طائرة روسية من طراز سو-34 تُذهل الجميع بهبوطها بدون عجلات في فيديو انتشر على نطاق واسع

Russian Su-34 jet lands without landing gear. pic.twitter.com/I3JjTmsHNm

— Clash Report (@clashreport) March 22, 2025

يُظهر الفيديو لمحة نادرة عن تنفيذ هبوط طارئ بدقة متناهية. ومع اقتراب سو-34 من المدرج بدون عجلات، وهو وضع قد يكون كارثيًا لمعظم الطائرات، ومع ذلك، حافظ الطيار على السيطرة، ونشر مظلات الفرملة في اللحظة الحاسمة لتقليل الزخم.

انزلقت الطائرة على المدرج، مطلقة الشرارات دون أن تتعرض لانهيار كارثي. وأشاد المراقبون على منصة إكس بسلاسة المناورة، حيث أثنى البعض على هدوء الطيار، فيما أعجب آخرون بقدرة الطائرة على تحمل هذا الضغط الشديد.

وبغياب تأكيد رسمي، تتنوع التكهنات بين عطل ميكانيكي أو تدريب مقصود، إلا أن الموقع والسبب الدقيقين لا يزالان غير معروفين.

تتمتع سو-34 بقدرة تحمل عالية، بفضل هيكلها المعزز المصمم لتحمل ظروف القتال. ويحتوي الجزء السفلي للطائرة على سبائك التيتانيوم، المعروفة بقوتها ومقاومتها للحرارة والتآكل.

وأوضحت خبيرة المواد الجوية، الدكتورة إيميلي كارتر، أستاذة علم المعادن الفضائية في معهد MIT، أن نسبة القوة إلى الوزن العالية للتيتانيوم تجعله مثاليًا لهذه الحالات.

وقالت في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “يمكن للتيتانيوم امتصاص احتكاك وصدمات كبيرة دون أن يتشقق، وهو ما قلل الأضرار خلال عملية الانزلاق”. ورغم ظهور الشرارات، فإن سطح سو-34 السفلي وزع الحمل بالتساوي، ما منع حدوث فشل هيكلي.

كما تلعب سبائك الألمنيوم دورًا رئيسيًا في هيكل سو-34، حيث تشكل جزءًا كبيرًا من جسم الطائرة وأجنحتها، مما يحقق توازنًا بين المتانة وخفة الحركة. أما قمرة القيادة، فهي كبسولة مدرعة بشكل كثيف، إذ تحتوي على التيتانيوم لحماية الطاقم، وتزن وحدها حوالي 1.5 طن، وفقًا لبيانات الشركة المصنعة الروسية.

ويعزز هذا التصميم عنصر البقاء، وهو ما ربما ساهم في النتيجة الآمنة لهذا الهبوط. ورغم أن الشرارات تشير إلى تآكل بعض الطلاء أو أجزاء الألمنيوم، فإن عدم وجود تصدعات مرئية أو اندلاع حريق في الفيديو يدل على متانة الهيكل.

لا تزال تركيبة السبائك الدقيقة سرية، لكن المحللين يقدرون أن التيتانيوم والألمنيوم يشكلان المكونين الأساسيين، مع استخدام الفولاذ في المناطق عالية الإجهاد مثل حوامل المحركات.

يتطلب تنفيذ هبوط بدون عجلات مهارات استثنائية، وهو ما يبرزه هذا الحادث. وأوضح العقيد المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية، جون هايز، الطيار السابق لطائرة إف-15 الذي يملك أكثر من 3000 ساعة طيران، التحديات المتضمنة في مثل هذه الحالات.

وقال في مقابلة هاتفية: “يتعين عليك التحكم في طائرة ثقيلة وسريعة بدون أي هامش للخطأ. إذا كنت أسرع من اللازم، ستتجاوز المدرج، وإذا كنت أبطأ، فقد تسقط بقوة”. ومع وزن سو-34 الذي يصل إلى 45 طنًا بحمولتها الكاملة، يحتاج الطيار إلى دقة فائقة لمنع التوقف المفاجئ أو القفز عند الهبوط.

وأشار هايز إلى أن توقيت نشر المظلات كان حاسمًا، حيث خفضت السرعة دون الاعتماد على المكابح أو الدفع العكسي، واللذين يكونان أقل فاعلية عند الهبوط على البطن.

يُعد التدريب على مثل هذه الطوارئ معيارًا في الطيران العسكري، لكن تنفيذها بنجاح نادر. ومن المحتمل أن الطيار عدّل زاوية هبوط الطائرة لتقليل التأثير، مع إبقاء المقدمة مرفوعة قليلًا لضمان امتصاص الجزء الخلفي للصدمات الأولى.

وأضاف هايز: “إنه توازن عالي المخاطر. أنت تعتمد على حدسك وتصميم الطائرة للنجاة من الموقف”.

يخضع الطيارون الروس لتدريبات محاكاة مكثفة لمواقف مثل تعطل العجلات، وقد تكون قمرة القيادة الجانبية في سو-34—التي تضم الطيار والملاح—ساعدت في تنسيق الهبوط. ويعكس وضوح الفيديو نهجًا هادئًا ومدروسًا، مما يعكس احترافية الطاقم تحت الضغط.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top