سماد الذهب الأسود في مشروع لشابين توءمين من حمص – S A N A
حمص-سانا
عشق الأرض وحب الزراعة وتوفر مستلزمات المشروع من بناء ومواد عضوية شكل حافزاً للشابين التوءمين وليم وإيهاب حلاوة في قرية المسعودية بريف حمص الغربي، لتنفيذ مشروع صغير كان انطلاقتهما نحو مستقبل جديد بعد التخرج من المعهد الصناعي باختصاصي الكيمياء الصناعية والتصنيع الميكانيكي.
فكرة المشروع حملها الأب من إحدى قرى الريف الشرقي وفق ما ذكره الشاب وليم لـ سانا، حيث قال: “بعد تحرير القرية من الإرهاب عدنا من حمص وأسسنا مزرعة للأبقار، إلى جانب العمل في الزراعة، وفي آب الماضي قررنا بيع الأبقار، وتحويل المزرعة إلى مشروع لإنتاج سماد الفيرمي كومبوست.
وأضاف: “بدأت وأخي المشروع في أيلول العام الماضي بـ 7 كيلوغرامات من الديدان من نوع (الريدويجلر) التي تنتج الفيرمي كومبوست وبحوض واحد، لافتاً إلى أن هذا النوع من الديدان تمتاز بتكاثرها السريع وشراهتها للأكل، كما أنها تتغذى فقط على المواد العضوية المقدمة لها من أوراق الشجر الجافة، ومخلفات المزارع وبقايا الخضراوات والفواكه، علماً أنها لا تقرب الجذور الحية، كما أنها لا تفضل المخلفات الحمضية أو القلوية، والآن أصبح لدينا سبعة أحواض، إضافة إلى ما تم بيعه من الديدان لأشخاص آخرين عمدوا لتأسيس مشروع مماثل”.
ولفت وليم إلى أن أباه يقوم بالإشراف على الأحواض والعناية بها عند غيابه وشقيقه الذي يؤدي خدمة العلم ويذهب هو لوظيفته التي حصل عليها بعد تأديته واجبه الوطني.
وعن كميات السماد المباعة، قال وليم: “حتى الآن لم نقم ببيع السماد الذي تنتجه الأحواض لأننا لم نحقق الاكتفاء الذاتي لأرضنا الزراعية، لكن في العام القادم مع تضاعف عدد الأحواض والإنتاج سيكون هناك فائض للبيع، وخاصة مع توافر عدد كبير من المزارعين والأراضي الزراعية بجوارنا”.
شغف الشابين بالزراعة وتطوير إنتاج أرضهما دفعهما إلى البحث عبر الإنترنت للاستفادة من التجارب وتطبيقها، حيث قال وليم: “بالاستفادة من التجارب المعروضة على وسائل التواصل قمنا بتطبيق تجارب عملية باستخدام هذا النوع من السماد على محصولي البطاطا والفول العام الماضي، وهذا العام على موسمي الفليفلة والكوسا، إضافة لاستخدامه في عملية استنبات البذور والشتول الزراعية، وحقق نتائج ممتازة إذ يوفر استخدام الأسمدة الكيميائية مرتفعة السعر، ويسهم في الحصول على منتج طبيعي عضوي خال من الكيماويات”.
بدوره التوءم الشاب إيهاب شرح آلية العناية بالديدان، وذلك: “بالحفاظ على مستوى الـ (بي أش) في الأحواض، ليكون الوسط معتدلاً لأن الوسط القلوي أو الحمضي لا يناسب الديدان، لذا لا يمكن مثلاً إضافة الحمضيات بأنواعها أو البندورة أو التي تحوي مواد قلوية مثل الزيتون، إضافة إلى ضرورة ترطيب الأحواض بشكل دوري للحفاظ على مستوى رطوبة يلائم بيئتها”.
(شاي الفيرمي كومبوست) تجربة جديدة استقاها الشابان من الإنترنت، وهي تطبق على النباتات بأنواعها، حيث يقومان بتجربتها على محصول البطاطا، وهي سماد (الفيرمي كومبوست) مضاف إليه الماء ومواد سكرية وجهاز لضخ الأوكسجين يعمل لثلاثة أيام متواصلة ليتم تنشيط البكتيريا، ثم يرش المحصول بالماء أو يسقى به على أن تتم مقارنة مدى تأثيره على الإنتاج والنمو في وقت لاحق.
وعن الفوائد المرجوة من سماد الفيرمي كومبوست أوضح إيهاب أنه يسهم في رفع مقاومة النباتات الحيوية ضد الحشرات والأمراض، لاحتوائه مضادات حيوية وفطرية، الأمر الذي يقلل الحاجة إلى رش المبيدات الكيميائية لذلك يطلق عليه (سماد الذهب الأسود).
وحول خطة العمل المستقبلية يسعى التوءمان بشكل مستمر إلى توسيع مشروعهما، وبالتالي زيادة الإنتاج لينعكس على مردودهما المادي، مشيرين إلى أن الفكرة لاقت رواجاً كبيراً بين الشباب في القرية والقرى المجاورة، وذلك نتيجة انتشار ثقافة استخدام هذا النوع من السماد، وإقبال المزارعين على شرائه.
مهران معلا
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
المصدر
الكاتب:Zeina
الموقع : sana.sy
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-05 13:17:59
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي