عقار تجريبي قد يقلل من فرص الإصابة بمرض ألزهايمر

وتشير النتائج، التي نشرت في دورية “ذا لانسيت: نيورولوجي” The Lancet Neurology، إلى أن العلاج المبكر بإزالة “لويحات الأميلويد” من الدماغ قبل سنوات من ظهور الأعراض؛ يمكن أن يمنع أو يؤخر على أقل تقدير ظهور الخرف المرتبط بمرض ألزهايمر.
ويرتبط مرض ألزهايمر، أحد أكثر أشكال الخرف شيوعاً، ارتباطاً وثيقاً بتراكم لويحات بروتينية في الدماغ تُعرف باسم “لويحات الأميلويد”، وهذه اللويحات تتكون من بروتين يسمى “بيتا أميلويد” الذي يتراكم بشكل غير طبيعي بين الخلايا العصبية، مما يعطل التواصل بينها، ويؤدي في النهاية إلى تلف الخلايا وموتها.
ويعتقد العلماء أن تراكم هذه اللويحات هو أحد الأحداث المبكرة في مسار المرض، حيث يبدأ التراكم قبل سنوات، وربما عقود، من ظهور الأعراض الأولى مثل فقدان الذاكرة، وصعوبة التفكير.
ووفقاً لـ”فرضية الأميلويد” التي تُعد النظرية الأكثر قبولاً لفهم مرض ألزهايمر، فإن تراكم هذه اللويحات يطلق سلسلة من الأحداث البيولوجية المعقدة، بما في ذلك الالتهاب العصبي، وتشكل التشابكات الليفية العصبية، وفقدان الوصلات العصبية، وتؤدي هذه التغيرات في النهاية إلى تدهور الوظائف الإدراكية والسلوكية.
شملت الدراسة الجديدة 73 شخصاً يحملون طفرات جينية نادرة موروثة تؤدي إلى الإنتاج المفرط للأميلويد في الدماغ، مما يجعلهم عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر في منتصف العمر.
في مجموعة فرعية من 22 مشاركاً لم تظهر عليهم أي مشكلات إدراكية عند بدء الدراسة، وتلقوا العلاج لمدة ثماني سنوات في المتوسط؛ انخفض خطر تطور الأعراض لديهم من 100% إلى حوالي 50%، وفقاً لتحليل أولي للبيانات، مدعوماً بعدة تحليلات حساسية تؤكد هذا الاتجاه.
الإصابة بمرض ألزهايمر
وبحسب الباحثين؛ كان كل المشاركين في هذه الدراسة مقدر لهم الإصابة بمرض ألزهايمر، وبعضهم لم تظهر عليه الأعراض بعد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، راندال بيتمان، أستاذ في علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة واشنطن: “لا نعرف كم من الوقت سيظلون من دون أعراض، ربما بضع سنوات أو ربما عقود.. لقد واصلنا علاجهم بأجسام مضادة أخرى للأميلويد على أمل ألا تظهر عليهم الأعراض أبداً، وما نعرفه هو أنه من الممكن على الأقل تأخير ظهور أعراض ألزهايمر ومنح الناس سنوات إضافية من الحياة الصحية”.
وللتحقق من ذلك، درس الباحثون تأثيرات عقار مضاد للأميلويد في محاولة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه منع تطور الخرف، وشارك الأفراد في هذه الدراسة في التجربة السريرية Knight Family DIAN-TU-001، وهي أول تجربة وقائية لمرض ألزهايمر على مستوى العالم، والتي بدأت في عام 2012 بدعم من جمعية ألزهايمر، والمعاهد الأميركية للصحة، وخضع المشاركون لعلاج بعقار مضاد للأميلويد.
واستخدم الباحثون في الدراسة عقار يُعرف باسم “جانتينيروماب”، وهو نوع من العلاجات المناعية التي تعمل على مهاجمة البروتينات المتراكمة في الدماغ والمعروفة باسم “أميلويد بيتا”، والتي تعد السبب الأساسي لتشكل اللويحات الدماغية المسببة لمرض ألزهايمر.
وجرى تطوير هذا العلاج ليعمل على تحفيز الخلايا المناعية في الدماغ لإزالة هذه التراكمات، مما يساعد في تحسين الوظائف العقلية وتقليل التأثيرات السلبية للمرض.
يعتمد “جانتينيروماب” على حقن أجسام مضادة في مجرى الدم، والتي ترتبط بتكتلات البروتين غير الطبيعية في الدماغ، وبعد ارتباطه بهذه التكتلات يحفز الجهاز المناعي على تفكيكها وإزالتها، مما يساعد في تقليل الضرر الذي يلحق بالخلايا العصبية.
خضع هذا العلاج لعدة تجارب سريرية سابقة، كان منها دراسات على مراحل مختلفة من المرض، وفي البداية أظهرت التجارب نتائج إيجابية، إذ ساعد العلاج في تقليل كميات البروتينات المترسبة في الدماغ، ولكن مع تقدم التجارب، ظهرت تحديات غير متوقعة، من بينها آثار جانبية مرتبطة بحدوث التهابات دماغية أو تورم في بعض الحالات.
رغم هذه التحديات، استمرت الدراسات حول إمكانية تعديل جرعات العلاج أو دمجه مع أدوية أخرى لزيادة فعاليته وتقليل المخاطر، وتم إيقاف بعض التجارب السريرية بعد ظهور نتائج غير حاسمة، إلا أن الباحثين ما زالوا يدرسون تأثير الجرعات العالية على المصابين في مراحل مبكرة من المرض.
واستخدم الباحثون ذلك العلاج قبل ظهور الأعراض على المرضى بوقت طويل؛ إذ تناول المشاركون في التجربة جرعات صغيرة في الدواء على مدار سنوات.
في التجربة السريرية الجديدة؛ ارتبط استخدام العقار بآثار جانبية تعرف باسم تشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد، والتي تشمل ظهور بقع دموية صغيرة أو تورماً موضعياً في الدماغ.
وفي هذه الدراسة معظم الحالات كانت بدون أعراض، وتم حلها تلقائياً، وجرى إيقاف العلاج لدى مشاركين فقط؛ بسبب شدة الآثار الجانبية، لكن لم تحدث أي وفيات أو أحداث تهدد الحياة.
ألزهايمر المتأخر
في حين أن التجربة ركزت على مرضى ألزهايمر الوراثي المبكر، يتوقع الباحثون أن نتائجها ستساعد في الوقاية والعلاج لجميع أشكال المرض، بما في ذلك ألزهايمر المتأخر الذي يبدأ في سن الشيخوخة، إذ تشير الدراسات إلى أن كلتا الحالتين تبدأ بتراكم “الأميلويد” في الدماغ قبل حوالي 20 عاماً من ظهور المشكلات الإدراكية، ما يجعل إزالة الأميلويد استراتيجية واعدة للوقاية من المرض.
وإذا أظهرت التجارب الوقائية للألزهايمر المتأخر نتائج مماثلة لتلك الخاصة بالتجربة السريرية؛ فقد يكون هناك قريباً استراتيجيات فعالة للوقاية من المرض بين عامة السكان.
وتعد تلك النتائج أول دليل سريري على إمكانية الوقاية من ألزهايمر، وهو ما قد يساعد ملايين الأشخاص في المستقبل، وتم إطلاق مرحلة تمديد للدراسة، وتلقى جميع المشاركين الدواء التجريبي دون وجود مجموعة تحكم، كما تم مقارنة نتائجهم مع مشاركين في دراسة مراقبة أخرى لم يتلقوا أي علاج.
أظهرت النتائج أن إزالة “لويحات الأميلويد” قبل سنوات من ظهور الأعراض أدى إلى تأخير ظهور الخرف، لكن التأثير كان ذو دلالة إحصائية فقط لدى المجموعة التي تلقت العلاج لأطول فترة، والتي تبلغ ثماني سنوات في المتوسط.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com
بتاريخ:2025-03-20 13:43:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>