شيخوخة الدماغ.. اكتشاف يفتح الباب لعلاجات قد تبطئ تقدم العمر
وبحسب دراسة منشورة في دورية “نيتشر” (Nature) تمكَّن علماء من تحديد أنواع خلايا محددة وموقع رئيسي تحدث فيه هذه التغيرات، والتي تؤدي إلى شيخوخة الدماغ.
وتسلط الدراسة الضوء على الآليات الجزيئية المرتبطة بشيخوخة الدماغ، ما يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة تهدف إلى تأخير آثار الشيخوخة أو إدارتها بفاعلية أكبر.
وركزت الدراسة على عشرات الأنواع من خلايا الدماغ، خصوصاً الخلايا الدبقية، التي أظهرت تغييرات كبيرة في التعبير الجيني مع التقدم في العمر.
تشهد خلايا الدماغ مع التقدم في العمر تغييرات معقدة يمكن أن تؤثر على وظائفها الحيوية، خاصة تلك المرتبطة بالذاكرة، والتعلم، والوظائف العصبية العامة.
واكتشف العلماء عشرات الأنواع من الخلايا التي تتعرض لتغيرات كبيرة مع التقدم في العمر، وأغلبها من الخلايا الداعمة للدماغ المعروفة بـ”الخلايا الدبقية”.
وتلعب الخلايا الدبقية دوراً حيوياً في دعم الخلايا العصبية، إذ توفر المغذيات، وتحافظ على البيئة المحيطة بالخلايا العصبية، وتساعد في التخلص من الفضلات.
تغيرات جينية
أظهرت دراسة حديثة أن تلك الخلايا تخضع لتغيرات جينية كبيرة مع التقدم في العمر، مما يؤثر على وظائفها. وتُعد الخلايا الدبقية الصغيرة خط الدفاع الأول في الدماغ ضد العدوى والإصابات.
وأظهرت الدراسة أن الجينات المرتبطة بالالتهابات تصبح أكثر نشاطاً في هذه الخلايا مع التقدم في العمر، ما يؤدي إلى زيادة الالتهابات المزمنة، وهي إحدى العلامات الرئيسية للشيخوخة.
كما تعرَّف العلماء على التغييرات التي تحدث في الخلايا البلعمية والتي تتخصص في إزالة الجزيئات الضارة والخلايا التالفة، فمع التقدم في العمر، تنخفض كفاءتها بسبب التغيرات الجينية التي تتعرض لها، ما يؤدي إلى تراكم الفضلات الخلوية التي قد تؤثر سلباً على صحة الدماغ.
وقال العلماء إن الخلايا قليلة التغضن المسؤولة عن تكوين وصيانة “طبقة الميالين” الذي يحيط بالألياف العصبية، مما يضمن سرعة نقل الإشارات العصبية؛ وتشهد مجموعة ضخمة من التغييرات الجينية التي ترتبط بوظائف الميالين، وهو ما يقلل نسبته في الدماغ ويؤدي لتراجع الكفاءة العصبية.
وأشار العلماء إلى أن الخلايا التائية الموجودة في منطقة “الوطاء” التي تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم التمثيل الغذائي والطاقة، تتغير هي الأخرى على المستوى الجيني بشكل يؤثر على قدرتها في الاستجابة للإشارات البيئية، وهو ما يشير إلى ارتباط الشيخوخة باضطرابات التمثيل الغذائي.
وأكدت الدراسة أن الشيخوخة في الدماغ ليست عملية عامة تؤثر على جميع الخلايا بالتساوي، بل تتفاوت بين أنواع الخلايا، فعلى سبيل المثال، زادت الجينات المرتبطة بالالتهابات نشاطها بشكل ملحوظ، بينما انخفضت الجينات المتعلقة ببنية ووظائف الخلايا العصبية.
كما أظهرت الدراسة أن “الوطاء” يُعد منطقة محورية لتغيرات التعبير الجيني أثناء الشيخوخة؛ إذ تعاني الخلايا من تأثيرات كبيرة على وظائفها الحيوية، وخاصة في العمليات المرتبطة بالطاقة والتمثيل الغذائي.
ويمكن أن تسهم هذه النتائج في تطوير علاجات تستهدف أنواع الخلايا الدبقية التي تخضع لتغيرات مع الشيخوخة، كما تفتح آفاقاً جديدة لفهم أعمق للآليات البيولوجية المعقدة التي تحكم التقدم في العمر بالدماغ.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com
بتاريخ:2025-01-01 20:45:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>