صناعة الجلديات السورية… مهنة تراثية تقدم منتجاً محلياً بمواصفات نوعية – S A N A
ريف دمشق-سانا
تتنوع المنتجات السورية التي يستخدم فيها الجلد الطبيعي وتتميز بمواصفات تطابق المواصفات العالمية، حيث تعد صناعة ودباغة الجلود من المهن التقليدية القديمة التي اشتهرت بها معظم المحافظات.
ومن صناعة الخيام وبيوت الخناجر والسيوف وبعض قطع المنزلية تطورت صناعة الجلود لتدخل في صناعة الأحذية والحقائب والألبسة ورغم الصعوبات التي تعرضت لها صناعة الجلود والدباغة كغيرها من الصناعات الأخرى جراء الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي الذي يشكل عائقاً كبيراً أمام تأمين مستلزمات أي صناعة تستمر هذه الصناعة لتقديم أجود المنتجات، وتحتاج عملية دباغة الجلود إلى عدد كبير من المواد في مراحلها المختلفة، حيث لكل جلد حيواني مواصفات مختلفة تلعب دوراً في طريقة دباغته، ثم تصنيعه فأساس صناعة الجلود هي الدباغات ليتم تحويل جلد الحيوان بعد سلخه إلى منتج جلدي مفيد ومحمي من التعفن وتعطيه استمرارية ومرونة وفق رئيس لجنة الدباغة والجلود بغرفة تجارة ريف دمشق محمد الحلاق.
وبين الحلاق أنه عندما يأتي الجلد من المسالخ يكون مملحاً فيبدأ بالعملية الأولى وهي النقع ليستعيد الجلد الماء والسوائل التي خسرها أثناء عملية الحفظ والتمليح، بعدها مرحلة إزالة الشعر يليها مرحلة السنمور وهي المرحلة الأساسية التي يكون الجلد جاهزاً ليتحرك بمختلف أنواع الدباغة، وممكن أن يكون دباغاً معدنياً أو نباتياً أو مختلطاً، ويعتبر النباتي الأكثر استخداماً وأخيراً ينقل إلى الصباغة ليأخذ اللون والمكنات لتحديد السماكة، ومن ثم يتابع الجلد رحلته إلى الورشات ومعامل الجلديات لتصنيعه وفق متطلبات السوق واحتياجاته، مؤكداً أن مواصفات عالمية تطبق على المنتج الذي يباع محلياً أو يصدر وسابقاً كانت صناعة الجلود في سورية من الصناعات المنافسة مع دول الجوار وحتى الدول الأخرى.
ومن إحدى ورشات صناعة الجلود بريف دمشق أوضح صاحبها رزق سعادة أنه عندما يأتي الجلد من الدباغات يذهب في كل مرحلة إلى عمال مختصين وجميعها يعتمد على الصناعة اليدوية، حيث يتم تصنيع الأحذية الجلدية الطبيعية بكل أنواعها رياضية ورسمية وغيرها، ومن مختلف أنواع الجلد البقري والغنم والماعز.
وخلال جولة فريق سانا في الورشة التي تصنع الأحذية الجلدية بين العامل محمد دعفيس أن المرحلة الأولى بعد دباغة الجلد في الورشة هي التفصيل والقص، فيقوم بقص كل قطعة حسب ما يراد تصنيعه ثم تذهب القطع إلى الدرازة، بينما أوضح العامل أحمد رشيدي أنه بعد التفصيل تتم عملية التطريش ودهن الجلد وتطبيقه ودرزه على المكنة بعدها تأتي مرحلة الحور وهي البطانة نقوم بدهنها أيضاً وتلصيقها ودرزها بعدها البكلة.
وعن المرحلة الثالثة في صناعة الأحذية من الجلود لفت العامل خالد شبلي إلى أنه في هذه الخطوة تتم تهيئة القطعة ودهنها بمواد خاصة وتوضع على القالب لشدها ثم توضع في الفرن لمدة نصف ساعة لتأخذ شكل القالب وبعدها الجلخ اليدوي، ثم الدهن مرة أخرى بمادة ” آكو بلو ريتان ” وتنظف لاحقاً، بينما المرحلة الأخيرة في تصنيع الأحذية الجلدية هي الانبلاج، حيث لفتت العاملة أم رامي إلى أنه يتم تنظيف القطعة وتلصيق الدعاسات الطبية داخل الحذاء وبعدها يتم تفريش القطعة لتصبح جاهزة للعرض في محال البيع.
ورأى أحد باعة الأحذية الجلدية محمد داود أن الجلد الطبيعي في سورية يتميز بالجودة العالية لتنوع البيئة السورية وغناها بمختلف أنواع الحيوانات، وهو مطلوب رغم ارتفاع تكاليف تصنيعه ويصنع بأشكال ونماذج وألوان مختلفة تلبي مختلف الأذواق والأعمار.
أحلام الغباري
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.sana.sy بتاريخ:2024-09-04 13:01:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي