اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

صفقة شاملة لن تضمن هدوء من غزة لكنها ستسمح للدولة بان تعود لنفسها

يديعوت احرونوت 6/1/2025، ناحوم برنياع: صفقة شاملة لن تضمن هدوء من غزة لكنها ستسمح للدولة بان تعود لنفسها

محمد السنوار الذي أودعت قيادة حماس في يديه حياة المخطوفين في غزة هو الذي قبل 18 سنة ونصف اختطف جلعاد شاليط وكان مسؤولا عن أسره، في شقة خفية في خانيونس، على مدى خمس سنوات. هذه التفاصيل من سيرته الذاتية سمعتها هذا الأسبوع من مصدر يفترض أنه يعرف. فكرت في السنوار، مع الاختلاف بنتنياهو، الشخصان اللذان يفترض أن يحسما في النهاية اذا كانت ستكون أم لا تكون صفقة واي صفقة – صغيرة، كبيرة او شاملة.

السنوار تعلم من قضية شاليط بان الصبر مجدٍ: بعد خمس سنوات من الاسر حررت إسرائيل من السجن 1027 مخرب، اكثر مما طلبت حماس في بداية الطريق. رئيس الوزراء أولمرت قال لا، رئيس الوزراء نتنياهو، بضغط الرأي العام، قال نعم. هو تعلم أيضا انه هو ومنظمته يمكنهما ان يحفظا السر في غزة: كل جهود الشباك والجيش للعثور على مكان حبس شاليط باءت بالفشل.

أحد الذين تحرروا في الصفقة كان يحيى السنوار، اخوه. صورته، وهو يرفع شارة النصر من خلف نافذة الباص، أصبحت ايقونة. محمد يحلم على أي حال بصورة جديدة تغطي على صورة أخيه يحيى: مئات قتلة حماس يخرجون من السجن في إسرائيل في قافلة نصر طويلة، يشكرون الله ويشكرونه.

الصورة إياها موجودة بالتأكيد أيضا في رأس نتنياهو.  صفقة شاليط كانت جميلة في ساعتها. استخلص منها استعراضا مؤثرا، كان مناسبا لاحتياجاته في ذاك الوقت. لكن بعد 7 أكتوبر جمع الجمهور الإسرائيلي تجربة ويعرف ما الذي يمكن للمخربين المحررين من السجن ان يفعلوه.

كل طرف استخلص درسه: السنوار يريد صفقة شاملة مع اعلان عن وقف القتال في غزة وتحرير جماعي للمخربين من السجون؛ نتنياهو يسعى لصفقة صغيرة، شبه رمزية، تسمح له بان يجتاز الازمة في الائتلاف ويدعي بان القتال سيستأنف بعد ذلك. الناس يسألون كيف كان يمكن لنتنياهو أن يحرر اكثر من الف مخرب مقابل جندي واحد لكنه غير مستعد لان يفعل هذا من اجل مئة إسرائيلي اختطفوا تحت ورديته. الجواب هو أن نتنياهو تغير وخريطة مصالحه تغيرت. من انثنى امام واحد انغلق الان امام مئة.

في الجدال المتواصل على تحرير المخطوفين تطرح حجج الى هنا والى هناك. في طاقم المفاوضات وفي قيادة أذرع الامن يفضلون في هذه اللحظة صفقة شاملة. الدافع الأخلاقي واضح: صفقة صغيرة او تفجير المفاوضات من شأنهما أن يحكما بالموت على المخطوفين الذين يتبقون في غزة. الدولة التي تركتهم لمصيرهم في 7 أكتوبر تركتهم لمصيرهم مرة أخرى في اثناء الحرب وفي بعض من الحالات حتى تسببت بموتهم في الاسر، لا يمكنها أن تتركهم لمصيرهم للمرة الثالثة. هذه الوصمة، هذا العار لن يمحى.

بالتبريرات الأخلاقية من الصعب تحريك الحكومة الحالية. ربما تبريرات عملية تنجح اكثر: صفقة شاملة في غزة ستحرر جهاز الامن من أعباء ثقيلة. فهي ستنهي حرب استنزاف ليس لها استراتيجية خروج وليس لها غاية. كل يوم يجبي ثمنا من الجيش الإسرائيلي، بالقتلى والجرحى. لعدد الذين يقتلون لا يكاد يكون معنى: فالمستنقع لا يجف، النار لا تتوقف.

وزير الدفاع إسرائيل كاتس يكثر من التحذير. قبل بضعة أيام جاء الى نتيفوت. “اذا لم توقف حماس نار الصواريخ فانها ستتلقى ضربة عسكرية غير مسبوقة”، اعلن هناك. أنا اعترف: لا افهم. سنة وربع والجيش الأقوى في الشرق الأوسط ينزل على غزة، ينزل من الجو، من البر ومن البحر بكل فرقه، بكل سلاحه؛ 45 الف قتلوا، بعض منهم أطفال، شيوخ ونساء. في كل القطاع بقي قليل جدا من البيوت المناسبة للسكن البشري؛ هدم ما تبقى يشجع عليه مذيعو التلفزيون. قرابة مليوني نسمة طردوا مرة ومرتين ويقضون الشتاء في الخيام؛ منظمات الإغاثة تبلغ عن موت رضع، سوء تغذية، اوبئة وفوضى. لنفترض ان كل هذا مبرر من ناحية عملياتية. فاي “ضربة غير مسبوقة” يمكن بعد هذا ان ننزلها عليهم؟

ثمة من يتطلع الى 20 كانون الثاني، يوم ترسيم الرئيس ترامب: الإدارة الجديدة لن تقلق إسرائيل بالشكاوى عن انعدام المساعدات الإنسانية. سيكون ممكنا تنفيذ خطة الحصار لغيورا آيلند بكاملها. معقول الافتراض بان ضائقة الغزيين ستقلق ترامب اقل مما اقلقت بايدن. لكن ماذا سيفعل الأوروبيون؟ ماذا سيفعل الديمقراطيون في الكونغرس؟ ماذا ستفعل المحاكم في لاهاي؟ على ماذا سيركز الجيش الإسرائيلي مقدراته في السنوات القادمة، في الاعداد لمواجهة محتملة مع ايران أم في استنزاف لا ينتهي في غزة؟

صفقة شاملة لن تضمن هدوء من غزة لكنها ستسمح للدولة بان تعود لنفسها، تعود لحلمها الأساس، لالتزامها تجاه مواطنيها. نتنياهو فهم هذا في لبنان. يصعب عليه أن يفهم هذا في غزة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-06 14:51:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى