طالبان؛ تركيب آلاف كاميرات المراقبة في كابل يثير قلق المواطنين
وقال عبد المتين قانع المتحدث باسم وزارة داخلية طالبان في مقطع فيديو نُشر على موقع “إكس” للتواصل الاجتماعي أن هذه الكاميرات نُصبت “لتوفير الأمن” و “في الأماكن المكتظة”. مشيرا إلى أن هذه الكاميرات سيزداد عددها قريبا لتغطي جميع مناطق كابل.
وكانت وزارة داخلية طالبان قد أعلنت في وقت سابق أنها تقوم بتركيب كاميرات المراقبة بمساعدة شركة “هواوي” الصينية على أن يتم تركيب هذه الأجهزة في باقي المدن الأفغانية.
ما مبعث قلق المواطنين؟
وقالت طالبان أنها قامت بتركيب هذه الكاميرات لتوفير الأمن والحد من الجرائم” في “الأماكن المكتظة من كابل” غير أن هذه الكاميرات ليس تم نصبها في المواقع المزدحمة والطرق الرئيسية في كابل فحسب بل انتشرت حتى في أزقة المدينة ما يفضي إلى مراقبة منازل المواطنين في النهاية.
وأفادت شفقنا من أحد أزقة كابل أنه تم تركيب كاميرات المراقبة كل خمسين مترا في هذا الزقاق، وهي تُشرف على المساحة العامة للزقاق ومداخل البيوت الواقعة فيه.
وأعرب عدد من أهالي كابل في مختلف مناطق العاصمة، عن قلقهم من تركيب طالبان كاميرات المراقبة في الأزقة والتي تُشرف وتُطل على بيوتهم.
ويقول ناظر حسين وهو أحد أهالي كابل أنه تم تركيب كاميرات المراقبة في ثلاثة مواقع تُحيط بمنزله، وهو أصبح الان لا يشعر بالأمن بل وبدلا من ذلك بات “يشعر بالخوف”.
ويضيف: “إن الكاميرات رُكبت بطريقة ترصد وتراقب حتى النوافذ وداخل فناء البيت. أنا لا أشعر بالراحة والطمأنينة الان حتى داخل منزلي. بل قلق على خصوصيتي وخصوصية أسرتي.”
ويذهب شرف الدين وهو مواطنن أخر من كابل إلى أن “طالبان ستستخدم هذه الكاميرات للتجسس على الناس. إن طالبان غير متمسكة بأي قانون، وهي غير معنية بأي مبدأ أخلاقي. لذلك نحن قلقون. قلقون على خصوصيتنا وأسرنا.”
وأضاف: “إن تركيب كاميرات المراقبة عند مداخل بيوت المواطنين من قبل طالبان، لا هدف له سوى التجسس على المواطنين وممارسة المزيد من القمع ضدهم.”
وقالت وزارة داخلية طالبان أنها قامت لحد الان وباستخدام هذه الكاميرات، بالقبض على عدد من الأشخاص على مستوى مدينة كابل. بينما يقول المواطنون أن طالبان ومن خلال تركيب هذه الكاميرات، تقوم بمراقبة ورصد تحركات معارضيها السياسيين والثقافيين والعسكريين، وتستخدمها لـ “اضطهاد” الناس.
مشروع طالبان الإسرائيلي
ورأت منظمة العفو الدولية أن مشروع طالبان لتركيب آلاف كاميرات المراقبة على صعيد كابل، يُشبه مشروع إسرائيل الهادف لقمع الفلسطينيين في “الأراضي المحتلة”.
وأضافت في بيان أن إجراء وزارة داخلية طالبان تحت إشراف سراج الدين حقاني، زاد من الهواجس والقلق من انتهاك خصوصية الأشخاص وإيجاد جهاز للمراقبة الجماعية في أفغانستان.
وقال مت محمودي الباحث والمستشار بمنظمة العفو الدولية لشؤون الذكاء الاصطناعي وحقوق الانسان أن “تنفيذ هكذا منظومة واسعة للمراقبة الجماعية تحت ذريعة الأمن الوطني، هو أسلوب طالبان لمواصلة السياسات الظالمة لانتهاك الحقوق الاساسية للجماهير خاصة حقوق المرأة الأفغانية في المساحات العامة.”
وأضاف محمودي في بيان أنه في حالة تركيب هذه الكاميرات، يتم بناء جهاز مراقبة جماعي يساهم في القضاء على الخصوصية وحرية التجمعات والتعبير عن الرأي “والتي تعرضت لغزو غير مسبوق منذ أن أمسكت طالبان بالسلطة.”
وكانت منظمة العفو الدولية قد وثقت سابقا كيفية استخدام إسرائيل تقنية التعرف على الوجه لمواصلة الهيمنة على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة واستخدام ألوف كاميرات المراقبة القادرة على التعرف على الوجه في أرجاء مدينة نيويورك.
*شفقنا أفغانستان
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-09-07 07:14:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي