودة بمحرك نفاث أن تغطي مسافات أطول بكثير – تصل إلى 450-500 كيلومتر. يتجاوز هذا المدى مدى صواريخ كروز ستورم شادو/سكالب إي جي (Shadow / SCALP EG) التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية حاليًا. يمكن أن تشمل حمولة قنبلة JSOW ذخائر شديدة الانفجار وذخائر حرارية وعنقودية.

إن هذه القنابل الانزلاقية يمكن إطلاقها من طائرات إف-16، والتي تم تسليمها للقوات المسلحة الأوكرانية. ويؤكد هذا السياق قرار الرئيس جو بايدن بتوسيع برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الأجنبية. ومع ذلك، تظل الأسئلة قائمة: ما مدى فعالية هذه الذخائر الجديدة للجيش الأوكراني؟ وما هي التدابير المضادة التي يمكن نشرها ضدها؟

وكما أشار الخبير العسكري دميتري دروزدينكو، “كل سلاح يخلق مشكلة”. JSOW هي في الواقع ذخيرة قوية، وقادرة على استهداف مجموعة من التهديدات، من تركيزات المعدات إلى أنظمة الدفاع الجوي. ومع ذلك، فإنها تأتي أيضًا بمجموعة من العيوب الخاصة بها.

كلما زاد ارتفاع إطلاقها، كلما زادت مسافة القنبلة. ولكن بالنسبة لطياري إف-16 الأوكرانيين، فإن الطيران على ارتفاع أعلى يعني اكتشافهم بسهولة بواسطة الرادارات الروسية والتعرض لأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى إس-400 وإس-500. إن القدرات الهائلة للدفاع الجوي الروسي تجعل الرحلات الجوية على ارتفاعات عالية مستحيلة تقريبًا للطائرات الأوكرانية.

ونتيجة لهذا، سيضطر الطيارون الأوكرانيون إلى نشر هذه القنابل الانزلاقية من ارتفاعات منخفضة أو في وضع مائل، مما يقلل بشكل كبير من مداها. على سبيل المثال، لا يمكن نشر قنابل JDAM-ER الجوية – التي تم نقلها إلى كييف في فبراير 2023 – إلا لمسافة تصل إلى 40 كيلومترًا. ومن المرجح أن تواجه JSOW قيودًا مماثلة.

ووفقًا للعديد من الخبراء، فإن تسليم الولايات المتحدة لقنابل JSOW الانزلاقية إلى أوكرانيا هو في المقام الأول اختبار لهذه الأسلحة الجديدة في سيناريوهات القتال وفرصة أخرى لتقييم قدرات الدفاع الجوي الروسية. ومن غير المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على المسار العام للعمليات العسكرية.