فرنسا قد تؤمن صفقة أخرى لبيع مقاتلاتها “رافال إف 4”: اليونان وكولومبيا والعراق والهند والمغرب كعملاء محتملين

موقع الدفاع العربي 6 سبتمبر 2024: في مقابلة مع قناة أوروبا 1 في 30 أغسطس، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة داسو للطيران إريك ترابييه إمكانية توقيع عقد بيع جديد بحلول نهاية العام، بالإضافة إلى طائرات رافال الـ12 التي تم بيعها بالفعل إلى صربيا. ومع ذلك، لم يحدد هوية هذا المشتري المحتمل، مما أثار التكهنات.

هناك عدة احتمالات قيد الدراسة. فاليونان، على سبيل المثال، قد تكون هذا العميل، حيث تخطط لتعزيز أسطولها من طائرات رافال بعد إحالة طائرات ميراج 2000-5 إلى التقاعد. وقد تكون كولومبيا، التي أعربت عن اهتمامها بطائرات داسو، من بين المرشحين أيضاً، إلى جانب العراق، الذي ذُكِر مراراً وتكراراً. وعلاوة على ذلك، قد يتعلق العقد بشراء 26 طائرة رافال مارين من قبل الهند، وهي الصفقة التي يبدو أنها قريبة من الحصول على موافقة السلطات الهندية.

ولكن هناك دولة أخرى قد تفاجئ المراقبين: المغرب. ففي الأيام الأخيرة، اكتسبت شائعات طلب شراء طائرات رافال زخماً داخل المملكة. وحتى الآن، كان المغرب مرشحاً للحصول على نحو 30 طائرة ميراج 2000-9 من الإمارات العربية المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، أبدت القوات الجوية الملكية المغربية اهتمامها بطائرة “بوينغ إف-15إي إكس” (Boeing’s F-15EX)، رغم أن هذا لم يتأكد.

وكان موقع الدفاع العربي من أوائل من اقترح هذا الاستحواذ المحتمل من جانب المغرب. وهي خطوة ستكون جزءاً من استراتيجية “تنويع” مصادر معدات الدفاع، حيث اعتمدت البلاد بشكل أساسي على شركات تصنيع الأسلحة الأميركية في السنوات الأخيرة.

طائرة رافال إف 4 هي طائرة متعددة الأدوار متطورة بنتها شركة داسو للطيران، وهي مصممة لأداء مجموعة واسعة من المهام، من اعتراض الطائرات والهجوم البري إلى الاستطلاع والردع النووي. تم إدخال هذه الطائرة إلى الخدمة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لكل من البحرية والقوات الجوية الفرنسية، واستمرت في التطور، وتعد النسخة F4 الأحدث والأقوى للرافال.

تعمل بمحركين توربوفان من طراز Snecma M88-2، وتستطيع طائرة رافال F4 تقديم أقصى قوة دفع تبلغ 75 كيلو نيوتن لكل محرك مع الحارق اللاحق، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ، أو حوالي 1912 كم / ساعة. تمكنها قدرتها على الطيران الفائق بسرعة 1.47 ماخ من الحفاظ على سرعة تفوق سرعة الصوت دون استخدام الحارق اللاحق، مما يعزز كفاءتها التشغيلية.

مع أبعادها المدمجة – جناحيها 10.86 مترًا وطولها 15.27 مترًا – تتمتع طائرة رافال بقدرة عالية على المناورة. وهي مجهزة لحمل مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك مدفع Nexter DEFA الداخلي عيار 30 ملم وسعة خارجية تصل إلى 9500 كجم من الصواريخ أو القنابل. تختلف حمولتها حسب المهمة: يمكنها حمل ما يصل إلى ستة صواريخ جو-جو من طراز MICA لمهام التفوق الجوي أو ما يصل إلى 3 أطنان من القنابل في وضع الهجوم الأرضي.

مع قدرة طيران تصل إلى 12 ساعة بسبب التزود بالوقود أثناء الطيران ومدى يصل إلى 1759 كم في مهام جو-جو، تم تصميم هذه الطائرة للعمليات طويلة المدى. يسمح لها معدل صعودها – 18290 مترًا في الدقيقة – بالوصول بسرعة إلى سقفها التشغيلي البالغ 15240 مترًا (حوالي 50 ألف قدم)، مما يجعلها فعالة للغاية للمهام على ارتفاعات عالية.

يمكن لطائرة رافال F4 التعامل مع عوامل تحميل تتراوح من -3.2 جي إلى +9 جي في الظروف العادية، لكنها يمكن أن تصل إلى +11 جي في حالات الطوارئ. إن هذا التنوع، إلى جانب سعة الوقود الداخلية التي تبلغ 4700 كجم، والتي يمكن تمديدها إلى 6700 كجم بخزانات خارجية، يجعلها طائرة قتالية قابلة للتكيف للغاية وعالية الأداء وقادرة على تلبية مجموعة واسعة من الاحتياجات العسكرية الحديثة.

إن رافال إف 4 هي تطور تكنولوجي للمقاتلة الفرنسية الشهيرة، حيث تجمع بين الأداء المتفوق وقدرة التسليح المتنوعة والاستقلالية المذهلة، كل ذلك في طائرة قادرة على الوفاء بمجموعة واسعة من المهام الاستراتيجية.