شيء ليس موضوعيا في اعتبارات رئيس الوزراء

يديعوت احرونوت 2/4/2025، آفي يسسخروف: شيء ليس موضوعيا في اعتبارات رئيس الوزراء
فجر أمس نجح الجيش الإسرائيلي والشباك في احباط احدى أكبر العمليات التي خطط لها في السنوات الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية. وتضمن الإحباط هجوما من سلاح الجو على شقة كان فيها حسن علي محمود بدير، نشيط في وحدة 3900 للمنظمة ولقوة القدس الإيرانية. يدور الحديث عن نشيط مركزي وكبير كان جزءً من شبكة إرهاب ضمت أيضا شبكة من نشطاء حماس في ظل تعاون استثنائي بين منظمة الإرهاب الشيعية وتلك السورية. وكانت نية تلك الشبكة تنفيذ عملية في المدى الزمني الفوري ضد هدف إسرائيلي في الخارج، ولو كانت هذه العملية خرجت الى حيز التنفيذ لمعقول الافتراض بان مئات الإسرائيليين كانوا سيقتلون.
المعلومات لاغتيال بدير في ضاحية بيروت، وفرها الشباك، الموساد وأمان ومن أدار العملية كان مندوبو سلاح الجو والشباك. وكانت الإصابة دقيقة وبالفعل تم الاغتيال. بدأت العملية الإسرائيلية تتدحرج قبل وقت طويل من التنفيذ – من قاد جمع المعلومات كانت دائرة خاصة أقيمت في السنوات الأخيرة في الشباك هدفها ضرب البنى التحتية الخارجية لحماس التي كان يترأسها حتى وقت أخير مضى صالح العاروري. اما اليوم فتعمل بنية حماس في الخارج من أماكن مثل تركيا لكنها تحاول اطلاق اذرعها الى أماكن أخرى في أوروبا.
لشدة الحظ دحر هذا الحدث الى هوامش الاخبار في إسرائيل بسبب نجاح قوات الامن الإسرائيلية. وتركزت الاخبار على واقع هاذٍ ومتهالك مشكوك أن يكون ممكنا اختلاقه. وبالفعل صعب بعض الشيء التصديق بانه في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الشباك رونين بار ورجاله، الى جانب مندوبي الجيش الإسرائيلي والموساد بالتركيز على احباط عمليات تفجير بحجم استثنائي، يكون رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي قرر منذ وقت قصير مضى اقالة رونين بار يركز على نشر أشرطة كآخر التكتوكيين كي يدافع عن مستشاره يونتان اوريخ. وهذا هو رئيس الوزراء ذاته الذي في الساعة 6:53 من صباح أول امس أعلن عن تعيين رئيس شباك جديد ايلي شاربيت، قائد سلاح البحرية في الماضي. يمكن التقدير الى أنه سبق تعيين شاربيت كرئيس الشباك الجديد تحقيق ما، اعداد، فحص. كما أن مكتبه نشر بيانا احتفاليا ورسميا. وها هو، بعد انقضاء بضع ساعات فقط تبين أن الرجل ليس “ملائما”، او ليس “جديرا”. ولماذا؟ لا حاجة لان يكون المرء عبقريا عظيما كي يفهم بان نتنياهو على ما يبدو اصطدم بردود فعل شديدة من البيت – البيت السياسي، أي نواب من الليكود مثل سعده وغوتليف، وكذا من بيته الخاص.
لم تكن هنا اعتبارات موضوعية حقيقية، كانت هنا أساسا اعتبارات شخصية وسياسية. واجاد في صياغة هذا النائب موشيه سعده الذي دون أن يخجل شرح بان رئيس الشباك التالي يجب أن يأتي من الدوائر السياسية (اليمينية) الصحيحة. يسمع المرء ولا يصدق. وها هو، في زلة لسان واحدة يوضح سعده ماذا يريد نتنياهو وماذا يريد رجاله – شباك منضبط، موال للملك بيبي، لكن ليس للمملكة. موال لليكود بيبي وبقدر اقل لدولة إسرائيل. موال الا يحقق ويفحص نتنياهو، حتى لو كان هذا الأخير متورطا حتى الرقبة في قضية قطر غيت التي في كل دقيقة تمر تبدو أكثر فأكثر كخطر على دولة إسرائيل واساسها على مواطنيها. حسب الاشتباه، فان قطر – الدولة التي تمول منظمة الإرهاب المسؤولة عن المذبحة الأكبر التي ارتكبت باليهود منذ المحرقة – مولت أيضا الأشخاص الأقرب لنتنياهو كي يديروا حملة تأثير على المواطنين الإسرائيليين ويهود الولايات المتحدة.
في السطر الأخير، الاحداث التي وقعت يوم الاثنين في ساعات الصباح المبكرة وحتى الثلاثاء فجرا، تجسد كم هي محاولة رئيس الوزراء نتنياهو طرد رونين بار من منصبه يشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل. شيء ليس “موضوعيا” في مكتب نتنياهو. يعمل هناك خليط جم من الاعتبارات السياسية، المالية وكذا اعتبارات لدول اجنبية، بما فيها تلك التي تساعد حماس وباقي المنظمات الجهادية. القصة لم تعد من سيُعين كبديل لرئيس الشباك بل من هو الذي سيعينه – والذي هو ليس مؤهلا لعمل ذلك، ليس بسبب مسؤوليته المركزية عن احداث 7 أكتوبر وليس بسبب دوره في قضية قطر غيت الحالية. نتنياهو، الذي كان هو الذي اصر على مواصلة نقل المال القطري لحماس نقدا رغم أنه حذر في 2019 – 2020 من أن المال يصل الى الذراع العسكري للمنظمة (بما في ذلك محمد ضيف تحديدا)، يصر الان على الادعاء بان هذه فرية ضد “الرهائن”، اوريخ وفيلدشتاين. لفرحته اوريخ وفيلدشتاين لا يحتجزان في الانفاق في غزة، مثل 59 مخطوفا إسرائيليا، انفاق بنيت، ضمن أمور أخرى، بمعونة المال الذي صادق نتنياهو نفسه على إدخاله الى القطاع.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-02 16:01:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>