ظاهرة النقد الذاتي في الكيان المؤقت

يعتبر النقد الذاتي داخل البيئة اليهودية ظاهرة تاريخية، منذ قيام الكيان المؤقت، بحيث يأخذ حيّزًا كبيرًا في التداول على الساحة الإٍسرائيلية في ظل الأزمات العميقة التي مرّ ولا يزال يمر بها الكيان والتي تنذر بحتمية زوال هذا الكيان، الذي تحدّث عنه بن غوريون قائلًا: “ستسقط إسرائيل بعد أول هزيمة تتلقاها”. ويُثار التباسات كثيرة حول ماهية وموقع هذا النقد، بحيث يتم التعامل معه واستغلاله من قبل العدو كأساس لتسليط الضوء على نقاط الضعف لدى الكيان، لكن في الواقع، هو يستخدمه من أجل تحفيز الداخل وتضليل أعدائه في الداخل والخارج.

لذلك، هناك حاجة لتوضيح الرؤية حول الغاية من هذا النقد وامتلاك القدرة على التمييز بين الدوافع والوجوه والاتجاهات المختلفة وفق معايير عدّة، تمّ إدراجها ضمن عناوين ثمانية تناولت الإشكاليات الأكثر حضورًا والتي تستند؛ لمجموعة من التحولات الفعلية التي أثارت الخوف والقلق كونها لا تصبّ في مصلحة الكيان، عبر النقد الذي يعبّر عن المخاوف وليس عن الحلول وتحميل المسؤولية. كما واستثمار التحولات السلبية والإخفاقات لتحفيز الفعاليات الدفاعية النفسية والعملانية، خصوصًا أن الشخصية اليهودية تعيش على الخوف والقلق وذلك عبر دمج بين النقد السلبي وبين تبيين المعالجات العملانية والنفسية.

بالإضافة إلى أنه تم توظيف النقد في الصراع السياسي الداخلي بين اليهود، واستغلاله من قبل المعارضة لتحقيق أهدافها بإحالته إلى المشكلة السياسية وتوجيه المسؤولية لجهة محددة. وعمد العدو في بعض الحالات إلى تضخيم إنجازات أعدائه غير المهمة، من باب الإشباع المبكر لهم عبر ربط الأمر بحالة عملياتية محددة وليس قراءة كلية للمشهد. ولجأوا أيضًا لتوجيه النقد في مسار المحافظة على المعايير المرتفعة في المجال الأمني بالتعبير عن درجات المعيار المطلوبة وبمقادير محددة، كما ومستوى الإنذار والجهوزية التي تتعلق بشكل مباشر بالتعبئة والحضور.

هذا بالإضافة إلى استدامة الحالة التعبوية لدى قوات الاحتياط في الجيش والتي تتعلق بأحواله وأوضاعه النفسية ومخاطر ذلك. كما والشق المتعلق بتضليل العدو لناحية مستوى الجهوزية والقدرات والاستعداد للمواجهة للحفاظ على القدرة على المباغتة، وذلك من خلال المبالغة في تصوير ضعف الكيان والحديث عن المواجهة المرتقبة.

وبالتالي، عناوين عدّة تتناولها هذه الورقة المرفقة أدناه ضمن إطار النقد الذاتي في الداخل اليهودي، والتي تقدّم مجموعة من الشواهد التي على أساسها تم تحديد الدوافع الأساسية والأهداف الفاعلة.

لتحميل الدراسة من هنا