الدفاع و الامن

صاروخ “تيمور” الباكستاني يتحدى الهيمنة الغربية في حرب صواريخ كروز

يبلغ مدى “تيمور” في نسخته التقليدية المعدة للتصدير 290 كيلومترًا، مما يمنح الطائرات الباكستانية قدرة على تحييد الأهداف البحرية والبرية عالية القيمة، مع البقاء خارج نطاق معظم أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية. ويُعتقد أن الصاروخ متوافق مع المقاتلة الباكستانية JF-17 “Thunder”، التي أصبحت العمود الفقري لسلاح الجو الباكستاني بعد التقاعد التدريجي لطائرات Mirage III/IV.

الصاروخ مجهز بباحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، مما يمكنه من إصابة الأهداف المتحركة في بيئات الحرب الإلكترونية والتشويش على أنظمة GPS. كما يعتمد على أسلوب الطيران المنخفض “التخفي خلف التضاريس” و”التحليق على مستوى البحر”، مما يعزز فرص نجاته عبر استغلال المناطق العمياء للرادارات والتشويش الساحلي. ورغم أنه صاروخ تحت-صوتي (Subsonic)، إلا أنه يتمتع بقدرات شبحية، حيث يستخدم أنظمة توجيه ذكية لضمان الدقة العالية في إصابة الأهداف.

صُمم نظام الملاحة في الصاروخ – وهو مزيج من نظامي الملاحة بالقصور الذاتي (INS) ونظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية (GNSS) – لتوفير دقة عالية في البيئات التي يتعارض فيها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يعزز مرونة المهام ويضمن اختراق شبكات الدفاع الجوي المتطورة ومتعددة الطبقات.

يُعد صاروخ “تايمور” المصمم ببنية معيارية التطوير الثالث في سلسلة صواريخ رعد المضادة للصواريخ الباليستية، ما يسمح بإجراء ترقيات قابلة للتطوير في أنظمة الدفع والتوجيه والحمولة، للحفاظ على فاعليته التشغيلية وسط تطور التهديدات.

كان سلفه، رعد ALCM، مزودًا بمحرك توربوجيت وقادرًا على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 600 كيلومتر، مما منح باكستان قدرة هجومية جوية بعيدة المدى ضد الأصول البحرية والبرية الاستراتيجية.

تمثل النسخة رعد 2 قفزة جيلية في المدى والتخفي والدقة، مما يعزز بشكل كبير قدرة باكستان على إسقاط القوة جوًا في دور الهجوم البعيد المدى دون تعريض طائراتها الثمينة لخطر الدفاعات الجوية المعادية.

تشير معلومات استخبارات المصادر المفتوحة إلى أن باكستان نجحت في دمج سلسلة رعد—بما في ذلك “تيمور”—على منصات مقاتلات JF-17 Thunder، وهو إنجاز مهم يعزز منظومتها المحلية للضربات الجوية. وتُعتبر هذه المقاتلات، التي تحل تدريجيًا محل أسطول ميراج القادر على حمل رؤوس نووية، خيارًا أكثر استدامة ومرونة لنقل الحمولات التقليدية والاستراتيجية.

في تقييم صدر عام 2023، خلص اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) إلى أن باكستان “من المحتمل جدًا أنها نجحت في دمج صاروخ رعد ALCM القادر على حمل رؤوس نووية على منصة المقاتلة JF-17، والتي تم تطويرها بالتعاون مع الصين”. واستند هذا الاستنتاج إلى صور عالية الدقة ولقطات فيديو من عرض يوم باكستان 2023، الذي نشرته إدارة العلاقات العامة للقوات المسلحة (ISPR)، حيث ظهرت مقاتلات JF-17 وهي تحمل صواريخ كروز جوالة تتطابق في أبعادها مع أنظمة رعد.

باستخدام تقنيات تحليل الصور، حدد FAS أن النسخة المحمولة جوًا من الصاروخ كانت مطابقة في الطول والشكل لصواريخ كروز المطلقة من الأرض، والتي تم عرضها على مركبات الإطلاق أثناء نفس الاستعراض العسكري.

وتدعم هذه النتيجة التقييم القائل بأن باكستان نجحت في تصغير وتكييف قدراتها في صواريخ كروز الاستراتيجية المحمولة جوًا لتتجاوز الاعتماد على أسطول ميراج المتقادم.

يمثل تكامل صواريخ رعد وتيمور مع منصة JF-17 تحولًا مهمًا في العقيدة النووية الباكستانية، مشيرًا إلى قدرة ردع ثانية أكثر مرونة، وقابلية للبقاء، ولا مركزية. ويعكس هذا التطور الديناميكيات الإقليمية الأوسع، خاصة في ظل تعزيز الهند لقدراتها في الدفاع الجوي المتقدم عبر نظام إس-400 تريومف، وتطويرها لصاروخ BrahMos المحمول جوًا.

مع دخول “تيمور” الخدمة، تعلن باكستان عن نيتها ليس فقط الحفاظ على مصداقية الردع، بل تعزيزها من خلال التقدم التكنولوجي وتنويع المنصات، مما يقلل الاعتماد على الأنظمة القديمة المعرضة للخطر. وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار الاستراتيجي، والتحديث المتبادل، وتقليص أوقات الإنذار، يضيف “تيمور” متغيرًا جديدًا إلى معادلة الردع المعقدة بالفعل في جنوب آسيا.

بفضل قدراته الشبحية وتعدد استخداماته وهندسته الدقيقة للحروب الجوية غير المتكافئة من الجيل القادم، قد يصبح “تيمور” قريبًا حجر الأساس في عقيدة القوة الجوية الباكستانية المتطورة.




نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد



مقاتلات صينية من طراز سو-35 تعمي رادارات طائرات إف-16 تايوانية في مواجهة مباشرةمقاتلات صينية من طراز سو-35 تعمي رادارات طائرات إف-16 تايوانية في مواجهة مباشرة


Back to Top


JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-01 12:35:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى